"فايننشال تايمز": صناعة الشحن تدفع فاتورة إرهاب إيران في "هرمز"
ملاك السفن يشتكون من ارتفاع تكاليف تأمين عبور مضيق هرمز بعد ارتفاع الأسعار 10 مرات خلال الأسابيع الماضية وسط دعوات بالتدخل العسكري.
حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، من أن قطاع الشحن البحري يدفع فاتورة التهديدات الإيرانية للملاحة في ظل ارتفاع تكاليف تأمين عبور مضيق "هرمز"، وذلك وسط دعوات بالتدخل العسكري لحماية السفن أو توفير "شرطة دولية" في البحار.
وقالت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني، الأحد: "إن صناعة الشحن العالمية منقسمة حول أفضل السبل لتأمين مضيق هرمز، حيث تستعد لوقوع اضطرابات تجارية محتملة في واحد من أهم الممرات المائية في العالم، بعد استيلاء إيران على ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا، الجمعة".
- بريطانيا تعتزم تجميد الأصول الإيرانية بعد احتجاز ناقلة النفط
- بريطانيا تحذر إيران بـ"عواقب وخيمة" بعد اختطاف ناقلتي نفط
ونوهت بأن ثلث النفط المنقول بحراً في العالم يمر عبر مضيق هرمز، وبالنسبة لملاك السفن والوسطاء ومجموعات الصناعة، كان الحادث الأخير مخالفة واضحة للوائح الدولية وحرية الملاحة التي تدعم التجارة العالمية.
وأشارت إلى أن المواجهة الأخيرة صعدت من حدة التوتر بين إيران والغرب، بعد أن احتجزت بريطانيا ناقلة نفط في وقت سابق من هذا الشهر للاشتباه في قيامها بتهريب النفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
والوقت الراهن يعاني ملاك السفن بالفعل من ارتفاع تكاليف تأمين عبور مضيق هرمز، حيث ارتفعت الأسعار من 8 إلى 10 مرات خلال الأسابيع الثمانية الماضية، وفقًا لجوناثان موس، رئيس قسم النقل البحري في شركة "دي دبليو إف" العالمية للمحاماة.
من جانبه، قال بوب سانجوينيتي، الرئيس التنفيذي لغرفة الشحن في المملكة المتحدة: "إن ناقلة المواد الكيميائية "ستينا إمبيرو" كانت تحمل علم المملكة المتحدة، ومالكها سويدي، وطاقمها متعدد الجنسيات، وأعمالها التجارية دولية"، لافتا إلى أن "هذه ليست قضية خاصة بالمملكة المتحدة".
ولفتت الصحيفة إلى أن البعض ينادي بالتدخل العسكري لحماية السفن التجارية، بينما يخشى آخرون من أن هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية، ما يؤدي إلى تدهور علاقة إيران المتوترة سلفا مع الغرب.
واعتبرت "فايننشال تايمز" أن تباين الآراء يعد مؤشرا على التحديات الذي تواجه الحكومات، وهي تتعامل مع كيفية حماية السفن التجارية دون أن ينظر إليها على أنها تتصرف بشكل استفزازي، فيما قال أحد مسؤولي الشحن: "إن هذه السفن أصبحت بيادق في خلاف دبلوماسي".
ودعا سانجوينيتي إلى تحالف عسكري دولي للسماح بالمرور الآمن للسفن التجارية، مضيفا: "إذا كانت مهمتها توفير الأمن والاستقرار، فسيكون ذلك شيئًا جيدًا".
بدوره، قال باسيل كاراتزاس من مؤسسة "كار تزاس" للاستشارات البحرية العاملة في مجال الوساطة والاستشارات المالية للسفن في نيويورك: "إن مالكي السفن أو المستأجرين الذين يستأجرون حراسا مسلحين بمفردهم لا يستطيعون حماية السفن من الجهات الحكومية".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى إنتربول (شرطة دولية) في البحار، هناك حاجة ملحة للأمن الدولي، لمضيق هرمز ونقاط الشحن الاستراتيجية الأخرى في جميع أنحاء العالم، كيف تحمي السفن التجارية من دولة ذات سيادة؟".
وتابع كاراتزاس: "نأمل أن يسود المنطق، لكن من غير المعقول أن يتصاعد هذا الوضع".
وفي السياق، حذر محللون ومسؤولون تنفيذيون في مجال الشحن من تباطؤ التجارة عبر المنطقة مع أي اضطراب حقيقي في إمدادات النفط، ما يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار الخام.
وأضاف "تعمل في الخليج 30 سفينة ترفع علم المملكة المتحدة، تمر 5 منها يوميا عبر مضيق هرمز".
وكانت ناقلات النفط التي ترفع علم المملكة المتحدة تأثرت بالفعل بالشكوك إزاء مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي "بريكست"، حيث قام بعض الملاك بنقل سفن تحمل أعلام المملكة المتحدة إلى بلدان أخرى.
وقال أحد سماسرة السفن: "إن المستأجرين يقومون بتقييم مخاطر استخدام سفينة تابعة للمملكة المتحدة بعناية أكبر"، مضيفا: "لماذا نقوم استئجار ناقلة بريطانية عندما يكون الأخرى أقل استهدافا؟".