"محطة الشارقة الجوية".. شاهد على بدايات تاريخ الطيران في الخليج
متحف "محطة الشارقة الجوية" يوثق تاريخ الطيران في دولة الإمارات والخليج العربي بصورة عامة
يوثق متحف "محطة الشارقة الجوية" تاريخ الطيران في دولة الإمارات والخليج العربي بصورة عامة.
ويروي المتحف الذي افتتح عام 2000 قصة أول طائرة هبطت على أرض الإمارات في إمارة الشارقة، ويتتبع مسيرة التحولات التي قادها مطار الشارقة في أربعينيات القرن الماضي، وأثر ذلك على الواقع الاقتصادي والثقافي والاجتماعي في المنطقة.
- إياتا: 128 مليار دولار مساهمة الطيران والسياحة باقتصاد الإمارات في عقدين
- دبي تستضيف القمة العالمية للاستثمار في قطاع الطيران يناير المقبل
وبدأت حكاية المحطة في 1932 حين تم الانتهاء من جميع الترتيبات الخاصة لوصول أول طائرة إلى مطار الشارقة في تمام الساعة الرابعة عصراً، حيث استقبل مدرج الطائرات حول المحطة أول طائرة قادمة من مطار "جوادر" في باكستان حالياً متجهة إلى بريطانيا، وفقا لما جاء في تقرير للمكتب الإداري لـ"الشارقة: بوابة الإمارات المتصالحة".
وحملت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الإمبراطورية اسم "هانو"، وكان على متنها ركاب وبريد لتحلق من الشارقة بعد أن تزوّدت بالوقود والمؤن التجارية وافتتحت تاريخ الطيران الجوي في الإمارات.
ومنذ افتتاحها وحتى يومنا هذا استطاعت "محطة الشارقة الجوية" أن تلعب دوراً محورياً في لفت الانتباه لإمارة الشارقة والإمارات ككل قبل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
وساهمت من خلال هذه النافذة الجوية في ربط الشرق بالغرب والتعرّف على الثقافات والحضارات، ومدّت من خلالها جسراً يعدّ وسيلة سريعة وسهلة وفاعلة تنطلق من الشارقة إلى دول المنطقة والعالم.
وأوضح التقرير أن موقع الشارقة ساهم في تحقيق تغيير ملحوظ في خطوط عبور الطائرات الدولي، حيث تم توجيه خط سير الرحلات الجوية نحو الشارقة عندما قررت الخطوط الجوية الإمبراطورية "إمبريال إيرويز" إيقاف رحلاتها عبر بلاد فارس وتحويلها إلى طريق جنوبي رئيسي لها يمرّ عبر منطقة الخليج العربي، لتصل وجهاتها في الشرق الأدنى لتنضم المحطة كنقطة رئيسية إلى الخط الجديد إلى جانب مطار القاهرة.
ورسّخت "محطة الشارقة الجوية" الموقع الجغرافي المميز للإمارات باعتبارها همزة وصل تربط كلا من قارات أوروبا وآسيا وأستراليا ببعضها، حيث ظلت المحطة نافذة حيوية تفتح قنوات الاتصال الحضاري والتجاري والثقافي مع الغرب.
وكانت قاعدة انطلاق لعمليات الطائرات الحربية خلال الحرب العالمية الثانية حتى عام 1971 الذي غادرت فيه آخر الطائرات العسكرية البريطانية أراضي الشارقة وكان عددها 8 طائرات من طراز "هنترز".
وتتميز "محطة الشارقة الجوية" عن غيرها من مطارات المنطقة خلال تلك الفترة بوجود استراحة المسافرين للمبيت ليلاً، ومجهزة بسبل الراحة والأمان، وضمت المحطة مركز الأرصاد الجوية، ومحطة البرقيات، ومركز البريد، وخزانات الوقود.
وكانت تضم المحطة أيضا قوة دفاع المطار إلى جانب مدرج الطائرات الذي كان في بادئ الأمر عبارة عن أراضٍ سبخة تمت تسويتها لتهبط عليها الطائرات.
وفي الستينيات من القرن الماضي تم تعبيد المدرج، ليصبح اليوم ما يعرف بـ"شارع الملك عبدالعزيز"، وكون المحطة مجهزة بوسائل المبيت والراحة يمكن اعتبارها أول فندق في الإمارات.
واعتبر استخدام طيارة الهانو قفزة نوعية في تاريخ الطيران المدني، حيث تميزت هذه الطائرة بحجمها وقدرتها على قطع مسافات طويلة، وهو ما تطلبته رحلات الخطوط الدولية بين بريطانيا والهند وأستراليا مروراً بمنطقة الخليج العربي.
وشمل هذا الخط الدولي نقاط توقف عدة للتزود بالوقود ومطارات رئيسية هي كرويدين في لندن وأثينا والقاهرة وبغداد والبصرة والشارقة وكراتشي وصولا إلى الهند وأستراليا.
ويجد الزائر لمتحف محطة الشارقة الجوية توثيقاً بصرياً جمعت أرشيفه "هيئة متاحف الشارقة" ليسجل أول ظهور للسينما في الإمارة بالأبيض والأسود، حيث يستدل من خلال الصور المعروضة لـ"سينما الشارقة" على أول دار سينما في المنطقة الخليجية التي تأسست في ثلاثينيات القرن الماضي، ووثقت لبداية إنشاء السينما في الخليج، ويكشف مراحل ازدهارها على يد السلاح الجوي البريطاني خلال الأعوام 1949 و1959 حيث كانت السينما عبارة عن سور مربّع وشاشة متوسطة الحجم تواجهها الغرفة الخاصة بالعرض وأماكن جلوس وكانت تعرض أفلاماً سينمائية صامتة وفي معظمها وثائقية قصيرة وترفيهية.
يشار إلى أن المكتب الإداري "الشارقة: بوابة الإمارات المتصالحة" هو الجهة المسؤولة عن ملف ترشيح مواقع في الإمارة لقائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).