الشيخة فاطمة: الإمارات ساعدت أطفال العالم على العيش بسلام
الطفولة في الإمارات تحظى باهتمام ورعاية كاملتين من القيادة الرشيدة بالدولة برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
تحتفل دولة الإمارات غداً الخميس بيوم الطفل الإماراتي، لتجديد الالتزام بحقوق جميع الأطفال الإماراتيين والمقيمين في الدولة، حيث تعتبر الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في مجال حماية ورعاية الطفولة، وكانت سباقة لجعل الأطفال في العالم يعيشون في أمان ورفاهية.
وكانت الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، قد وجهت بأن يكون الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي في 15 مارس من كل عام.
وقالت: "إن أطفال العالم لم يصلوا حتى الآن إلى المستوى اللائق بهم، فالكثير منهم يعيشون تحت خط الفقر، ويعانون مشكلات اقتصادية واجتماعية وصحية وأمنية، ويواجه الكثير منهم مصاعب كثيرة في الحياة، ولذلك قامت الدولة بجهود متعددة لمساعدة أطفال العالم على العيش بسلام، من خلال تقديم العون المادي والمعنوي لهم".
وتأكيداً لإعلان الشيخة فاطمة بنت مبارك، فقد اعتمد المجلس الوزاري للتنمية في اجتماعه، برئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس المجلس، يوم 15 مارس من كل عام للاحتفال بـ "يوم الطفل الإماراتي"، والذي يأتي بالتزامن مع اعتماد قانون وديمة للطفل في 15 مارس 2016 للتأكيد على رؤية الدولة، وحرصها على تنشئة أجيال المستقبل، وتذليل كل الصعوبات التي تحول دون تنشئتهم التنشئة السليمة التي تؤهلهم ليكونوا أفراداً صالحين وفعالين في المجتمع، وبما يتوافق مع رؤية الإمارات 2021 والوصول لمئويتها 2071.
وتحظى الطفولة في الإمارات باهتمام ورعاية كاملتين من القيادة الرشيدة بالدولة برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وهي من القيم التي أكدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه ، وأصبحت متوارثة ومتأصلة في المجتمع الإماراتي ليأتي يوم الطفل الإماراتي ويؤكد هذه القيم، والدور الذي يلعبه الطفل كمرتكز أساسي يجب أن نعتمد عليه لبناء مجتمع أفضل من أجل المستقبل.
وفي هذا التقرير، نستعرض أهم الخطوات والجهود التي بذلتها الدولة ومؤسساتها العامة والخاصة، وما اتخذته من قرارات لدعم الطفولة، وتأهيلها بصورة جيدة لتقود مسيرة التنمية في البلاد، ففي حملة تعد الأكبر في العالم تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من تقديم طعومات ضد شلل الأطفال لنحو 43 مليون طفل باكستاني.
وقد نفذ المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، برامج متقدمة لرعايته والاهتمام به لإعداده للمستقبل، ودعا المجلس الجهات الاتحادية والقطاع الخاص ومختلف فئات المجتمع إلى الاحتفاء بالطفولة في يوم 15 مارس المقبل، وتنسيق الجهود والمبادرات التي من شأنها أن تمنح جميع الأطفال بالدولة حقوقهم الكاملة في مجال السلامة والإنماء والحماية، والمشاركة في المجتمع، وبما يعزز من نشر ثقافة حقوق الطفل في الدولة.
وقالت الريم الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في الإمارات: إن المجلس يسعى بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" والاتحاد النسائي العام، وبالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة على الصعيد الاتحادي والمحلي والمجتمع المدني إلى إصدار قوانين تهدف إلى حشد التأييد لاتفاقية حقوق الطفل، وتوفير المعلومات والبيانات المتعلقة بالأطفال، إضافة إلى قضايا حماية الأطفال وتنمية الطفولة المبكرة وقضايا الشباب.
وقد توجت البرامج التي تنفذها الإمارات بشأن الطفولة بإطلاق الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة، والخطة الاستراتيجية لتعزيز حقوق وتنمية الأطفال أصحاب الهمم 2017 - 2021 اللتين اعتمدتهما الدولة.
ومن أبرز البرامج وورش العمل التي نفذها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة داخل الإمارات، برنامج «مكافحة التنمر» الذي حقق نجاحاً كبيراً، حيث تمت تغطية أكثر من 60 مدرسية حكومية وخاصة، واستهدف آلاف الطلبة، وكانت نتائجه مذهلة، حيث تم تخفيض نسبة التنمر بصورة كبيرة، فيما نظم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في شهر مايو حفلاً لتكريم المدارس المشاركة في مشروع الوقاية من التنمر.
