السنغال على صفيح ساخن.. احتجاجات وقتيل و«اختبار»
بوادر أزمة تلوح، السبت، بأفق السنغال بعد مظاهرات قتل فيها شاب وسط اضطرابات مستمرة منذ أيام احتجاجا على إرجاء الانتخابات الرئاسية.
واندلعت مظاهرات ضد إرجاء الاستحقاق الرئاسي وضد الرئيس ماكي سال في العاصمة داكار كما في عدد من المدن، ولا سيما سان لويس شمالي البلاد، حيث قتل الطالب الجامعي في الجغرافيا ألفا يورو تونكارا.
- «انتفاضة حليف».. أمريكا تطعن بـ«شرعية» إرجاء انتخابات السنغال
- جلسة أبعدت عنها المعارضة.. برلمان السنغال يرجئ «الرئاسيات» لديسمبر
وكتب رئيس نادي الجغرافيا في جامعة غاستون بيرجيه التي كان تونكارا طالبا فيها "لم يكن طالبا بارعا فحسب، بل كان رفيقا يحظى بالمحبة والاحترام. كل الذين عرفوه سيفتقدون حضوره الودود واندفاعه".
وأكد موظف في المستشفى المحلي وفاته لوكالة فرانس برس. فيما لم تصدر السلطات حتى الآن أي حصيلة للاضطرابات.
اختبار
وفي داكار، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين الذين حاولوا التجمع عند مشارف "ساحة الأمة" في يوم شكل اختبارا لتوازن القوى بين السلطة والمجتمع المدني والمعارضة.
وهذه التعبئة على كامل الأراضي السنغالية هي أول حركة احتجاج واسعة النطاق منذ تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة بالأساس في 25 فبراير/شباط الجاري، في قرار أثار أزمة سياسية خطيرة وأدخل البلاد في فترة من الاضطرابات.
وفي العاصمة قطعت السلطات الطريق السريع ومحاور مهمة، وأغلقت كل المنافذ إلى ساحة الأمة، ورد متظاهرون بالرشق بالحجارة وإقامة حواجز بألواح الخشب والأحجار وإحراق إطارات.
استهداف صحفيين
أعربت منظمة مراسلون بلا حدود عبر منصة إكس عن "استنكارها" لاستهداف الشرطة ما لا يقل عن 5 صحفيين خلال مظاهرات في داكار، مشيرة إلى أن صحفية في موقع "سيني ويب" تعرضت لتوقيف عنيف ونقلت إلى المستشفى إثر إصابتها بوعكة.
وتعرض صحفي في صحيفة "أنكيت" للضرب على فكّه، واستهدف مقر القناة التلفزيونية الخاصة "والف تي في" بقنابل غازات مسيّلة للدموع بعدما كانت السلطات سحبت منها ترخيصها مؤخرا.
وقال أحد المرشحين للرئاسة تييرنو الحسن سال لوكالة فرانس برس: "على السنغاليين أن يستنكروا، وليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي".
وفي بلدة نيورو دو ريب على مسافة نحو 250 كيلومترا شرقي داكار، فرقت الشرطة مظاهرة شارك فيها نحو 200 شخص، بحسب صحفي في "فرانس برس".
وخلال صلاة الجمعة بمسجد النور في داكار، ندد الإمام أحمد دام ندياي بالوضع السياسي، وقال: "حتى الرئيس يمكن أن يُخطئ، وفي هذه الحال يعود لنا نحن أن نقول له الحقيقة"، مضيفا: "لا أحد له الحق في أن يتفرج على المجتمع يدمَّر".
وانطلقت الاحتجاجات قبل الظهر مع إضرابات في المدارس، وفي ثانوية "بليز ديانيه" في داكار، خرج مئات التلاميذ من صفوفهم في الساعة العاشرة صباحا.
وقال أحدهم سينابو با (18 عاما) "لم يعد لديّ أمل" من أجل الديمقراطية في السنغال.
فيما اعتبر أستاذ التاريخ والجغرافيا في المدرسة الحسن سيني "إنها مجرد بداية معركة. إذا تعنّتت الحكومة، سنضطر إلى القيام بتحركات أخرى".
"انقلاب دستوري"
وأثار إرجاء الانتخابات لعشرة أشهر موجة احتجاجات اجتاحت مواقع التواصل، ونددت المعارضة بـ"انقلاب دستوري"، مشتبهة بمناورة لتفادي هزيمة مرشح المعسكر الرئاسي، بل ربما لإبقاء ماكي سال في السلطة لسنوات إضافية.
وقدمت مجموعة من 14 مرشحا من المعارضة بعد ظهر الجمعة طعنا أمام المحكمة العليا.
وأكدت مجموعة "لنحمي انتخاباتنا" تصميمها على الاحتجاج سلميا داعية إلى مظاهرة جديدة الثلاثاء.
ودعا حوالي 12 مرشحا معارضين لإرجاء موعد الانتخابات من أصل 20 صادق المجلس الدستوري على ترشيحهم، للانضمام إلى تحرك المجتمع المدني.
وأعلن سال، السبت الماضي، إرجاء الانتخابات قبل 3 أسابيع من الاستحقاق، وسط معركة سياسية حول الترشيحات التي تمت الموافقة عليها أو استبعادها.
وبعدما أبقى الغموض مخيما حول نواياه على مدى أشهر، ردد سال مرارا الوعد الذي قطعه في 2023 بعدم التقدم لولاية جديدة، وهو ما أكده مجددا مساء الأربعاء.