"العين الإخبارية" تجيب عن السؤال الصادم.. ماذا قرأ شيخ الأزهر حتى يتحدث عن الإسلام؟
تعليق صادم كتبه أحد روّاد "السوشيال ميديا" كان كفيلا بإثارة دهشة وغضب الآلاف في مصر، فالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يُسأل "ماذا قرأت حتى تتحدث عن الإسلام"؟.
بداية القصة كانت بتهنئة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قادة المسيحيين في مصر والعالم بمختلف طوائفهم في تدوينة على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلق عليه أحد الأفراد مستنكرا بسؤال: "هو حضرتك درست إيه أو قرأت إيه عن الإسلام علشان تقولنا إن تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد حلال؟!".
فماذا قرأ شيخ الأزهر وماذا درس؟ وماذا كتب عن الإسلام؟.. "العين الإخبارية" تجيب عن السؤال في هذا التقرير الذي يرصد المؤهلات العلمية والمنتجات الفكرية للإمام الأكبر.
عالم من أسرة علماء
يعتبر الشيخ أحمد الطيب، الإمام الأكبر الثامن والأربعون للأزهر الشريف، من العلماء الأفذاذ القلائل الذين تقلدوا أكثر المناصب الدينية الكبرى في مصر، حيث تولى رئاسة جامعة الأزهر، ومنصب مفتي الديار المصرية، قبل أن يعين إمامًا للأزهر الشريف في 19 مارس/ أذار 2010.
وترجع أصول الطيب إلى صعيد مصر، وتحديدًا من محافظة الأقصر، وينتمى إلى أسرة صوفية من خير علماء الصوفية الخلوتية، ويرأس أخوه محمد الطيب الطيبة الخلوتية.
خطواته العلمية
التحق أحمد الطيب، المولود عام 1946، بجامعة الأزهر وحصل منها على الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969، وسرعان ما حصل على الماجستير في عام 1971 والدكتوراه عام 1977 من جامعة الأزهر.
عمل الطيب معيدًا، ومدرسًا مساعدًا، ثم مدرسًا، ثم ترقى أستاذًا مساعدًا، ثم أستاذًا للعقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وانتدب عميداً لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، ثم انتدب عميداً لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بأسوان، وعيّن عميداً لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان.
وخلال مسيرته العلمية عمل الطيب في العديد من الجامعات العربية والإسلامية، من بينها: جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، وجامعة قطر، وجامعة الإمارات، والجامعة الإسلامية العالمية- إسلام آباد- باكستان.
أخيرًا تقلد رئاسة جامعة الأزهر في 28 سبتمبر/ أيلول 2003، وظل فيها حتى عينه الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك شيخًا للأزهر في 19 مارس/ أذار 2010، بعد انتقال خلفه الإمام الدكتور محمد سيد طنطاوي إلى الرفيق الأعلى.
إسهاماته الفكرية
ألف الإمام الأكبر الكثير من المؤلفات في مجالي العقيدة والفلسفة الإسلامية، وقد استغل تمكنه من اللغة الإنجليزية والفرنسية في إثراء المكتبة العلمية بالعديد من الكتب المترجمة.
تعتبر أهم مؤلفات الطيب هي: الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي، وتعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني، وبحوث في الثقافة الإسلامية، بالاشتراك مع آخرين، ومدخل لدراسة المنطق القديم، ومباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف، عرض ودراسة، ومفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية، وأصول نظرية العلم عند الأشعري، ومباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف: عرض ودراسة.
كما ساهم في تحقيق رسالة (صحيح أدلة النقل في ماهية العقل) لأبي البركات البغدادي، ووضع لها مقدمة باللغة الفرنسية.
أما إسهاماته في الترجمة فهي عديدة، فقد ترجم كتاب "الولاية والنبوة عند الشيخ محيي الدين بن عربي" من الفرنسية للعربية، وترجم المقدمات الفرنسية للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، وترجم من الفرنسية أيضًا كتاب "مؤلفات ابن عربي تاريخها وتصنيفها"، وابن عربي، في أروقة الجامعات المصرية، ونظرات في قضية تحريف القرآن المنسوبة للشيعة الإمامية، ودراسات الفرنسيين عن ابن العربي.
المشاركة في الحياة العامة
بجانب إسهاماته الدينية كان شيخ الأزهر عضوًا بالجمعية الفلسفية المصرية، وعضو سابق بأمانة السياسات في الحزب الوطني حتى 11 أبريل/ نيسان 2010، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، وعضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ورئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتلفزيون، ومقرر لجنة مراجعة وإعداد معايير التربية بوزارة التربية والتعليم، وعضو أكاديمية مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، ورئيس بيت العائلة المصرية، وأخيرًا رئيس مجلس حكماء المسلمين.