وتبنى المجلس الأعلى للأمومة والطفولة برنامج الطفل الرقمي، وهو برنامج تجريبي يتماشى مع رؤية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد قائم على المعرفة يدعم الابتكار، فيما بدأ المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" والاتحاد النسائي العام العمل على مشروع منظومة بيانات ومعلومات موحدة خاصة بالطفولة على مستوى الدولة، وعقد المجلس طاولة مستديرة للمشروع في مايو 2017 ، حيث تم عرض استراتيجية منظمة اليونيسيف للبيانات والمعلومات، والتعرف على الممارسة الناجحة في هذا المجال لمكاتب اليونيسف في المغرب ومصر.
كما نفذ المجلس حملة بعنوان "كرسي طفلي"، استهدفت حث الأفراد والأسر ومؤسسات المجتمع على التبرع بكراسٍ للأطفال الذين يصطحبهم أولياء أمورهم في سياراتهم لقضاء حوائجهم، أو التنزه بهدف حمايتهم من حوادث السيارات، وجاءت هذه الحملة بمبادرة من الشيخة فاطمة بنت مبارك، فيما نفذ المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام برنامجاً تدريبياً استثنائياً بعنوان، «المبرمج الصغير»، ضمن مبادرات الحملة الوطنية "الطفل الرقمي" التي أطلقت عام 2016 وتستهدف الأطفال من سن 8 إلى 12 سنة بهدف تأهيلهم، وتمكينهم من توظيف التكنولوجيا بالممارسات اليومية.
ورصد المجلس الأعلى للأمومة والطفولة مائة فكرة ومبادرة اجتماعية هادفة اقترحتها مجموعة من الطلبة والأطفال اليافعين وأولياء أمورهم خلال جلسة عصف ذهني نظمها المجلس في مقره بأبوظبي في شهر رمضان الماضي.
كما أطلقت "أم الإمارات" جائزة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة، وذلك خلال فعاليات منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة الذي عُقد في أبوظبي في نوفمبر 2016، في خطوة رائدة تجسد عمق اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بفتح أبواب التميز والإبداع في مجال الأمومة والطفولة، وتكريم الشخصيات العالمية أصحاب الإنجازات المتميزة في خدمة قضايا وشؤون المرأة والطفل.
وقد تم إطلاق المشروع الوطني للحضانات، بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 19 لسنة 2006 بإنشاء دور الحضانة في المؤسسات الحكومية، حيث يعتبر هذا المشروع من أهم المبادرات التي تخدم الطفل، فيما أعلن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الشارقة إمارة صديقة للطفل، وأطلقت قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الرئيس المؤسس لـ"جمعية أصدقاء مرضى السرطان" سفيرة "الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال" "الصندوق الدولي لسرطان الأطفال" بهدف دعم الأطفال المصابين بالسرطان.
ومن المبادرات الإنسانية تجاه الطفولة، أنشأت الدولة "مركز زايد لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال" بلندن، وأصبح المركز الأول من نوعه في العالم المتخصص في أبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال بفضل منحة سخية قدمتها الشيخة فاطمة بنت مبارك، وقدرها 60 مليون جنيه استرليني في يوليو 2014.
وتولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة التي أطلقت عليها الدولة اسم «أصحاب الهمم»، نظراً لتقديرها العالي لهذه الفئة من المجتمع التي تسعى الى دمجها معه بكل الوسائل والطرق التي تؤدي بهم إلى ذلك، وقد أصدرت الدولة القوانين والقرارات التي تسهل الطريق أمام المؤسسات المعنية بهذه الفئة، وقدمت لها الدعم المادي والمعنوي إلى أن جاء إطلاق الخطة الاستراتيجية الوطنية لتعزيز حقوف الطفل، وأصحاب الهمم في شهر مارس من العام الماضي، والتي رعتها الشيخة فاطمة بنت مبارك.
فقد شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في المؤتمرات والاجتماعات الإقليمية والدولية الخاصة بالطفولة، ودعمت مبادرة الأمم المتحدة "كل امرأة وكل طفل" فيما أصبحت الإمارات ممثلة في المجموعة الاستشارية العليا لكل امرأة، وكل طفل التابعة للأمم المتحدة، وباتت الدولة نموذجاً عالمياً يحتذى به في تقديم كافة السبل الكفيلة لرعاية النساء والأطفال، مثل التعليم والحماية والرعاية الصحية للمساهمة في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة المنشودة ليكونوا قادة المستقبل.