أعمال تركيبية فريدة في "مشروع مارس 2017" بالشارقة
المفاهيمية تتجلى في "مشروع مارس 2017"، إحدى المبادرات السنوية لمؤسسة الشارقة للفنون.
تتجلى المفاهيمية في "مشروع مارس 2017"، إحدى المبادرات السنوية لمؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامج الإقامة التعليمي.
ويشارك في النسخة الحالية من "المشروع" الذي افتتح مساء السبت 30 سبتمبر، كل من الفنانين ناصر نصرالله وعنود العبيدلي من الإمارات، وسفياز زوقار من الجزائر ومحمود الصفدي من لبنان.
وتتيح هذه المبادرة للفنانين المنخرطين في البرنامج البحث وإنتاج أعمال فنية في مواقع محددة عبر سلسلة من الدورات التطويرية والندوات والمعارض والزيارات الميدانية التي دارت خلال 5 أشهر.
ويأتي عمل العنود العبيدلي "عناصر شبه متصلة" ليؤكد على المعاني الرمزية الشخصية باستخدام مواد معادة التدوير، وهو ما تحاول الفنانة توصيفه بصريا من خلال إنتاج علاقات جديدة للأشياء اليومية تنتج استجابات بصرية مبتكرة وإدراكا للمعاني والرموز المادية والتفكير المفاهيمي من خلال محاولة توثيق الأشياء والمواد وطرحها بأسلوب مختلف.
يحضر عمل ناصر نصرالله التركيبي التفاعلي "غرفة الاتصال" ليستعين بوسائل اتصال الماضي بهدف الكشف عن الطريقة التي تمكن أدوات التواصل الربط بين الأزمنة والأمكنة المتغيرة رغم الانفصال الجسدي بين المتصلين، ويعتبر هذا العمل التركيبي الذي يتكون من أربع أعمال فنية أتت تحت اسم "البريد يعيد الترتيب" و"الجميع هنا هو المؤلف" و"065447575" و"لن يفتح للأبد" محاولة لتجسير الفواصل المكانية والزمنية كجزء من اكتشاف مفاهيم الوجود والمادة وقدرته على إنشاء عوالم جديدة.
"إيكولوجي" هو عنوان العمل التركيبي الذي قدمه محمود الصفدي والمكون بدورة من سلسلة أعمال فنية هي: "أين أنتهي أنا وتبدأ أنت؟" و"المنتج الثانوي الفعال" و"من حلم وأرض".
ويقدم الفنان في هذه التجربة روابط مادية تعمل على طمس فجوة الطبيعة والثقافة في مدننا وأنفسنا بهدف تعزير علاقة أكثر عمقا مع محيطنا من خلال الاطلاع على الطبيعة الحضرية والمناظر الطبيعية، حيث يوجه العمل الانتباه إلى أن البشر والنبات ومختلف الكائنات الحية هم قاطنون فاعلون في المدن من خلال استخدام الفنان عناصر مثل الأرض والماء والضوء.
بذات المفهوم الذي يقارب بين البشر والمدن ولكن بأسلوبية وذاتية مغايرة يحضر عمل "جدران حية ذات قصص مؤقتة، ملصقات دائمة وبورتريه" للفنان سفيان زوقار وفيه يكون الفنان تجربة فنية تركيبية متعددة الوسائط تستعرض قصة حارس سينما خورفكان المهجورة في مدينة الشارقة.
من خلال هذا العمل يتعرف المشاهد على "إزهر" الرجل الباكستاني المسن الذي يمكث في الشارقة مذ 40 عاما، وعلاقة هذا المسن بالمكان سواء كان بيته أو السينما التي يعتبرها بيته الثاني والتي شارك في بنائها، وتكريما لهذا الرجل ابتكر الفنان عمله التركيبي المستوحى من هياكل القوالب المؤقتة التي تدعم المباني أثناء عملية البناء ليكون ذلك العمل بمثابة تأمل في مفهوم الغربة والهجرة وتوثيق لذاكرة المكان والإنسان حد السواء.
الجدير بالذكر أن المعرض الذي يستمر حتى 30 ديسمبر 2017 وتأتي الأعمال المصاحبه له على هيئة صور فوتوغرافية ومنحوتات وأعمال تركيبية وفيديو تعرض مكوناته في المباني التابعة للمؤسسة في كل من ساحة المريجة وساحة الخط العربي وساحة الفنون.