أزهريون يفتحون النار على مهاجمي الشعراوي: متغطرسون يبحثون عن الشهرة (خاص)
أثارت تصريحات وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني ضد الشيخ محمد متولي الشعراوي حفيظة قطاع من علماء الأزهر الشريف.
ودافع عدد من علماء الأزهر عن مكانة الشيخ الراحل في قلوبهم وقلوب عامة الناس، معتبرين أنه من ورثة الأنبياء الذين ورثوا عداوة "شياطين الإنس والجن".
وكانت وزيرة الثقافة قد انتقدت الشيخ الشعراوي بعدما تردد عن طرح اسمه ضمن شخصيات دينية من المقرر إقامة أمسيات عنها في شهر رمضان المقبل على المسرح القومي، وقالت إن "اسم شعراوي عليه تحفظات كثيرة، ويجب أن يكون الاختيار لشخصيات تنويرية كافحت الفكر المتطرف".
الدكتور عبدالسلام عبدالمصنف، من علماء الأزهر الشريف، اعتبر أن أي شخصية إسلامية بارزة أثرت في العالم الإسلامي وقرّبت الناس من الله لا بد أن تقابل بالهجوم من أي شخص مخالف للمنهج الإسلامي حتى وإن كان مسلماً.
وقال عبدالمصنف لـ"العين الإخبارية": "في واقعة الهجوم على الشيخ الشعراوي الأخيرة يحكم الناقد الفني طارق الشناوي على فتاوى دينية رغم أنه غير متخصص في الشأن الديني وليس له الحق أن ينتقد فتوى دينية لأنه ليست تخصصه".
وأضاف: "وبالتالي فإن طارق الشناوي عليه أن يتكلم في تخصصه (النقد السينمائي) وليس في تخصص آخر خصوصاً الشؤون الدينية".
وتابع: "عندما يقول الشناوي إن الشيخ روحانياته مختلفة فماذا يفهم هو في الروحانيات ليقول هذا؟، هو ليس له علاقة بالروحانيات ولا علم له بمسألة الفرق بين الروح والجسد والنفس".
ورأى أن أي شخصية إسلامية تؤثر في الناس ويكون لها رونق معين ويلتف الأشخاص حولها لا بد أن تقابل بالهجوم أيا ما كان.
وفسر الشيخ عبدالمنصف تجدد الهجوم على الشيخ الشعراوي كل فترة بأنه "وصل للناس ببساطة أسلوبه لأنه يعتبر من المشايخ الذين وصلوا لعامة العامة، وبالتالي فتأثيره أكبر ما يكون من أي شيخ آخر حتى كثير من مشايخ الأزهر".
وتابع: "وهذا سيقابل بالرفض من أي شخص يريد أن يؤثر في الناس بمنهجه مثل السينمائيون الذي لم يستطيعوا التأثير في الناس مثلما أثر الشيخ الشعراوي، وهذا سيضايق النقاد والممثلين لأنهم فشلوا فيما نجح فيه غيرهم".
وزراد أن "الناس جميعاً تحب الشيخ الشعراوي لصدقه وقربه مع الله.. ما خرج من القلب وصل القلب، ولصدق الشيخ التف الناس حوله".
واستشهد الشيخ بالآية القرآنية "وَكَذلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ"، معتبراً أن أي شخص يمشي على نهج الدعاة مثل الشيخ الشعراوي هم من ورثة الأنبياء الذين سيرثون عداوة شياطين الإنس والجن.
وقال الدكتور السيد سليمان من علماء الأزهر الشريف إن "الشيخ الشعراوي رضي الله عنه وأرضاه رجل أحب القرآن فأفاض عليه من أسراره، وأحب سيدنا محمد فأفاض عليه من أنواره".
وأضاف سليمان لـ"العين الإخبارية": "كل وجوه سيدنا الشيخ الشعراوي حسنة، ومَن يرمونه بالباطل متغطرسون يبحثون عن الشهرة فأرادوا أن ينالوا من مكانته وعلمه رغم أنهم يعلمون أن له مقام ومنزلة عند المسلمين وغير المسلمين".
وتابع: "الله سبحانه وتعالى رزق الشيخ الشعراوي بخواطر لم يرزق أحد من قبل بها، فكانت خواطره التي نسمعها في الصباح بإذاعة القرآن الكريم، وهي هبات صفائية تخطر على قلب المؤمن وهو شيء اختصه الله به".
ورأى أن الشيخ الشعراوي من المجددين في العصر الحديث، فكان عالماً جمع علوم اللغة العربية والفقه والحديث والتفسير، كما كان خطيباً بارعاً تنشق له البلاد، وقد خلد الله سبحانه وتعالى ذكره وعمله وعلمه.
الدكتور طه أبوالحسن، أستاذ علم الاجتماع في مصر، وصف اتساع شريحة داعمي الشيخ الشعراوي بأنه "حب واحترام وتقدير" لأسباب عديدة.
وقال خبير علم الاجتماع لـ"العين الإخبارية" إن أهم سبب هو ارتباط الشيخ الشعراوي في أذهان الناس بهذا القدر الهائل من العلم المتدفق في تفسير وسرد خواطر تفسيرية للقرآن الكريم، وهذا صادف أن الشعب المصري متدين يحب رموز الدين ويحترمهم.
وأضاف: "هذا التقدير والاحترام للشيخ منبثق من حب الدين واحترامه وتطوّر هذا واتصل بشكل مباشر بشخصية الشيخ الشعراوي، خصوصاً أنه تمتع بأسلوب سهل وأداء ممتع حيث استخدام المواهب الشخصية مقترنة بالأصول العلمية التي تمسك بها في سرد خواطره".
ورأى أن ما سبق هو أساس العلاقة بين الشيخ الشعراوي والشعب المصري وغيره من الشعوب الإسلامية، مشيراً إلى تقلّده عمادة كلية أصول الدين في جامعة أم القرى بالسعودية.
واعتبر أن الهجوم المتجدد على الشيخ الشعراوي لا يؤثر على مكانته في الأوساط الإسلامية، مضيفا: "من يهاجم الشيخ الشعراوي لا يقصد مهاجمته كشخص بل يقصد التعدي والهجوم على الدين، ولأنه لا يستطيع الاصطدام بحائط الدين فيحوم حول الحمى".