صدمة في الهند.. تفاصيل اغتصاب عجوز عمرها 86 عاما
حوادث الاغتصاب أصبحت محط الأنظار في الهند منذ ديسمبر 2012 عندما تعرضت طالبة عمرها 23 عاما إلى اغتصاب جماعي بحافلة في دلهي.
تعد ظاهرة الاغتصاب في الهند ظاهرة مثيرة للجدل والصدمة في الآن نفسه.. قضايا عديدة طفت على صفحات حوادث الاغتصاب في الهند، بعضها نظر فيها وأخرى ما زالت قيد التحقيق.
مظاهرات عديدة نددت بالظاهرة التي باتت تؤرق النساء في المدن الهندية، إلا أن الظاهرة لم تختف بعد، وفي كل مرة تعاد الكرّة بأبشع صورها كان آخرها حادثة اغتصاب عجوز.
حالة جديدة صادمة لقضية شاب ثلاثيني قبضت عليه الشرطة في دلهي بتهمة اغتصاب عجوز عمرها 86 عاما.
وقالت سواتي ماليوال، مفوضة شؤون المرأة في في دلهي، لشبكة "بي بي سي": "إن العجوز كانت أمام بيتها تنتظر بائع الحليب عندما اقترب منها المعتدي".
وأكد لها أن بائع الحليب لن يأتي اليوم وعرض عليها أن يرافقها إلى المكان الذي يمكن أن تقتني منه حاجتها، فتبعته ولكنه أخذها إلى مزرعة قريبة واغتصبها هناك.
وأوضحت ماليوال أن العجوز كانت تبكي وتتوسل إليه وتقول له إنني في مقام جدتك، ولكنه لم يعبأ بتوسلها وبكائها، واعتدى عليها عندما حاولت أن تمنع نفسها عنه.
لم تسلم منه إلا بعدما سمع بعض المارة بكاءها فخلصوها منه، وسلموه إلى الشرطة.
وزارت ماليوال الضحية في بيتها ووصفت حالتها بأنها "تفطر القلب".
وقالت عنها: "يداها مليئة بالتجاعيد، يحتار الإنسان عندما يسمع أنها تعرضت لهذا الأمر، وتسبب لها الاعتداء في كدمات على وجهها وكامل جسدها. وقالت لي إنها تعاني من نزيف في المهبل، وصدمة عنيفة".
وطالبت ماليوال بعقوبة الإعدام للمعتدي، الذي وصفته بأنه "ليس إنسانا".
وقالت: "راسلت رئيس الهيئة القضائية في دلهي ومحافظ المدينة وطالبتهم بتعجيل المحاكمة وإعدام المعتدي شنقا خلال ستة أشهر".
وأصبحت حوادث الاغتصاب محط الأنظار في الهند منذ ديسمبر/كانون الأول 2012 عندما تعرضت طالبة عمرها 23 عاما إلى اغتصاب جماعي في حافلة في دلهي.
وتوفيت بعد أيام متأثرة بجراحها، ونفذ حكم الإعدام شنقا على أربعة من المتهمين في مارس آذار.
ولكن على الرغم من تشديد الرقابة استمرت الاعتداءات الجنسية في الارتفاع.
فقد سجلت الشرطة، حسب المكتب الوطني للإحصاء الجرائم، 33977 جريمة اغتصاب في 2018، أي بمعدل جريمة اغتصاب واحدة كل 15 دقيقة. ولكن الناشطين يقولون إن الأرقام الحقيقية أكبر لأن الكثير من الحالات لا يبلغ عنها.
كما أن وسائل الإعلام لا تنقل إلا الحالات الأكثر فظاعة وتأثيرا على الرأي العام، أما الحالات الأخرى فلا يسمع عنها أحد.
ففي الأيام القليلة الماضية، وفي خضم صراع الهند من وباء فيروس كورونا، نقلت تقارير أن سائق سيارة إسعاف اغتصب امرأة مصابة بالفيروس كان بصدد نقلها إلى أحد المستشفيات.
أما الشهر الماضي فقد عثر على طفلة عمرها 13 عاما مقتولة في حقل لقصب السكر بعدما تعرضت للاغتصاب. وقال والدها إن القاتل نزع عينها وقطع لسانها.
وفي يوليو تموز تعرضت طفلة 6 سنوات إلى الاختطاف والاغتصاب، وأصابها المعتدي بجروح خطيرة في عينيها ربما حتى لا تتعرف عليه.
مظاهرات على العنف الجنسي
وأكدت الناشطة، يوجيتا بايانا، أن الاغتصاب لا يعفي أي فئة ولا يتوقف عند أي سن، فقد "رأيت رضيعة عمرها شهر واحد، وامرأة عمرها 60 عاما تعرضتا للاغتصاب".
وبعد موجة السخط العالمية التي أثارها اغتصاب الطالبة في عام 2012 أصدرت الهند قوانين جديدة تخص الاغتصاب من بينها عقوبة الإعدام في الحالات الأكثر فظاعة وتسريع المحاكمة في قضايا الاغتصاب.
ولكن الناشطين يقولون إن هذه الإجراءات لم تغير كثيرا على أرض الواقع.
وترى بايانا أن الأمور لم تتغير لأن "حماية النساء والفتيات لا بد أن تكون على رأس أولويات الحكومة، ولكنها في الواقع ليست ضمن الأولويات أصلا".
وقالت إن "الهند تتحدث عن الأمن الخارجي، ولكنني أسألهم عن الأمن الداخلي، ماذا فعلتم لضمان سلامة النساء والفتيات".
وتقول بايانا "لا يوجد حل سحري يقضي على هذا العنف الجنسي بين عشية وضحاها".
فالمطلوب برأيها هو إجراء تغييرات عميقة، إصلاحات في الشرطة والقضاء، فضلا عن تحسيس الشرطة والمحامين وتطوير أدوات الأدلة الجنائية.
وأضافت أن "ما نحتاجه فوق كل ذلك هو التوعية، علينا أن نعمل من أجل تغيير الذهنيات لمنع حدوث هذه الجرائم من الأصل، وهذا عمل جبار".
وتابعت : "ليس هناك أي مؤشر على أن الحكومة سواء في دلهي أو الحكومة الاتحادية جادة في تعاملها مع العنف الجنسي. أعمل في هذا الميدان منذ 8 أعوام ولم أقابل شخصا واحدا جادا في هذه المسألة".
وأوضحت "نجد لوحات إعلانية في الأماكن العامة عن قضايا عديدة وعن إنجازات الحكومة، وعن التحذير من فيروس كورونا، ومن المخدرات، ولكن رأينا يوما لوحة إعلانية عن الاغتصاب والعنف الجنسي؟"، مضيفة "نسمع كثيرا شعار مودي "تربية البنات، حماية البنات"، وأقول لماذا لا نغيره إلى "تربية ابنك حماية ابنتك".