أكدت شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع رائدة الشباب في COP28، أن مؤتمر COP28 الذي استضافته الإمارات أرسى قاعدة قوية للمستقبل، إذ يجري العمل حاليا مع رواد المناخ للشباب لـ"COP29" و"COP30"، بهدف توسيع نطاق الدور وتعميق أثره.
وقالت في تصريحات لها حول أهمية إشراك الشباب في الأجندة المناخية، والمسار المستقبلي لتمكينهم من المساهمة في صياغة السياسات المناخية، إن فريق مكتب أمانة رائد المناخ للشباب الدائم ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي سيؤمن بنية تحتية دائمة ومستدامة لضمان حصول رواد المناخ الشباب في المستقبل على الموارد التي يحتاجون إليها، مشيرة إلى العمل على تأمين تمويل خارجي مستدام لدعم هذا الدور على المدى الطويل بما يعزز إرث الإمارات في تمكين الشباب واستمراره.
وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام" أكدت أن القرار الرسمي بتثبيت الدور، الذي نص عليه "اتفاق الإمارات" التاريخي، يعد ممكنا رئيسيا، لكي تبقى مشاركة الشباب في العمل المناخي دائمة وفاعلة، وقالت إنه مع اقتراب مؤتمر الأطراف "COP29" فمن الضروري أن نستمر في توسيع حدود إشراك الشباب من خلال منصات رائد المناخ للشباب الجديدة وغيرها، لضمان حصول الشباب على دور فعّال ومؤثر في المناقشات والمفاوضات بينما نعمل معاً لصياغة مستقبل مستدام.
وحول دور "COP28" في ضمان استدامة إشراك الشباب كعنصر أساسي في منظومة مؤتمر الأطرافن قالت إن "COP28" وضع معياراً جديداً للإدماج الفعّال للشباب، إذ ضمن "اتفاق الإمارات التاريخي" أن يكون دور "رائد المناخ للشباب" جزءاً من هيكل رئاسات مؤتمرات الأطراف المستقبلية، ويمثل هذا الإنجاز خطوة كبيرة تضمن أن يكون الشباب في قلب الأجندة المناخية، مع دور رسمي لتمثيل آرائهم والدفاع عن أولوياتهم داخل منظومة العمل المناخي العالمي ضمن إطار اتفاقيات الأمم المتحدة.
وأضافت: ندرك دائما أن الدور وحده لا يكفي، ويجب أن يكون هناك فريق ودعم وبنية تحتية قادرة على تحقيق النتائج، ولهذا عملنا مع باقي الأطراف على تضمين نص قرار يُمهد لإنشاء أمانة دائمة لفريق "رائد المناخ للشباب لرئاسة مؤتمر الأطراف" ضمن منظومة عمل الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ، لدعم رئاسات مؤتمرات الأطراف المقبلة، مشيرة إلى التمكن خلال العامين الماضيين، من تحويل هذا الفريق إلى واقع، إذ أصبح لدينا أول مكتب رفيع المستوى للشباب والمناخ في منظومة الأمم المتحدة.
وحول أهم المبادرات التي قادتها رائدة المناخ للشباب والتأثير الذي أحدثته عربيا، قالت شما المزروعي إن مبادرات رائد المناخ للشباب كانت مبنية على استراتيجية أطلقنا عليها اسم "PAVE"، التي تركز على المشاركة، والعمل، وإيصال الأفكار، والتعليم لتحقيق تأثير فعّال في المنطقة العربية وباقي أنحاء العالم.
ووصفت مشاركة الشباب في العمل والنقاشات المناخية بأنها تمثل حجر الزاوية، إذ تم إبرازها من خلال برنامج "مندوبي الشباب الدولي للمناخ" التابع لـ"COP28"، والذي يعتبر الأكبر من نوعه، بالتعاون مع منظمة "YOUNGO" الذراع الشبابية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُر المناخ، والذي جمع 100 شاب من قادة المناخ العالميين مع التركيز على تمثيل الدول الأقل نمواً، والدول الجزرية الصغيرة النامية، والشعوب الأصلية، والأقليات الأخرى.
وأوضحت أن البرنامج وفر تدريباً شاملاً ورعاية كاملة للمندوبين من أجل المشاركة في "COP28"، ما أسس معياراً رائداً لإدماج الشباب في عمليات مؤتمر الأطراف، مشيرة كذلك إلى إطلاق برنامج "وفود الشباب الإماراتي للمناخ"، الذي يضم 10 مشاركين محليين، لتعزيز الوعي بتغير المناخ بين الشباب الإماراتي ودعم المناصرة المحلية.
وأكدت أن "COP28" كان تاريخيا من حيث إدماج الشباب عبر دعم العديد من المساحات المخصصة للشباب، بما في ذلك جناح الأطفال والشباب، وجناح رائد المناخ للشباب في المنطقة الزرقاء، وأول "مركز الشباب" في المنطقة الخضراء بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب، إذ عززت هذه المساحات قدرات الشباب ومكنتهم من التأثير بشكل مباشر على الحوار المناخي بشكل غير مسبوق.
