"هيئة الشارقة للكتاب" تختتم فعاليات البرنامج المهني للناشرين
هيئة الشارقة للكتاب تختتم فعاليات البرنامج المهني للناشرين الذي استمر على مدى يومين بحضور المهتمين بقطاع النشر والثقافة
اختتمت هيئة الشارقة للكتاب فعاليات البرنامج المهني للناشرين الذي استمر على مدى يومين بحضور أكثر من 400 ناشر من 60 دولة، بثلاث جلسات نقاشية، كشفت الأولى منها تفاصيل العدد الأول من مجلة "الناشر الأسبوعي"، فيما تناولت الثانية "تحديات التوزيع الدولي في العصر الرقمي"، وطرحت الثالثة أثر الترجمة ودورها في نقل الأدب.
واطلع الحاضرون من الناشرين والمهتمين بقطاع النشر والثقافة، على موضوعات العدد الأول من "الناشر الأسبوعي" عقب جلسة حوارية تناولت الرؤية التي تنطلق منها والأهداف المستقبلية لها، تحدث خلالها سالم عمر سالم، مدير إدارة التسويق والمبيعات بهيئة الشارقة للكتاب، وكيفين برايمان، نائب الرئيس التنفيذي وناشر مجلة "ببليشرز ويكلي" الأمريكية، وأدارها علي العامري، مدير تحرير مجلة "الناشر الأسبوعي".
وأكد سالم عمر أن المجلة تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع مجلة "ببليشرز ويكلي" الأمريكية التي يزيد عمرها عن 150 عاماً، هي الأولى المتخصصة بالنشر في المنطقة، وتتضمن أبرز أخبار دور النشر العربية لتعريف الناشرين الأجانب بحركة هذا القطاع الحيوي في العالم العربي، إضافة إلى أبواب ثابتة، من بينها: مقالات وآراء الكتّاب العرب، وآراء القراء، وشؤون المكتبات العامة، وسوق الكتاب المحلي والعربي والدولي، موضحاً أن ثلث محتويات النسخة العربية ستكون مترجمة من المجلة الأم، فيما تم تخصيص الثلثين الآخرين للأبواب المذكورة الأخرى.
من ناحيته قال كيفن برايمان إن المجلة في نسختها العربية تهتم بالدرجة الأولى بالكتّاب العرب، وبمشروع الشارقة الثقافي، وبالعمق الثقافي العربي، وبالناشر والقارئ العربي، مبيناً أن مجلة "الناشر الأسبوعي" هي ثمرة تعاون مستمر منذ ستة أعوام مع معرض الشارقة الدولي للكتاب وهيئة الشارقة للكتاب، مؤكداً في الوقت نفسه أنها بداية لمجالات أكبر وأكثر أهمية من التعاون على صعيد قطاع النشر العربي انطلاقاً من الشارقة.
وفي ندوة "تحديات التوزيع الدولي في العصر الرقمي" التي شارك فيها كل من ستيف بوتاس، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "أوفر درايف"، وديفيد تايلور، نائب الرئيس الأول لاستحواذ المحتوى العالمي في إنغرام، وأدارها شريف بكر، العضو المنتدب لشركة العربي للنشر والتوزيع، أكد الحاضرون على أهمية انتشار ثقافة التسويق الرقمي بين الناشرين العرب للوصول إلى كل قارئ للعربية في مختلف أنحاء العالم.
وعزا تايلور النمو الكبير في النشر حول العالم إلى وجود الشبكة العنكبوتية بشكل أساسي، وهو ما أتاح للمؤلفين اكتشاف مواهبهم واستثمارها بشكل جيد، وقال: "أسهمت التقنية الحديثة في إعادة إنتاج الأعمال القديمة بشكل كبير، واستقطبت جمهوراً لا يستهان به"، فيما أكد بوتاس على أن وجود المهاجرين العرب حول العالم، رفع الطلب على الكتاب العربي في أوروبا عامة، وفي الولايات المتحدة بشكل خاص، لا سيما ولايتي ديترويت ولوس أنجلوس.
واتفق المشاركون في الندوة على أن الدور المستقبلي الذي يتوقع أن تقوم به مدينة الشارقة للنشر التي تم إطلاقها مؤخراً سيسهم في جلب الناشرين حول العالم إلى المنطقة العربية.
في الإطار ذاته، أكد المشاركون في ندوة "الأدب في الترجمة" التي أدارها مايكل موشيك، المحرر في مؤسسة إنتر لينك للنشر، أن الأدب أشبه بإنتاج إعلامي يتعدى حدود المنطقة الواحدة، وأنه قابل للانتشار خارج الوطن الواحد، ودعوا الجميع إلى الإسهام في نشر الأدب لأنه العامل الأساس في محو الجهل والأمية، وتوطيد العلاقات والمحبة، وتعميق العلوم والمعارف، والأخذ بيد القارئ للسفر به في مواطن ولغات وثقافات وعوالم عدة.
وقالت سونيا دراغا، مؤسسة ورئيسة دار سونيا دراغا للنشر، إن على الناشر الأجنبي الحضور للمنطقة العربية دون الاكتفاء بالتعامل عن بُعد، لأن ذلك لا يعطي تصوراً واضحاً عن طبيعة الحياة الثقافية وحتى الاجتماعية التي تسهم في بيان الاهتمامات، ومعرفة التوجهات، وبالتالي اختيار الكتب المناسبة، وبينت غابرييلا بيج فورت، المحرر الأول في أمازون، أن الكتاب الجيد له القدرة على تخطي جميع الحواجز، وأن شركتها الحالية تترجم نحو 300 لغة لأكثر من 36 دولة، ولا تزال تفكر بالمزيد من التوسع، لأن الحاجة للثقافة حول العالم لا تقل عن الحاجة إلى أي أمر أساسي آخر.