جواهر القاسمي: جائزة الشارقة لمناصرة اللاجئين رسالة خير إماراتية للعالم
تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين أبريل/ نيسان الجاري.
أكدت قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن قضية اللاجئين والمحتاجين المهجرين عن ديارهم أصبحت اليوم محور القضايا الإنسانية الملحّة حول العالم، نظراً للمعاناة التي يتكبدها الملايين من البشر كل يوم في سبيل تأمين أبسط حقوقهم الأساسية من مأكل ومشرب ومأوى.
جواهر القاسمي.. 5 أعوام من مناصرة اللاجئين حول العالم
وشددت الشيخة جواهر القاسمي على أن المخاطر المستقبلية التي ستنتج عن تجاهل العديد من الدول والمؤسسات والأفراد للمعاناة الإنسانية للاجئين في العديد من مناطق العالم التي وصلت إلى درجة الكوارث بحق البشرية، لن تكون من نصيب المهجرين واللاجئين فقط، وإنما ستطول العالم بأسره، ولهذا فإن مسؤولية مناصرتهم علاوة على أنه جزء من واجبنا الإنساني والأخلاقي، فإنه أيضاً واجب من مواطنتنا العالمية ومسؤوليتنا تجاه الأمن والسلم العالمي.
وأضافت: "مع هذه الأوضاع البالغة الصعوبة، التي لا تفرق بين صغير وكبير، أو امرأة ورجل، كان لابد من استجابة سريعة، يفرضها علينا ديننا وتقاليدنا وإنسانيتنا لإغاثة الملهوف ونجدة المحتاج، أياً كان دينه أو عرقه أو لونه أو جنسه، فكانت "القلب الكبير" في مقدمة المؤسسات الداعمة للاجئين في العديد من البلدان في قارة آسيا ومنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وقالت: "شهدنا في ميادين العمل الإنساني جهوداً جبارة، قدمتها - ولا تزال - جمعيات ومؤسسات ومنظمات إغاثية، دولية ومحلية، كان لها عميق الأثر في تخفيف مصائب الملايين، وتحسين مستوى حياتهم، ونظراً لأن العديد من هذه الجهات آثرت العمل بصمت وإخلاص، فإن قليلين هم من يعرفون الحجم الحقيقي للجهود العظيمة التي يبذلونها".
وتابعت: "من هنا جاءت فكرة جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، التي أطلقتها مؤسسة القلب الكبير مطلع العام الماضي، لتكريم المبادرات الإغاثية والإنسانية الأكثر تميزاً في جميع أنحاء العالم، ودعم عطاءاتها المتفردة وأهدافها النبيلة الرامية لوضع حد لمعاناة اللاجئين والنازحين، وأيضاً لتحفيز الأفراد والمؤسسات على التميز في فعل الخير والارتقاء به".
وأوضحت أن "الجائزة ما هي إلا رسالة خير إماراتية المنشأ عالمية التوجه، ونهج عطاء مستمر يعزز منظومة العمل الإنساني حول العالم، الذي تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أحد روافده وروّاده، كما أنها في الوقت ذاته تؤكد محورية الدور الذي تلعبه إمارة الشارقة، بقيادة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم المبادرات الإغاثية إقليمياً ودولياً".
وأفادت بأن "جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين هي تعبير صادق عن آمالنا الكبيرة في أن يكون الغد أفضل لملايين البشر، ينال فيه الصغار والكبار واقعاً معيشياً كريماً، في ظل بيئة آمنة توفر لهم تعليماً متميزاً وخدمات صحية ذات جودة أعلى. إننا ننظر بشغف إلى الأثر الكبير الذي يمكن لهذه الجائزة أن تحدثه في حياة اللاجئين والمحتاجين على المدى الطويل، وصولاً إلى اليوم الذي يعودون فيه إلى أوطانهم آمنين مطمئنين".
وشكلت جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين منذ إطلاقها في الأول من يناير/ كانون الثاني 2017، برعاية كريمة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات من الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، علامة فارقة في دعم العمل الإغاثي على نطاق واسع.
وخلال الشهر الجاري، أعلنت "القلب الكبير" أنها رفعت، بتوجيهات مباشرة من الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قيمة المكافآة المالية للجائزة من 100 ألف دولار أمريكي (367 ألف درهم) إلى 136 ألف دولار (500 ألف درهم) اعتباراً من الدورة الثانية للجائزة، التي سيتم تكريم الفائز بها خلال أبريل/ نيسان 2018، وذلك بهدف تحفيز مزيد من الأفراد والمؤسسات على تقديم مبادرات ومشاريع رائدة وذات تأثير ملموس فيما يتعلق بمناصرة اللاجئين ودعمهم في قارة آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتركز الجائزة على تكريم أصحاب المشاريع والمبادرات الفاعلة على الأرض، التي أسهمت بشكل حقيقي في توفير احتياجات اللاجئين والنازحين؛ الغذائية، والصحية، والتعليمية، والاجتماعية، والتخفيف من صعوبات الحياة التي تواجهها بشكل خاص النساء إضافة إلى الأطفال، من خلال توفير فرص العمل، وتعزيز مصادر الدخل، وتعليم الأطفال ورعايتهم صحياً واجتماعياً وثقافياً.
ويتم تقييم الأعمال المرشحة للفوز، سواء كانت أعمالاً فردية أو مؤسسية، بناءً على الآثار والفوائد الإيجابية للعمل المقدم على الفئات المستهدفة من اللاجئين والنازحين، مع التركيز على إثبات فعالية إدارة الموارد المالية والبشرية، وممارسات الحوكمة والشفافية والمسؤولية، والتواصل الفاعل مع الجمهور خلال تنفيذ المبادرة أو المشروع.
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يتجاوز عدد النازحين عن ديارهم قسراً بفعل النزاعات المسلحة والحروب 65.6 مليون شخص، أكثر من ربعهم يتواجدون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتبذل العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية جهوداً كبيرة لتأمين متطلبات المعيشة الأساسية لهم.
وكانت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، أطلقت مؤسسة القلب الكبير رسمياً في يونيو/ حزيران 2016، تزامناً مع اليوم العالمي للاجئين، بعد إصدارها قراراً قضى بتحويل حملة القلب الكبير إلى مؤسسة إنسانية عالمية، بهدف مضاعفة جهود تقديم العون والمساعدة للاجئين والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم، ما أضاف الكثير إلى رصيد دولة الإمارات الحافل بالعطاءات والمبادرات الإنسانية، وعزز من سمعتها إقليمياً وعالمياً.