بالصور.. صندل "عمران" من شوارع بيشاور إلى أرصفة الشانزلزيه

الصنادل الباكستانية عادة ما تكون مجردة من أي زينة مع شرائط جلدية تغطي القدم ونعل مطاطي بكعب صغير، ومنذ أجيال ينتعلها الباشتون
من شوارع بيشاور المغبرّة إلى أرصفة الشانزلزيه، استوحى مصمم الأحذية الفرنسي كريستيان لوبوتان، المعروف بنعاله الحمراء، أحد آخر تصاميمه من صنادل باكستانية، مثيرا انتقادات في باكستان.
وعرض الصندل "عمران" عبر حساب أنستقرام التابع للدار الشهيرة في مارس/آذار، وهو مستوحى من صندل شابال في بيشاور، وهو بجانب معدني اللون والآخر يميل إلى البرتقالي، ومزين بقطع معدنية صغيرة.
والصنادل الباكستانية عادة ما تكون مجردة من أي زينة مع شرائط جلدية تغطي القدم ونعل مطاطي بكعب صغير، ومنذ أجيال ينتعلها الباشتون الموجودون خصوصا في شمال غرب باكستان، الذي تشكل بيشاور عاصمته.
استحواذ ثقافي
في باكستان، رحب البعض ببدايات "عمران"، إلا أن كثرا سخروا من فكرة دفع مئات اليوروهات لشراء صنادل شعبية.
بينما طالت اتهامات كثيرة المنتج عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدعوى "استحواذ ثقافي"، وهو أمر يتكرر في أوساط الموضة، ما دفع كريستيان لوبوتان لسحب صورة الصندل "عمران" من حسابه عبر أنستقرام، موضحا أن تصميمه "يعبر فقط عن حبه لثقافات متنوعة"، معربا عن أسفه لكون بعض الأشخاص شعروا بـ"الإهانة".
وأضاف: "تصاميمي غالبا ما تحتفي بالعمل الحرفي والتقاليد أو ثقافات مختلفة، العالم وتنوعه لطالما كان في صلب عملي".
وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها صندل شابال الجدل، ففي 2014 طرح المصمم البريطاني بول سميث، صندلا شبيها جدا بشابال بيشاور من دون ذكره حتى، وسجلت اعتراضات كثيرة في باكستان على ذلك.
في المقابل، يرى المصمم الباكستاني كاميار روكني، أن الاتهامات الموجهة إلى لوبوتان لا أساس لها، موضحا: "عندما نزور مناطق مختلفة من العالم نستوحي منها، وهذا ينعكس على تصميمنا، والأمر ليس سيئا"، وكان لوبوتان زار باكستان في أبريل/نيسان 2017.
و"عمران" هو ثاني تصميم للوبوتان مستوحى من باكستان بعد صنادل "لاهور فلاتس" من دون كعب، الموجهة إلى النساء التي توثق عند مستوى قصبة الساق بشريط حرير.
استغراب في بيشاور
في بيشاور، استقبلت صنادل "عمران" باستغراب وفخر وبعض الحيرة، وقال غسان خان، وهو من محبي الشابال ويملك 20 زوجا منها: "أمر جيد أن يتعلق الناس بالشابال".
وهو يقترح أن يذهب جزء من أرباح لوبوتان إلى صانعي هذه الأحذية المحليين.
وشدد عبدالرحمن على أن هذه الصنادل "تدوم وهي مريحة"، مؤكدا أنه لم ينتعل إلا الشابال "طوال حياته"، وهي صنادل مفتوحة ما يساعد على تحمل درجات الحرارة العالية في بيشاور.
وينتعل الشابال العمال الفقراء كما النخبة السياسية في البلاد، ورئيس الوزراء الحالي عمران خان وهو باشتون ونجم الكريكت السابق يحبذ هذه الصنادل.
إلا أن تسمية "عمران" التي اعتمدها لوبوتان لا علاقة لها ببطل الكريكت السابق، بل أتت تيمنا بالفنان الباكستاني عمران قريشي صديق لوبوتان.
تجدد
وكان الشابال بدأ يسجل تراجعا على ما يفيد العاملون في صناعته، إذ إن الشباب راحوا يفضلون تصاميم حديثة أكثر، إلا أن انتعال عمران خان لهذه الصنادل خلال تظاهرات ضخمة للمعارضة في 2014 أنعش مبيعاتها.
وانتخب عمران خان العام الماضي رئيسا للوزراء.
وفي حين تبقى شعبية الشابال قوية في بيشاور، لا يبدو أن محبي هذه الصنادل مقتنعون بتصميم لوبوتان.
وقال رياض الدين بعدما شاهد صورة "عمران" على الهاتف "لن أنتعل هذا الحذاء، فهو موجه إلى النساء".