سيشل.. جنة السياحة الفاخرة تتجنب مزيدا من الزوار
يسهم قطاع السياحة بأكثر من 60% من إجمالي الناتج المحلي في هذا البلد الأفريقي الوحيد الذي يصنفه البنك الدولي على أنه ذو "دخل مرتفع".
تحاول سيشل التي توصف بأنها جنة السياحة الفاخرة، تجنب وصول عدد كبير من السياح إلى شواطئها الخلابة مع أن عددهم تضاعف في السنوات العشر الأخيرة.
واستقبلت سيشل أكثر من 360 ألف زائر في عام 2018 غالبيتهم من الأوروبيين أي أكثر بمرتين ما كان عليه قبل 10 سنوات ونحو 4 مرات أكثر من عدد سكان هذا البلد البالغ 95 ألف نسمة.
ويقول وزير السياحة ديدييه دوغلي: "تقوم الفكرة على ضبط عدد السياح من خلال ضبط عدد غرف الفنادق المتاحة".
وأضاف "تقديرنا الحالي يشير إلى أن بإمكاننا استقبال نصف مليون سائح سنويا" مشددا على أن عدد غرف الفنادق المتاحة حاليا هي 6 آلاف، ومن المقرر بناء 3 آلاف غرفة إضافية في إطار مشاريع تمت الموافقة عليها قبل قرار تعليق البناء.
وكانت سيشل تمكنت من الخروج من أزمة اقتصادية خانقة عام 2008 بفضل السياحة إلا أن هذا البلد يطرح بجدية مسألة عدد السياح الذي بإمكانه استيعابهم.
وفرضت الحكومة عام 2015 تجميد بناء فنادق كبيرة على الجزر الثلاث الرئيسية ماهيه وبرالين ولا ديغ لحماية البيئة والترويج للفنادق الأصغر التي يديرها أبناء البلد.
وتقول نارين البالغة 32 عاما وهي من أبناء الجزيرة "ليس لدينا سياحة جماعية كثيفة في سيشل وهذا أمر ممتاز". وهي تعمل في القطاع السياحي على متن يخت فخم.
ويسهم قطاع السياحة بأكثر من 60% من إجمالي الناتج المحلي في هذا البلد الأفريقي الوحيد الذي يصنفه البنك الدولي على أنه ذو "دخل مرتفع".
وتقول نارين: "زيادة عدد السياح أمر جيد للاقتصاد لكن ثمة أمورا أخرى تدخل في الاعتبار في سيشل" معبرة بذلك عن النقاشات التي تدور في هذا الأرخبيل المؤلف من 115 جزيرة والمهدد بالاحترار المناخي والمنادي بسياحة مراعية للبيئة.
لا للمثال الإسباني
وصنف أكثر من نصف مساحة سيشل البالغة 455 كيلومترا مربعا مناطق محمية.
وستصل المساحة الإجمالية من أراضيها البحرية الشاسعة (أكثر من 1,3 مليون كيلومتر مربع) المحمية إلى 30% في 2020 في إطار مشروع لشراء قسم من الدين العام من قبل منظمات مدافعة عن البيئة، في مقابل تنفيذ هذا الالتزام.
وقال نيرمال شاه المدير التنفيذي لمنظمة "نيتشر سيشل" لحماية البيئة "كل شيء رهن بالمعايير التي نحددها لأنفسنا"
واعتبر أن كثيرا من الأماكن تم الوصول إلى القدرة القصوى على الاستيعاب.
ورأى أن سيشل "لا ترغب بتاتا" برؤية الأسمنت يغزو الشواطئ كما الحال في أماكن كثيرة من إسبانيا.
وقد لاقى مشروع إقامة فندق معارضة كبيرة من السكان قبل فترة قصيرة مذكرين بأهمية التنوع الحيوي لمنطقة مستنقعات مجاورة وعلى خلفية استياء أيضا حيال مجموعات تسيطر على عدد كبير من الفنادق في الأرخبيل.
وقال نيرمال شاه: "لا يزال عدد السياح كبيرا جدا مقارنة بعدد السكان، ومن الصعب استيعاب الأثر الذي يخلفه هؤلاء الزوار" مشيرا إلى أن ربع اليد العاملة يأتي من الخارج، ولا سيما في مجال السياحة والبناء فيما البطالة معدومة في الجزر.
ورغم الحوافز التي وضعتها الدولة لا يمكن للفنادق المحلية الأصغر أن تعتمد الإجراءات نفسها بسبب نقص في الاستثمارات.
يضاف إلى ذلك أن سيشل الجبلية بغالبيها تستورد أكثر من 90% من سلعها فيما تنتج مولدات القسم الأكبر من الطاقة.
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز