كيف يتعرض الأطفال لمضاعفات خطيرة بعد الإصابة بكورونا؟
وجدت دراسة أمريكية أن إصابة بعض الأطفال بمتلازمة نادرة بعد الإصابة بكورونا يرجع لوجود بقايا الفيروس في أمعائهم.
توصل فريق من الباحثين في مستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة إلى كيفية تطور مضاعفات ما بعد كورونا النادرة للغاية ولكنها خطيرة عند الأطفال والمراهقين، والتي تسمى بـ"متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة" عند الأطفال، وذلك وفقاً للوكالة الآسيوية الدولية للأخبار (إيه إن آي).
وقالت الوكالة، في تقرير نشرته الخميس، إن الباحثين وجدوا أن جزيئات فيروس كورونا المتبقية في القناة الهضمية لفترة طويلة بعد الإصابة الأولية بكورونا يمكن أن تنتقل إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى الإصابة بهذه المتلازمة.
ووفقاً للدراسة فإن هذه المتلازمة تحدث في أقل من 1% من الأطفال المصابين بعدوى كورونا، ويمكن أن تحدث بعد عدة أسابيع من الإصابة الأولية.
وتشمل الأعراض ارتفاع درجة الحرارة، وآلاما في البطن، والقيء، والإسهال، والطفح الجلدي، والتعب الشديد.
ويمكن أن تؤدي الاستجابة الالتهابية المفرطة التي تظهر بسبب المتلازمة إلى تلف كبير في القلب، والكبد، والأعضاء الأخرى.
وتوصل الباحثون، في الدراسة التي نُشرت في مجلة "Clinical Investigation"، وشملت 100 طفل (19 منهم مصابون بالمتلازمة، و26 مصابين بكورونا، و55 أصحاء)، للمؤشرات الحيوية المحتملة للكشف المبكر عن المرض، وعلاجه، والوقاية منه.
ونقلت الوكالة عن الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور لايل يونكر، قوله: "عندما وجدنا أن 95% من الأطفال الذين يعانون من هذه المتلازمة لديهم جزيئات فيروس كورونا في برازهم، ولكن ليس لديهم جزيئات في أنوفهم أو حلقهم، قمنا بإجراء المزيد من الفحوصات، ووجدنا أن المادة الفيروسية الباقية في الأمعاء بعد فترة طويلة من الإصابة الأولية بكوفيد-19 يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهذه المتلازمة".
ورأى الفريق أن جسيمات كوفيد-19 الموجودة في الجهاز الهضمي للأطفال قد تنتقل إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى الاستجابة المناعية شديدة الالتهاب التي تتميز بها هذه المتلازمة.
وأضاف يونكر: "هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر تزامن الاستجابة شديدة الالتهاب مع وجود جسيمات الفيروس في دم مرضى المتلازمة".
واقترح الباحثون استخدام "أسيتات لارازوتيد" كعلاج لهذه الحالة، مشيرين إلى أنه يمكنه تقليل الاتهاب المفرط، حيث يمكنه منع بروتينات كوفيد-19 من دخول مجرى الدم.
وتابع يونكر: "خطتنا التالية هي إجراء تجربة لدراسة تأثير (لارازوتيد) على النتائج السريرية لدى مرضى المتلازمة، وذلك للانتقال من تحديد أسباب المرض إلى التوصل لعلاج جديد محتمل".
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز