السنغال على فوهة التوتر.. "الأشباح" تهدد "جنة أفريقيا"
لطالما كان يُنظر للسنغال على أنها نقطة استقرار بمنطقة مضطربة اُبتليت بالانقلابات في غرب أفريقيا.
لكن البلد الذي كان حتى وقت قريب يلقب بـ"جنة أفريقيا" بات على صفيح التوتر منذ أن حُكم بالسجن، مطلع الشهر الجاري، على زعيم المعارضة الشعبية عثمان سونكو، على خلفية قضية أخلاقية، ما فجر احتجاجات دامية.
حُكمٌ من شأنه أن يحرم الخصم السياسي، سونكو، من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.
شرارة الغضب
واندلعت المظاهرات لأول مرة في عام 2021 عندما اتُهم سونكو، الذي احتل المركز الثالث في انتخابات 2019، باغتصاب موظفة في صالون تجميل وتوجيه تهديدات بالقتل ضدها.
غير أن المحكمة في داكار برأته من تلك التهم هذا العام، وأدانته غيابيا، بالتورط في "سوء سلوك مع شاب".
ويعتقد أنصاره أن السلطات خططت لهذه القضية من أجل منع سونكو (48 عاما) من الطعن في الرئاسة مرة أخرى، فخرجوا للشوارع مرة أخرى في يونيو/حزيران الجاري، في احتجاجات خلفت 16 قتيلا على الأقل، فيما نُهبت بعض المتاجر وأضرمت فيها النيران.
في المقابل، شدد وزير العدل السنغالي على أن المحاكم تعمل بشكل مستقل، نافيا وجود تدخل سياسي في القضية.
مسلحون بلباس مدني
شهود عيان قابلتهم وكالة "فرانس برس"، تحدثوا عن انتشار "رجال مجهولين" مسلحين خلال المواجهات.
وقال أحدهم: "رأيت شابا على الأرض جريحا. توقفت وهناك رأيت عشرات الرجال بثياب مدنية يطاردون متظاهرين"، مشيرا إلى أنهم "كانوا يحملون أسلحة نارية وأخرى بيضاء".
ويتهم أنصار سونكو المعسكر الرئاسي بدفع أموال "لبلطجية" من أجل مساعدة الشرطة والدرك في قمع المتظاهرين.
كذلك السلطات الرسمية، تتهم "قوى خفية" و"أجانب" بالسعي إلى زعزعة استقرار البلاد من دون أية توضيحات.
وفي حديث مع "فرانس برس"، أكد ماهام كا المتحدث باسم وزارة الداخلية، أن بعض رجال الشرطة يعملون بملابس مدنية، دون الإفصاح عن المزيد لأسباب أمنية.
وحول الأشخاص الذين يطاردون المتظاهرين بشاحنات، أجاب: "لا أعرفهم ولا أستطيع أن أؤكد أنهم يعملون مع الشرطة".
واليوم، دعا الرئيس السنغالي إلى فتح "تحقيقات قضائية فورية" في "أعمال العنف غير المسبوقة" التي شهدتها البلاد.
aXA6IDE4LjExOS4yOC4yMTMg جزيرة ام اند امز