أسرار شحنة نترات نكبة بيروت.. اعترافات خطيرة لشركة متفجرات

طلبية نترات الأمونيوم كانت بغرض استخدام المادة في تصنيع المتفجرات لشركات التعدين في موزمبيق

ما زال حادث انفجار مرفأ بيروت يعج بالمفاجأت، إذ قال المشترون الأصليون لشحنة نترات الأمونيوم التي كانت موجودة بمرفأ بيروت إنه جرى شراؤها بغرض استخدامها في التعدين.

وأضافت شركة تصنيع المتفجرات الموزمبيقية "Fábrica de Explosivos Moçambique" لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أنهم هم في الأصل من تقدموا بطلبية شراء نترات الأمونيوم، التي تركت بمرفأ بيروت لنحو 7 أعوام.

وأشار متحدث باسم شركة "فيم/FEM" إلى أن طلبية نترات الأمونيوم كانت بغرض استخدام المادة في تصنيع المتفجرات لشركات التعدين في موزمبيق، متابعا "يمكننا تأكيد ذلك.. نعم، نحن من طلبناها".

وقال المصدر إن شحنة نترات الأمونيوم لم تصل موزمبيق أبدا، وبدلا من ذلك جرى الاحتفاظ بها داخل حاوية في مرفأ بيروت لأكثر من 6 أعوام قبل انفجارها في وقت سابق الثلاثاء.

وتسبب التفجير الكارثي للشحنة في دمار واسع النطاق بالعاصمة اللبنانية.

وأخبرت الشركة شبكة "سي إن إن" أن هذه كانت الشحنة الوحيدة للمادة الكيميائية التي طلبوها ولم تصل أبدا.

• 2750 طنا من الأمونيوم.. كيف وصلت "شحنة الموت" إلى لبنان؟
• الصحة اللبنانية: 60 مفقودا على الأقل في انفجار مرفأ بيروت

وتابع المتحدث: "هذا ليس أمرا شائعا.. بالتأكيد ليس شائعا، عادة عندما تتقدم بطلب لشراء أي شيء، ليس شائعا ألا تحصل على البضائع. إنها سفينة، لا تشبه شيئا واحدا ضاع في رسائل البريد الإلكتروني، إنها كمية ضخمة".

يعمل المتحدث مع الشركة منذ عام 2008، وقال إنه لم تكن هناك شحنات مماثلة من نترات الأمونيوم مفقودة منذ هذا الوقت.

ووافقت شبكة "سي إن إن" على عدم نشر اسم المتحدث بسبب حساسية موقف الموظف في ظل قصة دولية.

بدأت شحنة نترات الأمونيوم رحلتها في سبتمبر/أيلول عام 2013 من جورجيا، حيث يجري تصنيع المركب الكيميائي، ونقلت على متن السفينة الروسية "روسوس"، التي رست في بيروت، حيث تخزنت المادة لأكثر من 6 أعوام.

وعملت "فيم" مع شركة تجارية خارجية لتسهيل نقل المركب الكيميائي من جورجيا إلى موزمبيق، لكن بعد عدة شهور على خروج نترات الأمونيوم من هناك، قال المتحدث إن الشركة التجارية أخبرتهم إنها لن تصل.

وأوضح المتحدث: "أبلغتنا الشركة التجارية أن هناك مشكلة ما مع السفينة، ولن يتم تسليم الطلبية، لذا لم ندفع ثمنها أبدا، ولم نتسلمها مطلقا".

لكن اشترت "فيم" اشترت طلبية أخرى من نترات الأمونيوم بدلا من المفقودة، وجرى تسلم هذه الشحنة، وقال المتحدث إنهم خططوا لدفع "مبلغ ضخم" مقابل المادة الكيميائية في الطلبية الأولى لكن دون إتمام ذلك.

تفاصيل جديدة

وفي حين كانت الشركة على دراية بأن السفينة محتجزة في بيروت وصادرها المسؤولون اللبنانيون، أصر المتحدث "أن ذلك كان بالتأكيد خارج عن سيطرتهم".

وقال المتحدث إن زملاءه بالشركة "تفاجؤوا" جدا عند معرفة الفترة التي استمر فيها تخزين المادة الكيميائية بالميناء، إذ "إنها ليست مادة تود تخزينها بدون وجود استخدام لها، إنها مادة خطيرة جدا وتحتاج لنقلها وفقا لمعايير نقل صارمة للغاية".

وأضاف المصدر: "إنها مادة خطيرة، ومؤكسد قوي جدا، وتستخدم في تصنيع المتفجرات. لكنها ليست مثل البارود عندما تشعل عود ثقاب تنفجر على الفور مثل الألعاب النارية".

وكشف المتحدث أن الشركة الموزمبيقية علمت فقط بمشاركتها في القصة من التقارير الإخبارية، الأربعاء، عند الحديث عن وجهتها إلى موزمبيق.

وقال المتحدث "يوم الأربعاء، كانت هناك بعض الأخبار التي تقول إن الشحنة كانت متجهة في الأصل إلى موزمبيق، لذا.. عندما هذا الأمر، علمنا أنه على الأرجح تقصدنا".

وأضاف: "إنه بالتأكيد أمر جلل ومدمر للغاية أن نرى كل هذه الأحداث في بيروت، نتابع ذلك ببالغ الأسى، وللأسف نرى اسمنا متداولا على الرغم من أنه ليس لدينا أي دور فيه على الإطلاق".

تحدثت تقارير سابقة عن أن 2750 طناً من نترات الأمونيوم التي انفجرت، الثلاثاء، يقود تعقب مصدرها إلى السفينة "روسوس" (Rhosus)، التي رست في مرفأ بيروت في 23 سبتمبر/أيلول 2013 بعد أن واجهت صعوبات فنية.

وكانت السفينة، التي تبحر تحت علم مولدوفا، في طريقها من جورجيا إلى موزمبيق، وبمجرد وصولها إلى الميناء، خضعت لتفتيش فنيي مراقبة حالة الميناء الذين وجدوا عيوبا كبيرة ومنعوها من استئناف العمليات.

ورحلّت السلطات غالبية طاقم السفينة إلى بلادهم، لكن القبطان و3 من أفراد الطاقم أجبروا على البقاء على متنها، حيث استمر وضعهم في التدهور إثر فشل جميع محاولات الاتصال بمالك السفينة في الحصول على رد، لكن الأمر الأكثر تعقيدا كان لوائح الهجرة التي منعت الطاقم حتى من ركوب السفينة.

ومع عدم قدرة الطاقم على الصعود، وعدم وجود إمدادات أو مخصصات واردة، أصبح الوضع على متن "رودس" بسرعة قضية إنسانية فشلت حتى الجهود الدبلوماسية في حلها.