رسوم ترامب تشعل أسعار الجمبري.. المطاعم بين نار التكلفة ومخاوف الإفلاس

تشهد الولايات المتحدة ارتفاعا حادا في أسعار الجمبري، بعد فرض رسوم جمركية على الهند، أكبر مورد لها، لتصبح هذه المأكولات البحرية من أوائل السلع الغذائية المتأثرة بسياسات دونالد ترامب التجارية.
وحذرت شركة أفانتي فيدز، المستوردة للجمبري الهندي، الشهر الماضي من أن أسعار هذا النوع من المأكولات البحرية، الأكثر انتشارا في أمريكا، "ترتفع بشكل حاد وليس تدريجيا".
وتخضع الواردات القادمة من الإكوادور، وهي مصدر رئيسي آخر، لرسوم جمركية يبلغ متوسطها 21.9%.
وارتفع متوسط سعر الجملة للرطل الواحد من الجمبري الأبيض المقشر والمنظف من الذيل إلى 6.25 دولار، بزيادة نسبتها 21% منذ أبريل/نيسان.
وكان ترامب قد فرض في الصيف الماضي رسوما جمركية بنسبة 25% على الواردات من الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي، قبل أن يرفع النسبة إلى 50% في أغسطس/آب.
وتحاول المطاعم الأمريكية، التي استفادت في السنوات الأخيرة من إقبال الزبائن على أطباق الجمبري، التكيّف مع الوضع الجديد، خاصة مع تزايد مخاوف المستهلكين من تباطؤ الاقتصاد، وتفضيلهم تناول الوجبات في المنازل.
وفي الشهر الماضي، عدلت سلسلة مطاعم ريد لوبستر عرضها الترويجي الشهير "الجمبري اللانهائي" ليصبح "جمبري بلا إنفاق"، وهو طبق بسعر 15.99 دولار يضم ثلاثة أنواع مختلفة من الجمبري.
وقد أدى العرض السابق، الذي أتاح للزبائن اختيار طبقين رئيسيين مقابل 20 دولارا، إلى خسائر بلغت 11 مليون دولار في الربع الثالث من عام 2023، وانتهى الأمر بإعلان إفلاس الشركة.
وقالت دامولا أداموليكن، الرئيسة التنفيذية لـ"ريد لوبستر"، إن العرض الجديد "أكثر ذكاء واستدامة، ولا يزال يقدم قيمة حقيقية ونكهات لذيذة يتوقعها ضيوفنا".
وازداد طلب الأمريكيين على الجمبري في الأعوام الأخيرة، في ظل تحول واسع نحو أنظمة غذائية غنية بالبروتين، مما زاد أيضًا من استهلاك لحوم البقر والدجاج.
ويتميز الجمبري بأنه يحتوي على كمية مماثلة من البروتين لكن بسعرات حرارية أقل.
ورغم أن المطاعم ومحلات البقالة تمكنت في البداية من امتصاص أثر ارتفاع الأسعار عبر تخزين كميات من الجمبري المجمد قبل تطبيق الرسوم، فإن تلك المخزونات بدأت بالنفاد، وفقا لغاري موريسون، رئيس قسم الاستراتيجية في وكالة "أندركرنت نيوز" المتخصصة بتقارير أسعار السلع البحرية.
أما آندي دايموند، رئيس سلسلة مطاعم أنغري كراب شاك التي تضم 24 فرعا، فقد أوضح أن شركته اشترت كميات إضافية من الجمبري وخزنتها لأشهر قبل تطبيق الرسوم الجمركية، لكنها الآن تدرس خفض تكاليف العمالة وتغيير الموردين ورفع أسعار القائمة.
وقال دايموند: "حاولنا تأجيل هذا القرار قدر الإمكان، لكن الواقع أن الأسعار في ارتفاع مستمر، وآخر ما نريده هو أن نفقد الزبائن الباحثين عن القيمة".
في المقابل، رحب صيادو الجمبري في لويزيانا وفلوريدا بالرسوم الجمركية، معتبرين أنها بمثابة شريان حياة لقطاعهم الذي تضرر بشدة من الواردات منخفضة الأسعار.
لكن هذه الرسوم لا تعوّض النقص الكبير، إذ إن 90% من الجمبري الأمريكي يُستزرع في الخارج، وفقًا للمعهد الوطني لمصايد الأسماك.
وحذّر جافين جيبونز، كبير مسؤولي الاستراتيجية في الرابطة التجارية نفسها، من أن المستهلكين لن يتمتعوا بالصفقات منخفضة الأسعار طويلاً، لأن المطاعم والمتاجر بدأت تتكيف مع نظام التجارة الجديد.
وقال فيليكس لين، الرئيس التنفيذي لمجموعة HF Foods Group لتوريد المطاعم، إنه نصح عملاءه بتعديل قوائمهم قائلًا: "عليكم إعادة التفكير في مكونات الأطباق أو رفع الأسعار بشكل انتقائي".
وأضاف أن موردي المواد الغذائية تحمّلوا بالفعل ما بين 70% و80% من التكاليف الإضافية الناتجة عن الرسوم الجمركية.
وبحسب بيانات شركة سيركانا لأبحاث السوق، فقد تراجعت حصص الجمبري في المطاعم بنسبة 7% خلال الاثني عشر شهرًا المنتهية في أغسطس/آب، نتيجة الارتفاع الكبير في الأسعار.