"فاتن حمامة العراق": الفن مرآة المجتمع ويستطيع تقديم كل شيء للجمهور (خاص)
قامة عراقية وعنوان حاضر في ذاكرة الإبداع، ولدت وسط عائلة فنية وتتلمذت على يد كبار الأسماء بالمسرح والدراما، فكان التميز سجيتها دائما.
شذى سالم (29 سبتمبر 1959)، ممثله عراقية، استطاعت تأكيد حضورها لأكثر من 3 عقود على الشاشة الصغيرة وخشبة المسرح والسينما، في العالم العربي وليس العراق فحسب، من خلال تجربتها المشتركة مع كبار الفنانين العرب، كما حصدت العديد من الجوائز والشهادات، وشاركت في الكثير من المهرجانات المحلية والإقليمية والدولية.
وتمكنت الفنانة العراقية من الموازنة بين رغبتها بمواصلة الفن وحب العلم، حيث واصلت دراستها الجامعية ونالت شهادة الماجستير بدرجة امتياز ومن ثم الدكتوراه، وتشغل حاليا منصب أستاذة الأدب المسرحي في كلية الفنون الجميلة.
دخلت عالم الفن وهي طالبة في معهد الفنون الجميلة عام 1975، من خلال مسلسل "النعمان الأخير" ثم مسلسل "فتاة في العشرين" الذي حصل على شهرة كبيرة وكان هو نقطة انطلاقها وبداية ارتقائها سلم النجومية في عالم الفن.
واختار المخرج السينمائي الراحل صاحب حداد، الفنانة شذى سالم للمشاركة في فيلم "يوم آخر"، الذي يعد أول مشاركة سينائية لها، وشاركت عام 1982 في بطولة فيلم "القادسية“ من إخراج المصري صلاح أبوسيف، إلى جانب نخبة من الفنانين العرب الكبار مثل عزت العلايلي وسعاد حسني وليلى طاهر ومحمد حسن الجندي وكنعان وصفي، وشارك ذلك الفيلم في العديد من المهرجانات العالمية، وأشاد بأدائها العديد من الفنانين العراقيين، ومن ثم توالت أعمالها السينمائية.
كما شاركت الفنانة العراقية في العديد من الأعمال المسرحية، منها "مائة عام من المحبة" للمخرج فاضل خليل، و"الجنة تفتح أبوابها متأخرة" للمخرج : محسن العلي.
وأجرت "العين الإخبارية"، حوارا مع الفنانة شذى سالم، بشأن مسيرتها الفنية ومشوراها في عالم الشاشة والمسرح، وجاء كالتالي:
- شذى سالم نهر لا يزال ينبض إبداعا.. ما السر في ذلك؟
يكمن السر في التواصل الدائم مع الجمهور وحب العمل في الفن، لأنه نهر لا ينضب من العطاء والمحبة، وكلما أخذنا منه يزداد عطاءً أكثر فنأخذ منه لنقدمه بكل تواضع ومحبة للناس.
- قدمتِ أدوارا في المسرح والتلفزيون والإذاعة والسينما.. أيها أقرب إلى قلبك؟
لكل مجال جماله الخاص ودوره في حياتي الفنية، في التلفزيون عرفني الجمهور بمسلسلات مهمة أعطتني دفعا كبيرا في أن أواصل مسيرتي، والسينما منحتني الشهرة الواسعة والمشاركة مع نجوم كبار، كعملي في فيلم القادسية للمخرج المصري صلاح أبوسيف، أما المسرح ففيه أول نبضات الحب للفن وأولى الخطوات كانت على خشبته التي منحتني تدفقا فنيا كبيرا على مدار السنين، كما أن الفنان لا يشعر بذهاب العمر بل بالتجدد الدائم والتألق في كل الفترات.
- حصدتِ العديد من الألقاب والجوائز على الصعيد المحلي والدولي.. أي منها له وقعه الخاص والمميز في الوجد والذاكرة؟
كل جائزة لها وقعها الخاص وكلها جميلة لأنها حصيلة عمل وتقدير من الجهة المانحة، فكل الجوائز وشهادات التقدير عزيزة على قلبي وأحتفظ بها، لكن أول جائزة دائما لها وقع خاص، وهي جائزة أفضل ممثلة في السينما العراقية عن دوري في فيلم "يوم آخر"، وهو أول عمل لي، ولذلك أعتز بها جدا.
كما أنني حظيت بألقاب كثيرة، لكني أعتز بما لقبني به المخرج الراحل صلاح أبوسيف وهو "فاتن حمامة" العراق.
- ماذا يستطيع الفن أن يقدمه إلى المجتمع؟
الفن يستطيع أن يقدم كل شيء للناس، فهو يقدم المتعة والأخلاق والتربية والنصيحة والمشورة والجمال والقبح والخير والشر وكل ما يدور في الحياة، فهو مرآة المجتمع الذي يعكس صورة ما يحدث في تلك الحياة لكي يرى الإنسان هذه الصورة بوضوح أكثر، حتى يستطيع أن يواجه تلك الأشياء التي تحدث له، فالفن هو المرآة الحقيقة للإنسان تسير معه في كل مراحل حياته.
- هل تركت تقلبات الأوضاع العامة في البلاد أثرها على الواقع الفني في العراق؟
بالتأكيد.. الذي حدث في العراق شيء كبير لا أقدر على وصفه بكلمات.. الأحداث كانت مرعبة والتخلص منها كان أكثر من صعب، فمن المؤكد أن مثل هذه الظروف كان لها تأثير سلبي على المجتمع العراقي بشكل عام والحركة الثقافية والفنية بشكل خاص، فالوضع الأمني في السنوات السابقة كان صعبا جدا، ولذلك كانت يصعب تصوير أعمال تلفزيونية أو سينمائية إلا بأوقات محددة، كما أن العروض المسرحية كنا نضطر لتقديمها نهارا وليس في وقت الليل كما هو معتاد.
لكن رغم صعوبة تلك الظروف تجد أشياء تحاول أن تبث الأمل والأمان في نفوس الناس، والحمد لله تعدينا هذه المراحل الصعبة التي أخذت من المجتمع العراقي الكثير، وعادت الحياة إلى طبيعتها في بغداد وبقية مدن العراق، وبدأت الأعمال تصور والمسرح عاد إلى زمنه المعتاد، وتوجد فعاليات ومهرجانات مهمة بحضور عربي وعالمي ومحلي ونطمح الى الأفضل.
- كلمة تود أن تطلقها الفنانة الكبيرة من خلال "العين الإخبارية".
شكرا لـ"العين الإخبارية" التي تحب أن ترى العراق وهو يعود إلى ريادته العربية، بلد عربي له تاريخ وحضارة لا تنسى.