مات يوم ولد.. ابن الشيخ محمد رفعت يكشف أسرار «قيثارة السماء» (بروفايل)
لا يزال الشيخ محمد رفعت، قارئ القرآن الأشهر في العالم الإسلامي، يحظى بإعجاب عشاق الذكر الحكيم، على الرغم من مرور 74 عامًا على رحيله.
وتمر علينا هذه الأيام الذكرى الـ 142 لمولده والذكرى الـ 74 لرحيله، حيث ولد وتوفي في نفس اليوم، وهو التاسع من مايو/أيار.
أسرار في حياة الشيخ
يتحدث الأستاذ علاء حسين محمد رفعت، حفيد الشيخ، لـ"العين الإخبارية"، عن مدى اهتمام الملك فاروق بالشيخ رفعت، حيث كان يتصل بنفسه ليطمئن بنفسه أنه سيحيي مناسبات معينة دعاه إليها، وقام والده الأستاذ حسين بالرد على الهاتف ذات مرة فوجد الملك يسأله هل سيحضر والدك في الموعد، فأكد له حضوره.
وأوضح علاء أن جده كان يقيم صالونًا ثقافيًا في بيته كل يوم إثنين، يبدأه بالقرآن، ثم يترك رجال الفن والثقافة للمناقشة، وكان كمال الشناوي وليلى مراد ومحمد عبدالوهاب وأحمد شوقي أبرز الحاضرين.
وتقول حفيدته هناء حسين محمد رفعت إن المشاهير كانوا مرتبطين بجدها، حيث كانت أم كلثوم دائمة الحضور إلى مسجد فاضل وهي في سن الشباب من أجل الاستماع للقرآن من الشيخ رفعت.
وتوضح أن جدها كان قد أوصى قبل وفاته بأن يتم دفنه في "لحد"، لكن تم دفنه في مقبرة عادية وقت الوفاة.
وتكشف أن عند وفاة جدتها بعد 16 عامًا، قرروا نقله إلى لحد، لكنهم توقفوا بعد أن وجودوا جسده كما هو دون أي تغيير.
من هو الشيخ رفعت؟
ولد الشيخ محمد رفعت الملقب بـ "قيثارة السماء" عام 1882 بحي المغربلين بالقاهرة، لعائلة من الطبقة الوسطى، ونشأ في بيئة دينية حيث تلقى تعليمه الديني في أحد الكتاتيب، وبدأ حفظ القرآن الكريم في كتاب "بشتاك" الملحق بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب.
انطلقت شهرته عندما بدأ بتلاوة القرآن رسميًا في مسجد فاضل باشا سنة 1918 عندما كان في سن الـ 15، حيث بلغت شهرته ذروتها، وكان الالتفاف حول صوته يمثل معلمًا من معالم ثورة 1919.
أصبح صوت الشيخ رفعت الأول الذي خرج من الإذاعة المصرية الرسمية بعد بدء بثها سنة 1934، وافتتح البث بالآية الأولى من سورة الفتح "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا".
وعلى الرغم من الشهرة الواسعة التي حققها، فإنه استمر في قراءة القرآن في مسجد الأمير مصطفى فاضل حتى اعتزاله، وذلك من باب الوفاء للمسجد الذي شهد ميلاده في عالم القراءة منذ الصغر.
الأسطورة
تحول الشيخ محمد رفعت إلى أسطورة، وارتبطت به عدة روايات شعبية، يصعب التأكد تمامًا من صحتها، من بينها ما رُوى أن ضابطًا كنديًا كان ضمن قوات الحلفاء في مصر، طلب من مدير الإذاعة أن يسهل له مقابلة الشيخ رفعت، وعندما التقاه فوجئ بأنه أعمى وبكى، وقال لمن معه: "الآن عرفت سر الألم العظيم الذي يفيض من صوته العبقري".
في كتاب "ألحان السماء" للكاتب محمود السعدني، يُروى جملة من القصص والحكايات، منها أن جمهور الإذاعة هدد بمقاطعتها عندما اختلفت مع الشيخ رفعت على الأجر، وهدد المواطنون بعدم دفع ضريبة الاستماع إلى الراديو طالما أن الإذاعة لن تحمل لهم صوته.
إصابة في الحنجرة
في نهاية حياته، تعرض الشيخ محمد رفعت لمرض نادر في حنجرته، الذي أدى إلى احتباس صوته إلى الأبد منذ عام 1943 وحتى وفاته عام 1950.
قام الشيخ رفعت ببذل كل ما يملك من أجل العلاج، لكنه رفض مساعدة أي شخص آخر، وحتى رفض قبول المبلغ الذي جمع له لتغطية تكاليف العلاج، والذي بلغ نحو 50 ألف جنيه، وقال: "إن قارئ القرآن لا يُهان"، وظل هكذا حتى لقي ربه في 9 مايو عام 1950.
aXA6IDMuMTQ3LjYyLjUg
جزيرة ام اند امز