مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للتعليم.. جسـر ثقافي إماراتي - روسي

يُعد "مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للتعليم" في موسكو أحد أبرز المشاريع التربوية المشتركة بين دولة الإمارات وروسيا.
ويُجسد المركز نموذجًا للتعاون الثقافي والمعرفي العابر للحدود بين البلدين.
ويهدف المركز إلى تعزيز تعليم اللغة العربية والعلوم والتاريخ ضمن بيئة تعليمية حديثة ومتقدمة، بما يُسهم في بناء جيل روسي ملمّ بثقافات متعددة، وقادر على التفاعل مع الحضارة العربية من منطلق أكاديمي وإنساني.
وبالتزامن مع الزيارة الرسمية التي يبدأها، الخميس، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى روسيا الاتحادية، والتي يبحث خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آفاق تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والاستثمار، يبرز "مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للتعليم" كمؤشر مهم على عمق التعاون الثنائي، لاسيما في الميدان المعرفي والتربوي، الذي يشكّل ركيزة للتقارب الثقافي بين الشعبين.
وقد افتتح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين المركز في 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وذلك في مدرسة بريماكوف الدولية بالعاصمة موسكو، في إطار زيارة رسمية سابقة، حيث شكّل هذا المشروع التربوي المشترك خطوة نوعية لتعزيز تعليم اللغة العربية والعلوم والتاريخ والثقافة ضمن بيئة روسية متقدمة.
واطّلع الزعيمان خلال حفل الافتتاح على عرض تعريفي بمناهج المركز، الذي يتّسع لأكثر من ألفي طالب، ويضم تخصصات متنوعة تشمل اللغة العربية، والرياضيات، والكيمياء، وعلومًا أخرى.
ويُعدّ المركز إضافة نوعية إلى منظومة التعليم في روسيا، حيث يُركز على صقل مهارات الطلبة الموهوبين، ويُقدّم منحًا تعليمية تغطي نحو 50 منطقة روسية.
ويحمل المركز اسم الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تكريمًا لدورها الريادي ومبادراتها العالمية في دعم التعليم، وهو ما أشار إليه الدكتور محمد أحمد الجابر، سفير دولة الإمارات لدى روسيا، معتبرًا أن إطلاق اسمها على المركز يُجسّد عمق العلاقات بين البلدين وحرص القيادة الإماراتية على تعزيز التعاون التعليمي مع موسكو.
كما أجرى الزعيمان بجولة داخل مرافق المركز، وتبادلا الأحاديث مع القائمين عليه من المعلمين والإداريين، واستمعا إلى طلاب تحدثوا باللغة العربية حول تجربتهم التعليمية الفريدة، التي تمنحهم نافذة حضارية واسعة على الثقافة العربية والإماراتية. وقد ازدانت جدران المدرسة بلوحات تحمل أقوالاً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وأخرى للرئيس بوتين حول التعليم وبناء المستقبل.
وتحمل مدرسة بريماكوف اسم رئيس الوزراء الروسي ووزير الخارجية السابق يفغيني بريماكوف، وتُعد واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية التي تهتم بتطوير المهارات الفكرية والإبداعية لدى الأطفال منذ سنواتهم الأولى. ويعكس التعاون بين هذه المدرسة ونظيرتها الروسية في أبوظبي – التي افتُتحت عام 2022 – مدى التبادل المعرفي المتصاعد بين البلدين.
ويُعد مركز الشيخة فاطمة للتعليم تجسيدًا ملموسًا لرؤية الإمارات في مد جسور التفاهم الثقافي والحضاري، كما يُمثل أحد ثمار الشراكة التي من المنتظر أن تتعزز أكثر خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى موسكو، بما يشمل توسيع أطر التعاون التعليمي والتقني والمعرفي بين البلدين الصديقين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز