الإمارات تعتلي عرش الاستدامة.. نموذج مبتكر لاستقرار الطاقة المتجددة
في عالمٍ يزداد فيه الطلب على الطاقة النظيفة، تظهر التحديات المرتبطة بتحقيق استقرار الإمدادات كمحورٍ أساسي للنقاش العالمي.
وبينما لا تزال العديد من الدول تواجه صعوبات في دمج مصادر الطاقة المتجددة مع الشبكات الكهربائية التقليدية، تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة لتقدم نموذجًا مبتكرًا ورائدًا في هذا المجال.
أول منشأة طاقة متجددة مستقرة
من خلال إطلاق أول منشأة طاقة متجددة مستقرة عالميًا، برهنت الإمارات على قدرتها على تجاوز التحديات وتحقيق توازن استثنائي بين توليد الطاقة المتجددة واستقرارها.
وفي هذا السياق، أعلن الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي ورئيس مؤتمر الأطراف COP28، عن محطة جديدة تجمع بين الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات، مقدمة بذلك حلاً عمليًا لتحويل الطاقة النظيفة إلى مصدر مستقر ومستدام للطاقة على نطاق واسع.
وفقا للإعلان الرسمي، فالمنشأة الجديدة، التي دشنتها شركة "مصدر" بالشراكة مع شركة مياه وكهرباء الإمارات، قادرة على إنتاج واحد غيغاواط من الطاقة الشمسية دون انقطاع، كما تجمع بين خمسة غيغاواط من الطاقة الشمسية وتخزين 19 غيغاواط/ساعة، لإنتاج 1 غيغاواط من الطاقة المستقرة، ما يمثل نموذجًا رائدًا في الابتكار والاستدامة.
وتدرك دولة الإمارات جيدا أهمية أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT ومساهمتها في رفع استهلاك الطاقة بشكل كبير، حيث أنه بحلول عام 2050، قد يصل الطلب العالمي على الطاقة إلى 35,000 غيغاواط، بزيادة تفوق 250%.
وتؤمن الإمارات أهمية تنويع مصادر الطاقة لتلبية الطلب العالمي المتزايد، وأعلنت رايها بوضوح في أن السياسات التي تستبعد بعض المصادر بشكل مبكر قد تعوق التقدم.
تحول نوعي في قطاع الطاقة
وقدمت الإمارات العديد من الإنجازات في الطاقة النظيفة تشمل: تطوير أكبر محطة شمسية في موقع واحد عالميا، وتنفيذ محطة عالمية لتحلية المياه، وريادة في محطات طاقة الرياح القادرة على التكيف مع مختلف الظروف، وتشغيل 4 وحدات من محطة براكة للطاقة النووية.
في عام 2023، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتعديل استراتيجيتها الوطنية للطاقة لاستيعاب العديد من الأهداف الجديدة، بما في ذلك مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة إلى 14 غيغاواط بحلول عام 2030. ويسلط هذا التطور الضوء بشكل أكبر على أهمية التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة باستثمارات كبيرة في مشاريع الطاقة المتجددة لتحقيق هدفها المتمثل في إنتاج 50% من الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول عام 2050.
تنوع في مصادر الطاقة النظيفة
لدى الإمارات محطات طاقة شمسية مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والذي ستبلغ طاقته 5 غيغاواط بحلول عام 2030، وتعد محطة براكة للطاقة النووية أيضا مشروعا مميزا يوفر 25% من الكهرباء في البلاد بعد تشغيله بكامل طاقته.
وتقوم دولة الإمارات العربية المتحدة أيضًا باستكشاف طاقة الرياح على طول مناطقها الساحلية واستخدام الطاقة الحيوية من المواد العضوية
برزت الطاقة المتجددة كعنصر محوري في سعي دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة، وشرعت كل إمارة من الإمارات السبع في مسار مميز نحو تسخير مصادر طاقة أنظف وأكثر كفاءة.
مشروع مدينة مصدر
كانت أبو ظبي، رائدة في العديد من المبادرات، والتي تجسدت في مشروع مدينة مصدر، الذي يعد نموذجاً عالمياً للاستدامة الحضرية، ومحطة شمس الضخمة للطاقة الشمسية، وهي شهادة على التزام الإمارة بإنتاج الطاقة الشمسية.
