شريف عرفة.. مخرج "الزعيم" ومكتشف النجوم
مهرجان القاهرة السينمائي يكرم شريف عرفة بمنحه جائزة فاتن حمامة التقديرية باعتباره مخرجا صاحب رؤية لم يقدم تنازلات طوال مسيرته الفنية
من نافذة واسعة يتأمل المخرج المصري شريف عرفة أحوال المارة في الشارع، تدفعه رغبة دفينة للتوحد مع أحلامهم وآلامهم، لينجح في النهاية بترجمة تلك المشاعر عبر مشاهد سينمائية تمر أمام أعين الجمهور في شريط ناطق ومتحرك.
خلال آخر 10 سنوات تغيرت أوضاع السينما المصرية، إذ بات النجم هو الذي يحكم ويسيطر، وتراجع دور المخرج كثيرا، لكن ما طرأ من تغييرات لم تنل من "مخرج الروائع" شريف عرفة أو تقترب من طريقة أدائه؛ لكونه مبدعا تسكنه جينات الفن، يتمتع بتاريخ يضم روائع خالدة، فضلا عن اسمه المؤثر بشباك التذاكر.
وفي دورته الـ41، قررت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي تكريم شريف عرفة ومنحه جائزة فاتن حمامة التقديرية، باعتباره مخرجا صاحب رؤية ولم يقدم تنازلات طوال مسيرته الفنية قد تخرجه من حسابات الجمهور.
ولد شريف عرفة في ٢٥ ديسمبر/كانون الأول 1960، ورث جينات الإبداع من والده المخرج سعد عرفة، فسار على خطاه، وتخرج في المعهد العالي للسينما ١٩٨٢، وبعد 5 سنوات خرجت أولى أعماله للنور بإخراجه فيلم "الأقزام قادمون" إنتاج ١٩٨٧ من تأليف ماهر عواد.
ورغم أنه راهن على تجربته السينمائية الثانية في فيلم "الدرجة الثالثة"، كونها مع النجمة المحبوبة سعاد حسني، فإن الحظ لم يحالفه وفشل في حصد إيرادات كبيرة، كما لم يحقق أي نجاح على مستوى النقاد.
عرفة لم يستسلم وبدأ يبحث عن مشروعاته فنية جديدة يحقق من خلالها المعادلة الصعبة، ليقدم محتوى جيدا ويحقق إيرادات كبيرة ترضي شركات الإنتاج، حتى واتته الفرصة مع "الزعيم" عادل إمام، ليقدما سويا عددا من الأعمال التي ظلت عالقة في أذهان الجمهور منها: "طيور الظلام"، "الإرهاب والكباب"، "المنسي" "النوم فى العسل".
في بداية الألفية الجديدة، اتجه المخرج المبدع إلى سينما الشباب ليكتشف العديد من الوجوه المميزة بفضل امتلاكه الرؤية الثاقبة، أمثال: محمد سعد، محمد هنيدي، أحمد حلمي، أحمد مكي، كريم عبدالعزيز، هيثم أحمد زكي، سلاف فواخرجي، منى زكي، نور وغيرهم.
لم يتوقف حلم شرف عرفة عند الإخراج فقط، إذ أنتج العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، منها فيلم"حليم" ومسلسلا "تامر وشوقية" و"لحظات حرجة"، الذي لاقى نجاحا كبيرا عند عرضه. كما أخرج العديد من الإعلانات التليفزيونية لمنتجات معروفة وكبيرة.
في ٢٠٠٧ قدم فيلم "الجزيرة" مع النجم أحمد السقا الذي حقق نجاحا جماهيريا ملحوظا، ورغم ذلك قرر عدم المشاركة في السباق السنوي للأعمال السينمائية، فأصبح يخرج عملا مميزا كل عامين أو 3 أعوام.
فبعد "الجزيرة" غاب عرفة حتى عام ٢٠٠٩ ليعود بفيلم "ولاد العم" ثم "إكس لارج" مع أحمد حلمي بعده بعامين، وفي 2015 قدم الجزء الثاني من فيلم "الجزيرة"، وتلاه "الكنز" في ٢٠١٧ وتبعه بجزء ثان العام الجاري، وأخيرا قدم فيلمه الحربي الأول "الممر" إنتاج 2019، الذي حقق نجاحا كبيرا.
ويعد تكريم شريف عرفة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لفتة طيبة، واعتراف بأنه مخرج أثرى الساحة الفنية بروائع ستظل خالدة في ذاكرة الفن العربي والجمهور المحب للأعمال التي تحترم عقله.