تعاني عائلة حسين جدوع على مدار نحو 12 عاما كاملا، منذ اندلاع الأزمة السورية في شهر مارس/ آذار من العام 2012، لكن كرة القدم كانت وسيلة لتخفف كثيرا من الأحزان.
وتسببت الأزمة السورية في كارثة إنسانية كبيرة، وأجبرت عددا هائلا من الناس على الفرار من منازلهم والتحول إلى لاجئين، كما كان الحال مع عائلة حسين جدوع.
حسين جدوع وزوجته عروبة لديهما 7 أطفال، وفي عام 2011، فرت العائلة من إدلب السورية إلى لبنان، وسط حالة من القلق بشأن حالة شادي، الابن الأصغر.
شادي، الذي يبلغ من العمر 13 عاما، يعاني من الصرع منذ الطفولة، وخلال رحلة العلاج، وضع شقيقه الأكبر محمد أنظاره على ملعب كرة القدم كوسيلة لكسب المال وإكمال الرحلة.
ونجح محمد في الفوز بالعديد من الجوائز من خلال المشاركة في المسابقات المختلفة، وبدأ إخوته الـ3 الأصغر سنا أيضا في ممارسة رياضة كرة القدم.
وفي هذا الصدد، قالت عروبة زوجة حسين جدوع: "ترك أبنائي المدرسة لأنهم لا يستطيعون تحمل الرسوم الدراسية والمواصلات، لكن المال الذي يكسبه محمد من لعب كرة القدم لا يمكن أن يغطي النفقات الطبية لشادي".
وتشير جدوعة إلى أن الأشقاء الأربعة أطلقوا على فريقهم اسم "فريق شادي لكرة القدم"، لتذكير أنفسهم بنيتهم الأصلية من اللعب، وهو مساعدة أصغر أفراد العائلة.
وبالنسبة لحسين جدوع، فلا تزال إدلب مسقط رأسه تحت سيطرة قوات المعارضة السورية. في الوقت نفسه.
وتسببت العقوبات الأحادية طويلة الأجل التي تقودها الولايات المتحدة في كوارث عميقة للاقتصاد المحلي ومعيشة الناس، وقال جدوع في هذا الصدد "إن إدلب باتت من الماضي لعدم قدرتنا على العودة إليها مرة أخرى".