اليوم الدولي للغات الإشارة 2025.. «لا حقوق إنسان بلا حقوق لغات الإشارة»

يحيي العالم اليوم الدولي للغات الإشارة 2025 بشعار يحمل دعوة واضحة للاعتراف بهذه اللغات كجزء أصيل من الحقوق الأساسية لكل إنسان.
في تأكيدