سول في ورطة.. النووي أم التحالف مع واشنطن؟
في ظل تصاعد التوترات النووية في شبه الجزيرة الكورية، تتزايد الدعوات داخل سول إلى امتلاك أسلحة نووية خاصة بها، لكن هناك مخاوف من أن هذا الخيار قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد الكوري والعلاقات مع الولايات المتحدة.
ونقلت رويترز عن وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون-سيك قوله إن كوريا الجنوبية قد تتسبب في صدع لتحالفها مع الولايات المتحدة وتحدث هزة للأسواق المالية إذا بدأت في تصنيع أسلحة نووية، رافضا دعوات محلية متكررة لامتلاك البلاد ترسانة نووية خاصة بها لردع كوريا الشمالية.
وفي ظل سعي كوريا الشمالية لتوسيع قدراتها النووية والصاروخية بشكل سريع، يدعو المزيد من المسؤولين الكوريين الجنوبيين وقادة الحزب الحاكم المحافظ الذي ينتمي إليها الرئيس يون سوك يول في الأشهر الماضية إلى تطوير أسلحة نووية.
وتأجج الجدل في ظل احتمالية فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بولاية أخرى. وسبق أن اشتكى ترامب من تكلفة الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية وأطلق محادثات غير مسبوقة مع الشمال.
لكن شين قال إن امتلاك ترسانة نووية محلية الصنع يهدد بعواقب مدمرة على المكانة الدبلوماسية والاقتصادية لكوريا الجنوبية.
وأضاف في مقابلة "سنواجه صدعا هائلا في التحالف مع الولايات المتحدة، وإذا انسحبنا من معاهدة منع الانتشار النووي، فإن ذلك سيعقبه عقوبات مختلفة".
وأقر شين بأن النقاش بين السياسيين وخبراء السياسة الخارجية كان مؤشرا على أن العديد من الكوريين الجنوبيين ما زالوا قلقين بشأن الردع الأمريكي الموسع لا سيما قواتها النووية.
لكنه شدد على أن جهود الحلفاء لتعزيز هذا الردع هي الطريقة "الأسهل والأكثر فاعلية وسلمية" لمواجهة تهديدات الشمال.
يأتي ذلك في وقت تشهد العلاقات بين الشمال والجنوب واحدة من أكثر الفترات توترا منذ سنوات.
وفي يونيو/حزيران الماضي، علق الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول بشكل تام العمل بالاتفاق العسكري الذي أبرم عام 2018 مع كوريا الشمالية لخفض التوتر، ردا على مناطيد محملة بالقمامة أرسلتها بيونغ يانغ.
لكن الاتفاق الذي تم توقيعه خلال فترة كانت فيها العلاقات أكثر دفئًا، كان معطلاً إلى حد كبير بعد أن قامت سول بتعليقه جزئيًا العام الماضي ردًا على قيام كوريا الشمالية بوضع قمر اصطناعي للتجسس في المدار، ورداً على ذلك قالت بيونغ يانغ إنها في حلٍ منه.
aXA6IDMuMTQ1LjE2NC40NyA= جزيرة ام اند امز