"الشارقة للكتاب" يختتم دورته الـ40 مستقطباً 1.69 مليون زائر
أسدل الستار، السبت، على فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بنسخته الـ40 التي أقيمت خلال الفترة من 3 إلى 13 نوفمبر/تشرين الثاني تحت شعار "هنا.. لك كتاب".
واستقطبت المعرض 1.692.463 زائراً من 109 جنسيات اجتمعوا على مدار 11 يوماً لمتابعة جديد إصدارات 1632 ناشراً من مختلف أنحاء العالم.
وتوزع زوار المعرض الذي احتفى هذا العام بإسبانيا ضيف شرف نسخته الأربعين بواقع 51.9% من الإناث و48.1 بالمائة من الذكور .
وزار المعرض 1.3% من الفئة العمرية أقل من 15 سنة، و52.2% من الفئة العمرية بين 16 و30 سنة، و35.5% من الفئة العمرية بين 31- 45 سنة، و11.1% من الفئة العمرية أكثر من 46 سنة، وجاء حضورهم جميعاً بنسبة 90.2% بتسجيل من أرض المعرض و9.8% عبر المنصات الرقمية.
وكشفت إحصائيات المعرض أن أكثر من 20 ألف شخص زاروا المعرض يومياً وآلافاً زاروه ما بين 3 إلى 7 مرات.
وأكد المعرض مركزية دوره في الثقافة العربية والعالمية بعدد جنسيات زواره، إذ استقبل زواراً من 109 جنسيات تصدرتها دولة الإمارات تلتها كل من الهند ومصر وسوريا والأردن وباكستان والعراق والفلبين والمغرب وتونس والمغرب والسودان والجزائر وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والدنمارك والنمسا وأمريكا وكندا وغيرها من الدول.
وجمع المعرض الذي احتفى بالروائي الكويتي طالب الرفاعي شخصية العام الثقافية، نجوم الأدب والفن والإعلام من مختلف أنحاء العالم عبر استضافة الأديب التنزاني البريطاني الحاصل هذا العام على جائزة نوبل للآداب عبد الرزاق قرنح في أول مشاركة دولية له، والإعلامي الكوميدي الجنوب أفريقي تريفور نواه.
إلى جانب مؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً "السعي وراء السعادة" كريس جاردنر، والروائي الفرنسي الجزائري ياسمينة خضرا، والكاتب والمؤثر جاي شيتي وأميتاف جوش وتشيتان بهاجات والمخترعة الصغيرة جيتانجالي راو.
وجمع المعرض أبرز نجوم الأدب العربي والإماراتي بعدما استضاف الروائية الشيخة ميسون صقر القاسمي والشاعر والروائي سلطان العميمي والشاعر محمد البريكي والكاتبة أسماء الزرعوني والروائية ريم الكمالي والشاعرة شيخة المطيري والأديبة أحلام مستغانمي والفنان والشاعر خالد عبد الرحمن.
كما استضاف الشاعر هشام الجخ والفنان محمد صبحي والشاعر فيصل العدواني والكاتبة ومصممة المجوهرات عزة فهمي والدكتور مدحت العدل والكاتب والمؤرخ الدكتور علي النملة والدكتور أحمد عمارة والروائي جلال برجس والروائي سعود السنعوسي والروائي شكري المبخوت وغيرهم من الكتاب والإعلاميين والمبدعين.
وحوّل المعرض مركز إكسبو الشارقة على مدار 11 يوماً إلى فضاء مفتوح للمعرفة والتعليم والإبداع والفن، حيث نظم أكثر من 1000 فعالية، منها 440 فعالية ثقافية و355 فعالية مخصصة للطفل.
وشهد أكثر من 80 عرضاً فنياً لفرق مسرحية وعروض أداء من أوروبا وآسيا وأفريقيا وقدم للمرة الأولى في تاريخه بالتعاون مع معرض بولونيا الدولي للكتاب "ركن الرسامين" ليوفر للرسامين والمصممين والمخرجين فرصة الاستفادة من ورش عمل وجلسات تعليمية وأخرى متخصصة لعرض الأعمال وتقييمها.
وناقش المعرض بمشاركة 85 كاتباً ومبدعاً من 22 دولة أحدث الاتجاهات الأدبية على مستوى الرواية والقصة والشعر وتاريخ التجربة المسرحية العربية والعالمية، وجمع كبار المترجمين والمحررين والمتخصصين في الإنتاج المعرفي لبحث مستقبل الترجمة وأثرها على إحداث نقلات نوعية في حراك صناعة الكتاب في المنطقة والعالم.
