في عقل سيتين.. كرة القدم على رقعة الشطرنج
لعبة الشطرنج تعتبر الملهم الأول لكيكي سيتين مدرب برشلونة الجديد الذي تولى المنصب خلفا لمواطنه إرنستو فالفيردي.. طالع التحليل.
تعتبر لعبة الشطرنج الملهم الأول لكيكي سيتين، المدير الفني الجديد لفريق برشلونة الإسباني، والذي تولى المنصب خلفا لمواطنه إرنستو فالفيردي، الثلاثاء، بعقد يمتد حتى صيف عام 2022.
ووقع اختيار مسؤولي النادي الكتالوني على المدرب الإسباني، البالغ من العمر 61 عاما، لتطابق أفكاره وأسلوبه التدريبي مع البارسا، وهو ما وضح خلال فترة تدريبه لريال بيتيس، قبل الرحيل عن صفوفه عقب نهاية الموسم الماضي.
كرة القدم مثل الشطرنج
تحدث سيتين في وقت سابق عن أفكاره وأسلوبه في التدريب بقوله: "يجد اللاعبون أحيانا صعوبة في فهم كرة القدم، وهذا ما يحدث بالنسبة لي عندما ألعب الشطرنج، فهناك الكثير من الأشياء تُشرح لي آلاف المرات، لكنني لم أستطع فهمها أبدا طيلة حياتي".
يواصل سيتين شرح هذا الربط بقوله: "الواقع ينذر بأن أي لاعب كرة قدم يفهم كيفية التمركز وحسن اختيار التوقيت والمساحة ومثل هذه العناصر، فبإمكانه أن يكون لاعبا أفضل، لأنه عند تسلمه الكرة سيكون لديه الوقت لاختيار الحل الأمثل".
لا يجد سيتين مشكلة في المرونة وتغيير خططه على مدار المباراة، حيث أشار إلى إمكانية دخوله بـ5 لاعبين في الخط الخلفي، لكنه قد يضطر خلال الاستراحة لإجراء تعديل خططي بالاعتماد على رباعي دفاعي، لكن هذا كله يعتمد على الموقف الذي يعيشه فريقه في ذلك الوقت.
وأكد سيتين، في حوار سابق، أن جوهر فريقه لا يتغير بتغير الخطة، ما يعني أن الأسلوب سيظل ثابتا مهما كانت طريقة اللعب.
جنود سيميوني
يعد سيتين أحد المعجبين بشدة بأسلوب أتلتيكو مدريد، تحت قيادة مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني، حيث ضرب بهم المثل في وقت سابق.
يرى مدرب البارسا الجديد أن التوتر أحد الأسباب الرئيسية في فشل اللاعبين في تنفيذ أفكار المدربين داخل أرض الملعب، حيث قال "إذا لعبنا في ساحة خالية دون منافس، سيكون من السهل على الجميع تطبيق هذه الأفكار، بخلاف ما يحدث في المباريات".
ويؤمن سيتين بأهمية تحكم اللاعبين في أنفسهم، لتفادي التوتر وعدم التأثر بذلك خلال المباريات، مشيرا إلى أن هناك لاعبين يفقدون الكرة بشكل خاطئ، وهو أمر غير معتاد منهم، لكن التوتر يتسبب في ذلك أغلب الأحيان.
وأبدى مدرب بيتيس السابق إعجابه بفرق سيميوني، نظرا لالتزامهم الدائم بأفكار مدربهم، مؤكدا أن أسلوبهم الدفاعي هو أحد أنواع الفنون الكروية، مشيرا إلى تحول لاعبي "الروخيبلانكوس" المهاريين إلى جنود يركضون لمحاولة استخلاص الكرة بالتزام واضح.
صحبة الأذكياء
وأفصح سيتين أيضا عن رغبته دائما في إحاطة نفسه بأشخاص أكثر ذكاء منه في الكثير من الجوانب، لإمداده ومساعدته في بعض الأمور التي قد تفوته.
ويرى مدرب برشلونة أن وجود جهاز معاون حوله يتمتع بالذكاء، يعزز قوته في النهاية، لأن الجميع يكونون في ذات القارب، مما يجعل إسهامات معاونيه بأفكارهم أكثر إفادة للفريق ككل.
الإيمان بالشباب
لا يعد سيتين من المدربين الذين يخشون التعويل على اللاعبين الصغار، فالشباب جزء لا يتجزأ من منظومته، لإيمانه بأهمية الدفع بهم ومنحهم الثقة داخل الفريق.
وشهدت مسيرة سيتين الكثير من التجارب التي عول فيها على لاعبين صغار في السن، أبرزهم فابيان رويز، لاعب نابولي الإيطالي الحالي، والذي دفع به مع بيتيس، رغم أنه لم يكن يتجاوز 21 عاما حينها.
كما أن تدريب فريق الشباب بالنادي بذات الأسلوب الذي ينتهجه مع الفريق الأول ينحي الخوف جانبا من فكرة المغامرة بصغار السن، وهو ما ينطبق على برشلونة، الذي يتدرج فيه اللاعب ضمن صفوف الناشئين بأسلوب مماثل للفريق الأول.
مدرسة الاستحواذ
يعد سيتين أحد المدربين الذين تتطابق أفكارهم مع أسلوب برشلونة المعتاد، بالاعتماد على فكرة الاستحواذ على الكرة طيلة المباراة.
يؤمن سيتين بأهمية التحرر داخل أرض الملعب وفرض أسلوبه على الفريق المنافس، وهو ما استقاه بداية من الهولندي يوهان كرويف، مدرب أياكس الهولندي وبرشلونة الأسبق، مؤكدا أنه تعلم الكثير من أفكاره عندما تولى الأخير تدريب الفريق الكتالوني في التسعينيات.
ويرتكز أسلوب لعب سيتين على الهيمنة والاستحواذ على الكرة طيلة الوقت، فإذا كانت لديك الكرة، فلن يستطيع المنافس التسجيل في مرماك، هكذا يؤمن مدرب برشلونة الجديد.
ويرى المدرب الإسباني أن امتلاك الكرة وتدويرها بين لاعبي الفريق يجعلهم يشعرون بمتعة أكبر عندما تكون بين أقدامهم، بدلا من الركض خلفها أثناء امتلاك المنافس لها.
ويعمل سيتين دوما على نقل هذه الأفكار والمعتقدات إلى لاعبيه، لمحاولة الحفاظ على الكرة لفترة أطول والدخول بها إلى منطقة جزاء المنافس، مما يضاعف فرص الفوز.