وأشارت إلى أنه تم إجراء أكثر من 30 استشارة عالمية، شارك فيها أكثر من 400 شاب من 11 دولة و4 قارات، ما أتاح للشباب تقديم مقترحاتهم الخاصة بالسياسات المناخية مباشرة للمفاوضين الحكوميين، ولأول مرة تم دعوة الشباب للتشاور المباشر مع قيادة رئاسة مؤتمر الأطراف، ما سمح بدمج أولويات السياسات الشبابية بالكامل في النقاشات وتم عرضها لأول مرة ضمن أهم الفعاليات ذات الصلة مثل القمة العالمية للعمل المناخي في مؤتمر الأطراف.
وأوضحت أن التعليم كان جزءاً أساسياً من تمكين القادة الشباب، حيث تعاونا مع شركاء مثل كورسيرا، والأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "UNFCCC"، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث "UNITAR"، والمركز العربي للشباب لتقديم برامج تدريبية عبر الإنترنت، التي أسهمت بإعداد الشباب لدعم العمل المناخي بفاعلية في مجتمعاتهم.
وقالت إنه تم التركيز على تعزيز المشاركة الإقليمية داخل الدول العربية من خلال مبادرات مثل دراسة "الشباب العربي والتغير المناخي"، التي تم إصدارها بالشراكة مع مركز الشباب العربي، بهدف دمج وجهات نظر الشباب العربي بشكل منهجي في السياسات المناخية، ما يمكّنهم من لعب دور فاعل في صنع القرارات التي ستؤثر على مستقبلهم، وتسهم الدراسة في تحقيق انسجام أكبر في وجهات نظر الشباب العربي حول قضايا المناخ، وهو أمر ضروري لبناء صوت موحّد للحوار المناخي في المنطقة.
وحول كيفية تماشي دور رائد المناخ للشباب مع المبادرات التعليمية والتوعوية الأخرى، مثل معرض الوظائف الخضراء ومنتدى دبي المناخي للحوار الشبابي، قالت إن إشراك الشباب يتجاوز مجرد النقاشات حول السياسات المناخية، فهو يتعلق بتوفير الموارد والفرص اللازمة لتمكينهم من اتخاذ إجراءات فعّالة تحقق تأثيراً حقيقياً، وفي مؤتمر "COP28" استضفنا معرض الوظائف الخضراء، الذي أتاح لأكثر من 3000 شاب فرصة التواصل مع قادة الاستدامة، ما ساعد في فتح آفاق لوظائف مؤثرة في القطاعات الخضراء، وسلط المعرض الضوء على تنوع الفرص المتاحة في مجال المناخ وشجع الشباب على متابعة مسارات مهنية يمكن أن تحدث تأثيراً طويل الأمد.
وقالت إن منتدى دبي المناخي للحوار الشبابي وفر منصة مفتوحة للشباب من أجل التفاعل المباشر مع ممثلي الحكومات، لضمان إيصال آرائهم وأفكارهم في القرارات المناخية، مشيرة إلى أنه تم توسيع نطاق الحوار ليشمل مواضيع محددة مثل القطاع الصحي، والتعليم، والمدن المستدامة، لتجاوز إطار النقاشات التقليدية في مؤتمر الأطراف.
وأشارت إلى أن هذه المبادرات رفعت سقف الطموحات، لتضمن أن تعود هذه الحوارات بفوائد ملموسة على حياة الشباب اليومية إضافة إلى تحقيق أهداف تسهم في اتخاذ القرارات المؤثرة في مؤتمرات الأطراف، في ظل استمرار مبادراتنا بهذا الصدد، حيث أطلقنا مؤخرا دورة تدريبية إلكترونية حول الدبلوماسية المناخية، بالتعاون مع معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، لتمكّين الشباب من اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة للمشاركة الفعّالة في فهم المشهد السياسي للمناخ.
وحول دور رائدة مناخ الشباب في تعزيز مشاركة الشباب الفعّالة في المناقشات المناخية، قالت إنه تماشياً مع رؤية وتوجيه القيادة في دولة الإمارات فقد ركزت رئاسة مؤتمر الأطراف "COP28" بشكل خاص على تمكين الشباب وتفعيل دورهم في تحقيق التقدم المناخي، وأن تكون أصواتهم وطموحاتهم جزءاً محورياً من منظومة عمل المؤتمر، وهو ما يبرز ضمن "احتواء الجميع ضمن منظومة عمل مؤتمر الأطراف" التي تعتبر إحدى ركائز خطة عمل رئاسة "COP28"، ولهذا فقد تم إطلاق دور "رائد المناخ للشباب"، حيث يواجه الشباب أعباء تغير المناخ بشكل مباشر، لكنهم يمتلكون الطاقة والابتكار والدافع لإحداث تغيير حقيقي.