زيارة للعلا لا شك أنها ستظل عالقة بذاكرة شينزو آبي.
في مدينة العلا، وفي أحضان صحراء تترامى على رمال مستلقية وأخرى متوارية خلف جبال عاتية، اختار الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، أن يكون لقاؤه برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
جلسة ودية خالية من البروتوكولات الرسمية، متحررة من قيود المكان، احتضنتها خيمة بدوية بمدينة العلا التاريخية، ظهر خلالها الضيف الياباني والوفد المرافق له متشحين بـ"العباءة" الخليجية، في حالة انصهار استثنائية بين الحضارات.
بين عبق التاريخ المتدفق من زخارف الديكور التقليدي، وفي أرجاء عروس الجبال والآثار، العلا، وبعيدا عن ضوضاء المدن وضجيجها، تبادل شينزو آبي وولي العهد السعودي الحديث، فحولا عوالم الصحراء إلى علامات ناطقة بزخم المعنى وقلق الحاضر.
غادر رئيس الوزراء الياباني بعد رحلة أخذته في حالة من التأمل مع نجوم ليل العلا وهي تداعب جبالها وكأنهما في جلسة سمر هما أيضا مع الحالمين على الأرض، دون أن ينسى احتساء مذاق القهوة العربية على أنغام الفلكلور السعودي، في لوحة صنعت ملحمة امتزجت فيها خرائط جمال الصحراء بخصوصية المملكة، في زيارة لا شك أنها ستظل عالقة بذاكرة شينزو آبي.
سحر الصحراء والتراث السعودي لم يأسر شينزو آبي فقط، وإنما سبق وأن وقع في غرامه العديد من قادة الغرب، أبرزهم الرئيسان الأمريكيان دونالد ترامب وجورج بوش الابن، والفرنسي السابق فرانسوا أولاند، في لقطات تشهد على روعة التراث السعودي.