أزمة "إخوان" تونس تتعمق.. إلغاء اجتماع دوري لأول مرة
أكدت مصادر أن شورى حركة النهضة الإخوانية ألغى اجتماعه الذي كان مقررًا، الأحد، وهي سابقة في تاريخ الحزب الإخواني في تونس.
ويعتبر مجلس الشورى داخل حركة النهضة، أكبر هيكل يضم ممثلين للحزب في المحافظات الداخلية ويترأسه عبد الكريم الهاروني، وهو أكثر المقربين من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.
وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية" إن إلغاء الاجتماع الداخلي للشورى جاء على خلفية انسحاب 70عضوا من مجموع 140، وذلك في حركة احتجاجية ضد تشبث الغنوشي بمواصلة رئاسة حركة النهضة بعد سنة 2020.
وتعيش حركة النهضة الإخوانية في تونس على وقع تصدع كبير وانقسامات واسعة في هياكلها الداخلية أفرزت في الآونة الأخيرة استقالات من الحجم الثقيل.
فبعد استقالة الرجل الثاني في الحركة عبد الحميد الجلاصى، اتسعت قافلة المغادرين إلى أكثر من 15 قيادة محلية وشبابية، وانسحاب عبد الفتاح مورو من الحياة السياسية، واستقالة لطفي زيتون من الحزب، وهو الذي لقب سابقا بالعقل المدبر السابق للغنوشي.
وآخر الاستقالات، التي تم إعلانها، كتبت البرلمانية السابقة عن الإخوان جوهرة التيس على صفحتها الرسمية في الفيسبوك : "لم تعد تسعني حركة مؤسساتها معطلة...القرار فيها متمركز في يد فرد واحد...والولاء لشخصه فيها هو المعيار الأول والأخير للتدرج التنظيمي...لم تعد تسعني حركة لا أهمية للقانون فيها وللتعاقد وللعهود...مرجعيتها عنوانها الإسلام ولكن حقيقتها سائلة لزجة لا صوت يعلو فيها على صوت المصلحة الشخصية لفرد واحد ومجموعة مقربة".
ويواجه الغنوشي معارضة واسعة داخل حزبه، تتهمه بالفساد المالي وبالدكتاتورية في اتخاذ القرارات وتقريب عائلته من مواقع القرار والنفوذ المالي والسياسي.
ومازلت ثروة الغنوشي حتى اليوم محل انتقاد من جهات واسعة في تونس ،والتي قدرت بأكثر من مليون دولار حسب العديد من التقارير والمصادر المقربة لحركة النهضة.
وفي هذا الإطار، كشفت محكمة المحاسبات في تونس عن جرائم انتخابية ارتكبتها حركة النهضة خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2019، وخلال استعانتها بتمويلات خارجية وشركات دعاية سياسية لترويج صورتها.