الإمارات تحتضن أول معرض لـ"أندرو ستال" في الشرق الأوسط
هذا المعرض يعتبر الأول للفنان البريطاني أندرو ستال في منطقة الشرق الأوسط، ويقام تحت عنوان "أندرو ستال: من 1976 إلى اليوم".
يعد هذا المعرض الأول لستال في منطقة الشرق الأوسط، ويقام تحت عنوان "أندرو ستال: من 1976 إلى اليوم"، وهو من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، ويشتمل على مجموعة مختارة من لوحات ستال التصويرية التي يعود تاريخها إلى سبعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى منحوتات أنجزها في بيئتها الأصلية.
ومن خلال التركيز على اللوحات الفنية والمنحوتات والرسومات التصويرية واسعة النطاق، يقدم المعرض استقصاءً موسعاً للأعمال التي أنجزها هذا الفنان البريطاني المؤثر خلال حياته المهنية المتواصلة منذ خمسة عقود.
تتوزع الأعمال المعروضة على فصول تحدّد فترات زمنية مختلفة من عمله؛ ويقدّم كل فصل تطور ممارسته الفنية بدءاً من أيامه الأولى في لندن، وصولاً إلى منحوتة محددة الموقع كُلِّف بإنجازها من قبل مؤسسة الشارقة للفنون، وتعدّ مجموعة الأعمال المعروضة دليلاً على محورية أسفار ستال، وعيشه، وانشغاله بالتفاعل الثقافي والاجتماعي الذي يوجّه منجزه الإبداعي.
عاصر ستال في سبعينيات القرن الماضي، حين كان طالباً في مدرسة سليد للفنون الجميلة في لندن، حركتي التقليلية والفن النظامي اللتين كانتا سائدتين آنذاك، إلا أن اهتماماته انصبت على التفاصيل الرمزية والإمكانات الغنية للمواد وسبل توظيفها، واستمرت هذه المشاغل طيلة مسيرته الفنية، بالتوازي مع بحثه في نطاق الكتلة، وذلك من خلال أعمال أشبه بالنصب التذكارية الضخمة.
تجتمع في أعمال ستال في أواخر السبعينيات استكشافاته التصويرية، والتي تضيء على مدى أهمية إقامته حينها في روما، فقد كان مأخوذاً بجمال العاصمة الإيطالية، وساحاتها، وهندستها المعمارية، وواصل تجاربه مع انسيابية الألوان في سلسلة من ثمانية أعمال استلهمها من نوافير المدينة.
في الثمانينيات والتسعينيات، جرَّب ستال أساليب كلاسيكية حديثة وتعبيرية ومعاصرة، نجدها حاضرة في المعرض عبر سلسلة من الأعمال مثل: المناظر الطبيعية الرومانية (1981)، والمناظر الطبيعية الفسيفسائية (1981)، ونافورة التلفاز (1985)، والتي تكشف النقاب عن مقارباته للتكوين الإنساني وتقاليد الحداثة .
ينعكس تأثير رحلات وإقامات ستال من أواخر التسعينيات وحتى مطلع الألفية الجديدة في الكثير من الأعمال المنتجة خلال تلك الفترة، وهو الذي تبنى في أواخر التسعينيات، بناءً على خبرته في إسبانيا وتأثره بأعمال فرانشيسكو غويا، ذوقاً فنياً داكناً، كما في لوحات مثل "رائد الفضاء" 1998.
بدأ ستال بعدئذٍ بمعاينة فن "النيو كلاسيك" والفن التعبيري، في تتبع لاستلهامه مواقع جغرافية كثيرة زارها مثل تايلاند والصين وسريلانكا وأستراليا وإيطاليا، إضافة لتأثره بتماثيل بوذا العملاقة في تايلاند وكمبوديا وميانمار، محدثاً تغييرات على الكتلة، ومنتقلاً من التفاصيل إلى اللوحات كبيرة الحجم، كما هو واضح في عمله "قبلة" 1992.
كما أصبحت المناظر الطبيعية والملابس التقليدية في اليابان محور أسلوب ستال في الفترة الممتدة بين عامي 2000 و2014، إذ يمكن تبيان ذلك عبر التفاصيل الموجودة في المناظر الطبيعية اليابانية في أعماله التصويرية "أزهار الكرز الدامية 1" 2012.
أما الصين، فهي مصدر إلهام مهم لموضوعاته واستخداماته للمواد والتقنيات كما في "مطر الشمس السوداء الساخن" 2014، حيث تستكشف هذه اللوحة التي يبلغ طولها 18 متراً والتي تمّ تنفيذها باستخدام حبر على ورق كما هي المخطوطات الصينية، تدفق الأفكار والخيال والزمن عندما تبدأ التفاصيل الصغيرة والعناصر الرمزية بالانكشاف على طول اللوحة.
تشمل ممارسة ستال الحديثة أعمالاً مستوحاة من تاريخ عائلته وأصله البولندي، حيث تركز منحوتاته الأخيرة على الأشياء التي يتم العثور عليها، وتلك التي يعمد إلى شرائها أيضاً كما في "بيت البطاقات" 2015، حيث يستخدم أغراضاً تعود لأمه في صنع تمثال تذكاري.