شروق الأشقر.. قصة باحثة مصرية قهرت «صعاب الحفريات» بالشغف
قادها الشغف نحو اقتحام أحد أصعب المجالات العلمية، فرغم ما يتضمنه العمل فيه من مشقة، إلا أنها كسرت المألوف باجتهادها فيه.
وأثبتت الباحثة المصرية شروق الأشقر على مدار السنوات الماضية، جدارتها بالعمل في مجال الحفريات، وإثبات عدم وجود فوارق بين الرجل والمرأة في المجالات العلمية، حتى باتت باحثة بمركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، وعضو فريق "سلام-لاب" في مصر.
وتعتبر السيرة العلمية للباحثة شروق الأشقر حافلة بالإنجازات، باحتوائها على عدد من الاكتشافات المثيرة، بخلاف تكريمها من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال العام الماضي.
عن رحلتها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، 8 مارس/آذار، تقول "الأشقر"، لـ"العين الإخبارية"، إنها أحبت علم الحفريات خلال دراستها الجامعية، حينها شعرت بدهشة نحو الكائنات الحية التي سبقت البشرية في الإقامة على سطح الأرض.
ومع انغماس "الأشقر" في مجال الحفريات، سعت إلى تبسيط هذا العلم للعامّة، ومن ثم دشنت بودكاست معروفا باسم "حفرولوجي" سنة 2020، وهي أول منصة إلكترونية تعرّف متابعيها بهذا العلم، الذي ينتهي بمعرفة شكل الحياة الأولى على الكوكب بحسب قولها.
سعت الباحثة المصرية خلال هذه المنصة إلى تقديم تسلسل زمني لشكل الحياة منذ تكوّن كوكب الأرض، مرورا بظهور أولى الكائنات عليه، وكذلك المخلوقات التي عاشت عليه، لحين ظهور الإنسان.
كما هدفت "الأشقر" إلى إنهاء أساطير ليس لها أي سند علمي، ويتعامل معها العامّة على أنها حقيقة، منها "التنين الصيني الذي يُخرج نارا من فمه": "هذا الكائن يتواجد بكثرة في الأعمال السينمائية".
ومن بين المفاهيم المغلوطة التي عملت "الأشقر" على تصحيحها، هو "أننا كبشر نعيش وحدنا على الكوكب": "هناك مخلوقات سبقتنا من مليارات السنوات، منها من عاشت لسنوات أكثر منا، كما هو حال الديناصورات، التي قضت 160 مليون سنة تقريبا، مع العلم أن الإنسان عمره على الأرض ثُلث مليون عام فقط".
بالوصول إلى عام 2021، أنجزت "الأشقر" بحثا استقبلته الأوساط العلمية بحفاوة واسعة، حينما وثقت نوعا وجنسا جديدا من القوارض، سبق لها العيش في محافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة، قبل 34 مليون سنة.
وعن تكريمها من الرئيس المصري في مارس آذار من العام الماضي، خلال فعاليات حفل يوم المرأة المصرية، قالت: "كانت لفتة جميلة، وقتها شعرت بحماس وسعادة شديدين، كيف لا والعلوم ممثلة في محفل وطني".
ما بلغته الباحثة المصرية، جاء بعد كد وجهد كبير بذلته السنوات الماضية، دون أن تلقي بالا لفكرة الجندر: "نوع الجنس لم يكن حاسما في الأمر، الفكرة كانت في الشغف وحب المغامرة".
أكدت "الأشقر" أن شغفها بالعلم دفعها إلى تحمل ظروف حياة قاسية تعيشها خلال رحلاتها البحثية، منها ظروف جوية متطرفة كالعواصف الرملية في قلب الصحراء، وكذلك قلة المياه، يُضاف عليه الإرهاق البدني، لكن نتاج ما تتوصل إليه مع زملائها يهوّن ما واجهته من صعوبات بحسب كلماتها.
aXA6IDMuMTM1LjIwNC40MyA= جزيرة ام اند امز