هبوط اضطراري لأرباح شركات السياحة والطيران في زمن الكورونا
تكبدت شركات الطيران حول العالم خسائر تقدر بأكثر من 252 مليار دولار، ما يتسبب في انخفاض الإيرادات عالميا بما يزيد على 40%.
بات قطاع السياحة العالمي الأكثر تضررا في العالم جراء كورونا، ما كبد شركات السياحة والطيران خسائر غير مسبوقة، وتسبب في خسارة الملايين من العاملين بالقطاع لوظائفهم، والذين ربما يصل عددهم إلى 75 مليون شخص حول العالم، بالإضافة إلى 2.7 مليون وظيفة بقطاع الطيران.
وتكبدت شركات الطيران حول العالم خسائر تقدر بأكثر من 252 مليار دولار، ما يتسبب في انخفاض الإيرادات عالميا بما يزيد على 40% مقارنة بعام 2019. وقد أوضح الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" أن هذه الأرقام ترتفع من توقع 113 مليار دولار تم إعداده قبل بضعة أيام، وتوقعات أولية بقيمة 30 مليار دولار في بداية الأزمة.
كما أكد التقرير الأخير للاتحاد أن أكثر من 8500 طائرة ركاب، أي ما يقدر بثلث حجم الأسطول العالمي، جاثمة الآن في المستودعات بسبب تفشي فيروس "كورونا" كوفيد 19، ما تسبب في فرض الحكومات لقيود صارمة على السفر، وهو ما يضع نحو 2.7 مليون وظيفة مرتبطة بشركات الطيران في خطر.
وأشار تقرير "إياتا"، إلى أن الأزمة الحالية ستؤدي إلى انخفاض قدرة صناعة الطيران بأكثر من 30% في عام 2020، مطالبا حكومات الدول الأعضاء فيه، بتقديم إعانات عاجلة لشركات الطيران التي تقدر بـ290 شركة لمنع أزمة السيولة من إغلاق هذه الصناعة.
وقال براين بيرس، كبير الاقتصاديين في إياتا في بيان رسمي، إن الزيادة الحادة في الخسائر نجمت عن التمديد الصارم لقيود السفر في الأيام الأخيرة، حيث يؤثر الحظر على السفر على 98% من عائدات الركاب.
ومن المتوقع أن تنخفض الطاقة الإنتاجية بنسبة 90% في أوروبا وحدها، كما أن عددًا من شركات الطيران في المنطقة معرض للانهيار نهائيا، ما يحتم على الحكومات دعم القطاع بشكل عاجل.
وقال الكسندر دي جونياك، المدير العام لـ"إياتا"، إن السرعة ضرورية إذا كانت الحكومات تأمل في تجنب الانهيارات الكبيرة، والتي من شأنها أن تؤثر على الاقتصاد العالمي، خاصة مع تعرض ما يقرب من نصف شركات الطيران في العالم لخطر الإفلاس بسبب تدمير الموارد النقدية.
وعلى الجانب الجيد يشير دي جونياك إلى أن حركة الطيران ستعود ولكن ببطء، موضحا أن السوق المحلية الآن تعمل بقوة نحو 60%، ما يبشر بتحسن الأمور تدريجيا.
وأضاف بيرس: "لم نشهد وباءً يتزامن مع ركود عالمي عميق من قبل، وهو أمر متوقع نظرا لحجم الأزمة، ومن المؤكد أن الانتعاش سيكون تدريجيًا، وباستخدام الخبرة السابقة مع الأزمات، ربما من المتوقع ظهور الانتعاش بحلول الربع الثالث من العام.
ومع ذلك قال بيرس إنه بحلول الربع الرابع من هذا العام ربما ستنخفض توقعات الإيرادات بنسبة 10% فقد عن المتوقع قبل الأزمة، مشيرا إلى أنه هناك علامات مبكرة على انتعاش السفر الجوي المحلي في الصين.
أما بالنسبة للقطاع السياحة ووفقا لآخر التقديرات توقعت المنظمة السياحة العالمية، انخفاض عدد السائحين الدوليين بنسبة 20% إلى 30% في عام 2020 مقارنة بأرقام 2019، حيث يمكن أن يؤدي هذا الانخفاض لتكبد السياحة الدولية لخسائر تتراوح بين 300 إلى 450 مليار دولار أمريكي، أي ما يقرب من ثلث الرقم الذي تم حققته السياحة العالمية خلال عام 2019 وهو 1.5 تريليون دولار أمريكي.
كما توقعت المنظمة، فقدان ما بين 5 و7 سنوات من النمو، مشيرة إلى أنه في عام 2009 انخفض عدد السياح الدوليين بنسبة 4%، على خلفية الأزمة الاقتصادية العالمية، في حين أدى تفشي السارس إلى انخفاض بنسبة 0.4% فقط في عام 2003.
لكن على الرغم من الخسائر الكبيرة؛ فإن المنظمة أكدت مؤخرا على المرونة التاريخية للسياحة، وقدرتها على خلق فرص العمل بعد الأزمات، مع التأكيد على أهمية التعاون الدولي في الدعم المباشر لقطاع السياحة والطيران، ليعود جزئيا للعمل بعد الانتهاء من الأزمة.
aXA6IDMuMTQ0Ljg2LjM4IA==
جزيرة ام اند امز