وفي الوقت نفسه، عززت دبي، المركز الاقتصادي، جهودها من خلال مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الطموح. ويجسد مجمع الطاقة الشمسية الرائد هذا، وهو أحد أكبر المجمعات في العالم، التزام دبي بالحد من بصمتها الكربونية ويهدف إلى توليد جزء كبير من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2050.
ويؤكد هذا المسعى الجماعي في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة على الالتزام الوطني بمشهد طاقة أكثر استدامة ومرونة، مما يشكل مثالا مقنعا على الساحة العالمية.
هذا الجهد متعدد الأوجه يقف على أهبة الاستعداد لإعادة تشكيل خطاب الطاقة في دولة الإمارات وإلهام الممارسات المستدامة في جميع أنحاء العالم.
أهداف طموحة
أظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدما في مجال الطاقة المتجددة، ووفقا لاستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، تضع الإمارات أهدافا طموحة لزيادة حصة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الإجمالي من 25% إلى 50% بحلول عام 2050، يصاحبها تخفيض كبير بنسبة 70% في البصمة الكربونية للطاقة.
وتتصور هذه الاستراتيجية مزيجا من الطاقة يشمل مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة، ومصمما بشكل استراتيجي لتلبية الاحتياجات الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتطلعاتها البيئية.
وعلى وجه التحديد، يشمل التوزيع المستهدف 44% طاقة نظيفة، و38% غاز طبيعي، و6% طاقة نووية. ووفقا لاستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، تهدف الدولة إلى تحقيق مزيج الطاقة الذي يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة لتحقيق التوازن بين المتطلبات الاقتصادية والأهداف البيئية.
ضمان النمو المستدام
ومن المقرر أن تستثمر دولة الإمارات 600 مليار درهم حتى عام 2050 لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وضمان النمو المستدام للاقتصاد وكذلك الوصول إلى انخفاض انبعاثات الكربون المرتبطة بعمليات تحلية المياه.
تركز دولة الإمارات العربية المتحدة على الطاقة الشمسية كمحرك رئيسي للطاقة المتجددة، وقد ارتفع توليد الطاقة الشمسية في البلاد بشكل مطرد على مر السنين. وفي عام 2018، بلغ معدل توليد الطاقة الشمسية 1.25 تيراواط/ساعة، ومن المتوقع أن يصل إلى 13.66 تيراواط/ساعة بحلول عام 2028. وتعد طاقة الرياح مصدراً آخر منخفض التكلفة للطاقة المتجددة والتي توجد بكثرة على سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويعد التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات الدولية أمرا بالغ الأهمية لتسهيل نقل المعرفة، وجذب الاستثمارات، وتعزيز جهود البحث والتطوير المحلية. ويمكن لسياسات مثل تعريفات التغذية والقياس الصافي أن تحفز استيعاب الطاقة المتجددة.
تقنيات متقدمة
تستكشف الدولة أيضا تقنيات متقدمة مثل احتجاز الكربون وتخزينه للاستفادة من احتياطياتها الهائلة من الغاز الطبيعي لإنتاج الطاقة النظيفة. بالإضافة إلى ذلك، تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الاستفادة من مواردها الحرارية الأرضية الغنية والاستثمار في التقنيات المبتكرة مثل خلايا الوقود الهيدروجيني لتنويع محفظة الطاقة النظيفة.
وبفضل المبادرات الاستراتيجية والظروف المواتية، تسير دولة الإمارات على الطريق الصحيح نحو مستقبل مستدام ونظيف للطاقة
أدرك المجتمع العالمي مدى إلحاح التحول إلى مستقبل مستدام، وتتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة هذا الطريق، فهي تعطي الأولوية لاعتماد الطاقة المتجددة كجزء حاسم من استراتيجيات التنمية المستدامة الخاصة بها.
يتزايد الطلب على تقنيات الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم حيث تهدف البلدان إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة ومكافحة تغير المناخ، وتدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية ممارسات الطاقة المستدامة، وقد نفذت خطة طموحة لتوليد الطاقة المتجددة.
aXA6IDMuMTQ0LjkyLjIzMSA= جزيرة ام اند امز