بالصور.. حطام "سفينة الموت" قرب موقع انفجار بيروت
صحيفة أمريكية نجحت في تحديد الموقع الدقيق لحطام السفينة روسوس التي نقلت شحنة الموت التي تسببت في انفجارات بيروت إلى المرفأ عام 2013
كشفت صحيفة أمريكية أن السفينة التي نقلت "شحنة الموت" التي تسببت في انفجار مرفأ بيروت، ظلت في موقعها سنوات قبل أن تغرق ويتوارى حطامها عن الأنظار قرب موقع الانفجار.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، الساعة 11:27 صباحًا، وصلت سفينة مثقوبة إلى ميناء بيروت، ولم تغادر قط، وستؤدي حمولتها المتفجرة إلى مأساة في المدينة بعد نحو 7 سنوات.
وأضافت أن السفينة "روسوس" كانت محملة بـ2750 طنًا من نترات الأمونيوم، التي يعتقد أنها فجرت معظم الميناء وألحقت أضرارًا بأجزاء كبيرة من المدينة عندما اشتعلت في مستودع في 4 أغسطس/آب الجاري.
وكان القبطان السابق للسفينة، بوريس بروكوشيف، قال لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه سمع من بحارة آخرين أن السفينة "روسوس" غرقت في عام 2015 أو 2016.
لكن تبين أن هذا الإطار الزمني غير صحيح، وباستخدام تحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع السفن، عادت وحدة التحقيقات المرئية في الصحيفة بالزمن للوراء لتتبع السفينة التي جلبت الشحنة الكارثية إلى بيروت.
ونجحت الوحدة في تحديد الموقع الدقيق للسفينة، حيث ظل حطامها مخفيا على مسافة قصيرة من موقع الانفجار في بيروت.
وتحدثت تقارير سابقة عن أن 2750 طناً من نترات الأمونيوم التي انفجرت، الثلاثاء، يقود تعقب مصدرها إلى السفينة "روسوس" التي رست في مرفأ بيروت في 23 سبتمبر/أيلول 2013 بعد أن واجهت صعوبات فنية.
وكانت السفينة، التي تبحر تحت علم مولدوفا، في طريقها من جورجيا إلى موزمبيق، وبمجرد وصولها إلى الميناء، خضعت لتفتيش فنيي مراقبة حالة الميناء الذين وجدوا عيوبا كبيرة ومنعوها من استئناف العمليات.
رحلة أخيرة
وأوضحت الصحيفة أن السفينة غادرت في رحلتها الأخيرة من باتومي في جورجيا، في سبتمبر/أيلول 2013، حيث كانت متجهة إلى موزمبيق، لكن القبطان تلقى أمرا بالتوقف غير المقرر في بيروت لتحميل شحنات إضافية.
وقال القبطان بروكوشيف إنهم كانوا بحاجة إلى جني أموال إضافية لدفع ثمن مرورهم عبر "قناة السويس"، وقال محامو دائني السفينة إنه كان من المفترض نقل الشحنة الإضافية إلى الأردن.
محتجزة
وفي بيروت، احتجزت سلطات الميناء السفينة التي صنعت منذ 27 عامًا بعد اكتشاف عدة عيوب فنية، وفقًا لتقرير بحري من عام 2014. أمر القبطان وبعض أفراد طاقمه بالبقاء على متنها.
وأظهرت صورة من عام 2014 قبطان السفينة مع بعض أكياس نترات الأمونيوم في الميناء. وتتطابق صور هذه الأكياس مع صور التقطت في وقت لاحق في المستودع الذي انفجر، ونشرها صحفي لبناني عبر حسابه على "تويتر" بعد الحادث.
وتظهر صور المستودع أيضًا اسم الشركة (Rustavi Azot L.L.C. of Georgia)، التي أدرجت أيضًا في مستندات الشحن الرحلة لعام 2013.
وأرسل جهاز إرسال السفينة موقعه الأخير في 7 أغسطس/آب 2014، وهو نفس الشهر الذي أطلق فيه سراح الطاقم.
مهجورة
تركت السفينة روسوس مهجورة، ونقلت السلطات اللبنانية شحنتها إلى مستودع في الميناء. وفي عام 2015، نقلت السفينة على ارتفاع 1000 قدم فوق الرصيف حيث بقيت لمدة 3 سنوات تقريبًا.
وتظهر صور الأقمار الصناعية سفينة تطابق أبعاد "روسوس"، مع وجود فتحات شحن مفتوحة، ما يشير إلى أنها فارغة.
ويمكن أيضًا رؤيتها في خلفية صورة نُشرت على "تويتر" في مارس/آذار 2016، ويمكن التعرف عليها بوضوح من خلال اللون المصفر لجسر السفينة.
بحاجة للإصلاح
كانت السفينة "روسوس" تسرب بشكل سيئ وبدأت في الغرق في فبراير/شباط 2018. وفي غضون أيام، غمرت المياه السفينة بالكامل.
حلل ستيفن وود، خبير صور الأقمار الصناعية في شركة تكنولوجيا الفضاء "ماكسار"، صورة من 18 فبراير/شباط 2018 للصحيفة، واستخدم تقنية التصوير متعددة الأطياف يمكنها اختراق المياه وكشف الأجسام المغمورة والمعالم بشكل أفضل، حيث تُظهر الصورة الناتجة السفينة بتفصيل كبير، على الرغم من كونها تحت الماء.
منسية
لم تعمل السلطات مطلقًا على إزالة حطام السفينة على الحافة الشمالية للميناء، حيث لا يبدو أنها كانت تعيق حركة السفن.
وظلت "روسوس" بعيدة عن الأنظار ونسيت حتى الآن، وكذلك كانت شحنتها المتفجرة المخزنة على بعد 1500 قدم فقط في مستودع.
وفي 4 أغسطس/آب، أشعل حريق شحنة نترات الأمونيوم، ما أسفر عن مقتل نحو 158 وإصابة الآلاف وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.
وفجر الحادث موجات من الغضب في الشارع اللبناني الذي يحمل النخبة السياسية المسؤولية الكاملة عن تردي الأوضاع في لبنان بمختلف القطاعات، تطورت إلى اشتباكات مع قوات الأمن أدت لسقوط ضحايا.
وأطلق على الحادث المروع، انفجار "هيروشيما بيروت"، نظرا لفداحته وشكل سحابة الفطر التي خلفها والدمار الذي لحق به، ما شبهه كثيرون بأنه يضاهي تفجير قنبلة نووية، ما دفع دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة التي هزت أرجاء العاصمة.