زكي نسيبة في منتدى أصيلة: حكمة الشيخ زايد استهدفت نصرة المصالح العربية والإسلامية
قال زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لرئيس دولة الإمارات، إن رؤية الشيخ زايد الحكيمة ونزعته الإنسانية تجاوزت حدود الدول.
وقال زكي أنور نسيبة إن هناك قادة انتشروا
دفي الآفاق طيب ذكرهم بسبب رؤيتهم الحكيمة ونزعتهم الإنسانية التي تتجاوز حدود الدول، ومنهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد المؤسس لدولة الإمارات.
وأضاف في كلمته خلال ندوة "الشيخ زايد: رؤية القائد المتبصر" في موسم أصيلة الثقافي بالمغرب، أن الشيخ زايد تفرد بين الزعامات السياسية وألهم الشعوب في بلده والخارج من خلال رؤيته السياسية وتفانيه في التخفيف من معاناة البشرية وبوصلته الأخلاقية القوية، لتصبح دولة الإمارات واحدة من أكبر 30 اقتصادا في العالم.
وتابع: "خلال فترة وجيزة من الزمن عبر بنا من واقع خمسينيات القرن الماضي المرير بشح الموارد وقساوة الظروف حتى يومنا هذا، استطاعت خلالها دولة الإمارات كما كان ينشد أن تبنى مجتمع الرفاهية والازدهار بما يضاهي أكبر الدول.. وتتبوأ مركزا رياديا على الساحتين الإقليمية والدولية".
وقال إن الإمارات اليوم حققت هذه الإنجازات في بيئة مضطربة لم تمنعها من النجاح في بناء أكثر الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية تطورا.
وأكد أن رؤية القائد المؤسس رفضت القبول بالواقع المرير، فعمل على صناعة تاريخ جديد يؤمن لشعبه سبل الحياة الكريمة ويكرس لدولة ناشئة رغم بدايتها الصعبة موقعا مميزا على الساحتين الإقليمية والعالمية.
وأشار إلى أن المتتبع لسيرة الشيخ زايد سيجد أنه لم يكن سياسيا صرفا، بل كان أصدق من ذلك وأنبل، فقد كان "سياسيا وقائدا حكيما وحاكما عادلا"، وهو أيضا شاعر رقيق الفؤاد ووالد أيضا.
وأضاف: "ترعرعت فكرة الاتحاد في فكر الشيخ زايد منذ البداية.. ورغم إدراكه أن مفهوم الاتحاد كان صعبا إلا أن اعتقاده بإمكانية تنفيذه على أسس الروابط المشتركة بين الإمارات المختلفة كان ثابتا".
واستطرد: "عمل على ترجمة مبادئه بشأن الاتحاد والتعاون إلى أفعال وذلك بتخصيص جزء من دخل إماراته من النفط لصندوق تطوير الإمارات المتصالحة قبل النشأة".
وقال زكي نسيبة: "أعلن في 2 ديسمبر 1917 تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة تطلب التحول المنشود وإحداث تغييرات جذرية تحول فيها مسار التاريخ للوصول إلى واقع جديد".
وأضاف: "إرادة رجل واحد من عظماء التاريخ لديه رؤية ومنهجية استطاعت تحويل أحلام شعبه إلى حقيقة".
وتابع: "يجمع المراقبون وخبراء السياسية على أن ما وصلت إليه الإمارات من نجاح تنموي مدعوم بحالة مميزة من الأمن الداخلي يمثل حصادا لدبلوماسية الشيخ زايد الذي وضع اللبنة الأولى للسياسة الخارجية".
وأشار إلى أن الشيخ زايد أكد أن "التضامن العربي هو الدعامة التي تعتمد عليها الأمة في مواجهة التحديات، وأن السياسة الخارجية تستهدف نصرة المصالح العربية والإسلامية".
وقال: "كان لدى المؤسس إيمان عميق بأن التعليم والثقافة والمعرفة تمثل البوابة الذهبية التي ينطلق منها أبناء الإمارات للريادة في مختلف المجالات.. وسعى لترسيخ أعمدة الدولة بأيد تمتلك الكفاءة والإخلاص".
وتابع: "كل من عاصروه يدركون إلى أي مدى كان يؤمن بالدور الاستراتيجي للتعليم في بناء الإنسان ووضعه عند مستوى التحديات التي يحتاجها العصر".
وقال زكي نسيبة: تمتع الشيخ زايد بشخصية قيادة قل نظيرها.. وأخذ على عاتقه بناء دولة حديثة على مستوى العالم لما تميز به من بعد نظرة استشرفت المستقبل ويقينا أن التعليم سيقود المجتمع لمصاف الدول المتقدمة، فقطع عهدا أن يكون التعليم كالماء والهواء.. والتعليم في فكره كان عتبة من الثقافة والفكر، فوجه السياسات كافة لتوفير أجواء العلم وبناء المدارس والمستشفيات".
وأكمل : "حققت الإمارات إنجازات احتلت الصدارة على مستوى الدول العربية، فأصبحت النموذج الأمثل من حيث التطور والنمو في شتى المجالات، خاصة في رؤية تنويع منصادر الدخل وتوجهها نحو بناء اقتصاد معرفي يعتمد على التكنولوجيا والعلم وذلك بالتركيز على تنمية مواردها الشرية والاهتمام بالصحة وتعزيز الهوية الوطنية".
واختتم: "كان أخا وصديقا لكل أبناء وشعوب المنطقة شيمته العدل والتسامح، وكانت سعادته لا توصف وهو يقدم يد العون للمحتاجين، ففي كل دولة شقيقة هناك قصة حب وعطاء تروى باسم الشيخ زايد.. كان الشيخ زايد ينظر إلى البشرية كأسرة واحدة خلقها رب العالمين على هذه الأرض كي تحظى بنعمه".