جاءت جائزة الشارقة الدولية لمناصرة اللاجئين لتؤكد أهمية العمل الإنساني للتخفيف من ظلمة اللجوء. وفازت مؤسسة التنمية المستدامة باليمن.
حياة أفضل٬ هدف يشترك به ملايين اللاجئين والنازحين حول العالم مهما اختلفت ثقافاتهم وانتماءاتهم، فما يعانونه جراء ويلات الحروب جعلتهم يبحثون عن آمال جديدة تنتشهلهم من مآسيهم قد يجدونها في مساعدات ومبادرات من مؤسسات وأفراد تنير لهم ظلمتهم٬ حيث جاءت جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين لتؤكد على أهمية العمل الإنساني للتخفيف من ظلمة اللجوء. وفازت بها مؤسسة التنمية المستدامة من اليمن.
وأكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي٬ عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة٬ في حفل تكريم الدورة الأولى للجائزة على أهمية المبادرات والبرامج التي تقوم بها المؤسسات والمنظمات المعنية بمناصرة ودعم اللاجئين حول العالم، والتي تعكس الجانب الإنساني المهم وتحقق مبادئ الأخوة الإنسانية.
تعتبر هذه الجائزة امتداداً لمسيرة الخير التي اتخذتها الشارقة بتوجهات الشيخ سلطان القاسمي في دعم اللاجئين، فيما كانت مبادرات قرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين داعما أساسيا لهم، حيث ساهمت مؤسسة القلب الكبير في أقل من عامين بإحداث تغيرات أفضل في حياة آلاف اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا.
وفي كلمة ألقاها حاكم الشارقة في حفل تكريم الدورة الأولى للجائزة وبحضور قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة القلب الكبير، مسرح الجامعة القاسمية قال: "إن عالمنا الذي نعيش فيه لم يعد يهتم بقيمة الإنسانية فانتشرت الصراعات والاقتتال والظلامية وأصبح الموت في قارعة الطرق، أما في عالمنا العربي فحدث ولا حرج، هل أذكركم ببعض الإحصاءات التي تقلق منتسبي مؤسسة القلب الكبير بسبب أن الملايين من بني البشر في عذابٍ ومسبغة، أكثر من 65 مليون شخص فروا من ديارهم ثلثهم دون سن الثامنة عشرة، ونصفهم أو يزيد نزحوا داخل بلدانهم بسبب الصراعات والاضطهاد، فيا حسرةً على العباد في المنطقة العربية، حيث أن أكثر من خمسة ملايين لاجئ مشتتين بيننا، وأكثر من 25 مليون نازح فروا من ديارهم في سوريا والعراق وفلسطين وليبيا والسودان وغيرها".
وأضاف: "نجتمع اليوم أيها الأخوة والأخوات تضامناً وتأييداً ورعايةً لمؤسسة القلب الكبير بالشارقة، في مبرةٍ من مبرات العمل الإنساني، وفي إطار الدورة الأولى لجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين والتي تفوز بها "مؤسسة التنمية المستدامة في اليمن"، والتي أسست عام 2003 بجهود متطوعين مؤمنين بالمبادرة لفعل الخير والدعم الإنساني لتوفير بيئة آمنة وصحية وأكثر رحمة وتوفير سبل عيشٍ كريم لأكثر من مليوني نازح يمني هم في حاجة للمساعدة العاجلة، هذه المؤسسة التي استحقت الدعم والاستجابة لندائها".
وأشار حاكم الشارقة إلى التعاون الوثيق بين مؤسسة القلب الكبير والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السعي لعمل الخير والتسابق عليه، مؤكداً على دعم هذه الجهود ومساندتها بما يؤكد على مشروع الشارقة الحضاري، فهو في جانبه الإنساني كله مبرات وسباق إلى الخير وتحقيق لمبادئ الأخوة الإنسانية. وواصل قائلا "ندعو أهل الخير أن هلموا إلى الخيرات فعالمنا اليوم أحوج ما يكون إلى البر والتواد والتراحم، وللمؤسسة اليمنية التي تقوم على التطوع النبيل نؤكد أن الأمل كالشمس يشرق كل يوم، ولمؤسسة القلب الكبير دعمنا اللامحدود ووقوفنا الدائم إلى جانب مشاريعهم التي يفخر بها أهل الشارقة، ويا أهل الخير إن الساعي للخير كفاعله فلا تبخلوا على العاملين في مجال الخدمات الإنسانية بعونكم ودعمكم المحقق للخير".
وأفادت آسيا المشرقي رئيس مؤسسة التنمية المستدامة أن "الفوز بالجائزة مثل لنا دافعا وحافزا لمواصلة الجهود في سبيل نصرة اللاجئين والنازحين في اليمن، حيث أنه عبر تسليط الضوء على تجربتنا سنقدم نموذج في جودة العمل الإنساني للمؤسسات اليمنية والإقليمة العاملة في مجال للاجئين . وأضافت "اليمن يعاني من كارثة إنسانية حسب تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حيث يواجه العديد من اليمنيين النازحين صراعاً من أجل البقاء، فالغذاء والمياه والمأوى أصبحت هي الأولوية لهؤلاء الذين أجبروا على الفرار من مناطق أخرى في اليمن بحثاً عن الأمان، وقد نتج عن ذلك ما يقارب 18.8 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية وحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة والدعم".