وقال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "نبارك للشيخ الدكتور سلطان بن محمد بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة نجاح النسخة الـ40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب".
وأضاف: "ونؤكد له أن رهانه على الكتاب والثقافة أثمر منجزات ومكتسبات كبيرة للثقافة الإماراتية والعربية وأثبت أن أمة اقرأ تقرأ وتبدع وتنشر وتبتكر فاليوم بفضل رؤية مشروع الشارقة الحضاري وجهوده وتوجيهاته طوال 4 عقود تصدر معرض الشارقة الدولي للكتاب المعارض العالمية وأصبح المعرض الأكبر عالمياً على مستوى بيع وشراء حقوق النشر هذا العام".
وتابع العامري: "اليوم لا يختتم معرض الشارقة الدولي للكتاب فعاليات نسخته الـ40، وإنما يبدأ مرحلة جديدة ونوعيّة من الحراك الثقافي الإماراتي والعربي والعالمي يعلو فيها صوت المثقف والكاتب والأديب وتحضر فيها الثقافة العربية في المكانة التي تستحقها عالمياً وتنظر إلى مساهمة أكبر من عقول أبنائها ومبدعيها تثري التجربة الإنسانية وتفتح مسارات جديدة لتحقق المجتمعات نهضتها وتصل إلى تطلعاتها التنموية الشاملة والمنشودة".
واعتبر العامري أن حجم الزوار والناشرين والكتاب الذين حضروا النسخة الـ40 من معرض الشارقة يحمل رسائل كبيرة لنا جميعاً مؤسسات وأفراداً تؤكد أن الأجيال الجديدة على قدر الطموحات التي نصبو إليها وأن ما ننتظره من الكتاب يتجسد على أرض الواقع منجزاتٍ كبيرة ووعياً واسعاً وتحضراً واعياً.
كما تثبت أن الشارقة في قيادتها لمشروع الثقافة العربية قدمت نموذجاً ليس في المنطقة وإنما للعالم أجمع يؤكد أن أثر الثقافة راسخ وأن ما تبنيه الكتب لا تهدمه المتغيرات وما تحمله العقول نراه في بنيان الإنسان والعمران.
من جانبها، أكدت خولة المجيني، منسق عام معرض الشارقة الدولي للكتاب أن المعرض حقق بنجاح نسخته الأربعين واحداً من أهدافه المركزية في تصدر معارض الكتب العالمية.
وأوضحت أن المعرض يعزز عاماً بعد آخر مركزيته في قيادة سوق النشر في المنطقة والعالم ويفتح مجالات وفرصاً جديدة أمام الناشرين في المنطقة ونظرائهم في العالم أجمع.
وقالت: "يجسّد نجاح المعرض هذا العام مستوى وعي والتزام زوار المعرض والناشرين والمشاركين و حجم إقبالهم على مجمل الفعاليات التي نظمها المعرض في دورته الأربعين".
ولفتت إلى أن المعرض يجدد مع ختام فعاليته الالتزام برؤيته وخططه ويتحضر في الأعوام المقبلة لتحقيق مزيد من النجاحات والطموحات.
وشهد المعرض للمرة الأولى منذ انطلاقه عام 1982 تنظيم "قمة المكتبات الوطنية" بمشاركة 50 خبيراً من 20 مكتبة وطنية من أوروبا وأمريكا الشمالية وأفريقيا والشرق الأوسط على مدار يومين تحت شعار "الحضور، التفاعل، التأثير، والتعاون" بالشراكة مع جمعية المكتبات الأمريكية.
كما شهد انطلاق فعاليات النسخة الـ11 من "مؤتمر الناشرين" الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب هذا العام بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين في مركز إكسبو الشارقة بمشاركة 546 ناشراً ووكيلاً أدبياً و35 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم.
وجمع المعرض على هامش فعالياته أكثر من 500 أمين مكتبة وخبير من جميع أنحاء العالم في النسخة الـ8 من "مؤتمر المكتبات" التي نظمتها "هيئة الشارقة للكتاب" بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية.
وناقشت فيه الاتجاهات والتقنيات الجديدة في إدارة المكتبات وتعزيز علاقات التعاون على مستوى توسيع قواعد البيانات وتنمية المهارات القيادية وتطوير خدمات جديدة للمجتمعات المحلية.