انخفاض حاد في أسهم أكبر شركة طاقة رياح في العالم.. ما السبب؟
منيت أسهم "أورستيد Ørsted" الدنماركية، أكبر شركة لتطوير طاقة الرياح البحرية في العالم، بانخفاض حاد في أسهمها، بعد إعلان تراجع قيمة محفظة أعمالها في الولايات المتحدة، بالتوازي مع انسداد أفق نمو القطاع في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعلنت "أورستيد" عن خفض قيمة محفظة مشروعاتها بأمريكا بنحو 12.1 مليار كرونة دنماركية (1.68 مليار دولار) مساء يوم الاثنين، وألقت باللوم على أسعار الفائدة وتحديات سلسلة التوريد و"عدم اليقين في السوق" التي أثرت على قيمة إيجارات محطاتها التوربينية.
ويأتي هذا الإعلان بعد خسائر مماثلة بقيمة 28.4 مليار كرونة دنماركية (2.59 مليار دولار) في محفظة الشركة الدنماركية في الولايات المتحدة في عام 2023، حيث ألقت باللوم أيضًا على ارتفاع أسعار الفائدة.
ومن المرجح أن تثار المزيد من الأسئلة حول استراتيجية الشركة الدنماركية في الولايات المتحدة مستقبلا.
وقف مشاريع الطاقة البحرية
وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، بعد أن تعهد خلال حملته الانتخابية بوقف مشاريع الرياح البحرية في "اليوم الأول" من رئاسته.
وفي بيان صحفي، قال البيت الأبيض إن سياسات ترامب في مجال الطاقة "ستنهي التأجير لمزارع الرياح الضخمة التي تتسبب في تدهور مناظرنا الطبيعية وتفشل في خدمة مستهلكي الطاقة الأمريكيين".
وجاء ذلك بعد أن أعلن ترامب رسميا انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، التي تم توقيعها في عام 2015 كجزء من الجهود العالمية للحد من تغير المناخ.
"خيبة أمل"
وقال مادس نيبر، الرئيس التنفيذي لشركة أورستيد، إن هذه الإعاقات كانت "مخيبة للآمال للغاية"، بعد أن ظلت الشركة "ملتزمة بالسوق الأمريكية على المدى الطويل".
وأضاف: "نواصل التعامل مع التعقيدات وعدم اليقين الذي نواجهه في صناعة بحرية ناشئة في السوق الأمريكية الجديدة".
ودخلت شركة أورستيد الولايات المتحدة في عام 2018 باعتبارها رائدة في صناعة الرياح البحرية، لكنها واجهت صعوبات، جنبًا إلى جنب مع العديد من نظيراتها، عندما ارتفعت أسعار الفائدة وتعرضت سلاسل التوريد لضغوط في أعقاب جائحة كوفيد.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قالت الشركة إنها ستتخلى عن مشروعين قبالة ساحل نيوجيرسي، مما أثار ذعر المساهمين عقب خسارة 28.4 مليار كرونة دنماركية (2.59 مليار دولار)، وهو ما كان أعلى من المتوقع.
وفي محاولة لتحويل الأعمال، قالت الشركة في فبراير/ شباط الماضي إنها علقت توزيعات أرباحها، وخفضت ما يصل إلى 800 وظيفة، وانسحبت من أسواق الرياح البحرية في النرويج وإسبانيا والبرتغال في محاولة للتركيز على الأسواق الأساسية.
وفي إعلان أمس الثلاثاء، قالت أورستيد إن الزيادات في أسعار الفائدة طويلة الأجل في الولايات المتحدة دفعت تكلفة رأس المال إلى الارتفاع، وهو ما يمثل 4.3 مليار كرونة دنماركية (0.39 مليار دولار) من إجمالي خسائر تكبدتها الشركة العام الماضي، تبلغ 12.1 مليار كرونة دنماركية (1.10 مليار دولار).
وانخفضت أسهم الشركة بنحو 20% على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، وهي أقل بنحو 77% عن ذروتها في يناير/كانون الثاني 2021 في ذروة الاهتمام بالأسهم البيئية.