شريف شاكر.. فنان تنبأ بحياته من عناوين أغانيه (بروفايل)
خيم الحزن على الوسط الغنائي في مصر، عقب إعلان نبأ وفاة المطرب الشاب شريف شاكر، بعد صراع طويل مع المرض.
ورحل شريف شاكر عن عالمنا تاركًا عددا من الأعمال الغنائية، التي تبدو وكأنها تعبر عن حياته من أسمائها، فكانت البداية بـ"عمري ابتدى"، تلاها بـ"نقطة سودا"، وأخيرًا "سيرتك جميلة".
فمنذ نهاية 2018، بات الهم الأول لـ"شريف" هو محاربة مرض السرطان، بشكل أبعد اهتمامه بمسيرته الفنية وتعزيزها بمزيد من الأعمال.
مسيرة فنية قصيرة
أحب "شريف" الغناء منذ صغره، فبعد عودته إلى موطنه قادمًا من المملكة العربية السعودية، التي شهدت سنوات طفولته، وجد ضالته داخل دار الأوبرا المصرية، وتتلمذ على يدي المايسترو سليم سحاب، والمايسترو محمد عبدالستار.
وفي سنة 2015، طرح الفنان الراحل أولى أغانيه "عمري ابتدى"، بعدها بـ4 أعوام، طرح ثاني أعماله "نقطة سودا"، قبل أن تصدر عنه أغنية "سيرتك جميلة" عام 2022.
معاناة مع السرطان
ووقف السرطان كحجر عثرة في مسيرة "شريف" الفنية، ففي سبتمبر/ أيلول من عام 2018 اكتشف إصابته باللوكيميا، بحسب ما أعلن عنه في فبراير/ شباط 2019.
كتب "شريف" حينها منشورًا عبر "إنستغرام"، روى خلاله تفاصيل مرضه: "الله أكرمني بالاختيار الأصعب في العلاج، للأسف نتائج التوافق الجيني سلبية جميعها، وهذا يعني أنني لن أخضع لجراحة زراعة النخاع، التي من خلالها كان سيكون هناك احتمال بعدم عودة السرطان عقب التعافي منه".
أضاف: "الخيار الوحيد الذي أمامي هو إكمال العلاج الكيماوي لشهور، لحين انخفاض نسبة السرطان، بكل تأكيد الله يقدر لي الأحسن.. اللهم أعِنّي على مرضي وأتِم شفائي على خير".
وعانى المطرب الراحل الأمرّين خلال جلسات علاجه، راويًا في وقت لاحق: "لقد مِت ما يزيد على 10 مرات.. وأقصد هنا الموت بمعنى الموت، فدخلت لمدة 55 يومًا كبسولة وأنا أزرع النخاع، كل يوم فيها يختلف عن الآخر، بحيث تتنوع الأعراض الجانبية والتعب وهذا كله وأنا وحيد، فلا زيارة لي".
أردف: "من كان يرغب في الاطمئنان علي كان يشاهدني خلال شاشة متصلة بكاميرا مراقبة، وظللت محرومًا من الطعام لـ27 يومًا، اكتفيت خلالها بالمحاليل الطبية".
في 2022 تحسنت حالة "شريف" وعاد لحياته الطبيعية، التي تركزت ما بين الغناء والذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، إلى أن فاجأ متابعيه خلال العام الجاري بإصابته بجلطة في ساقه اليمنى، نتيجة معاناته من ورم خبيث، أخضعه من جديد للعلاج الكيماوي.
وظل "شريف" متمسكًا بآمال الشفاء رغم ثقل الرحلة العلاجية، التي عمل على توثيقها عبر صفحته بـ"فيسبوك".
الظهور الأخير لـ"شريف" كان قبل أسبوع من رحيله، وفيه شارك صورة له من داخل العناية المركزة عبر "إنستغرام"، أرفقها بتعليق: "طول ما شمس الدنيا طالعة بنورها جايبة أمل كبير.. 30 يوم عناية مركزة.. اللهم اشفني واشف كل مريض يتألم".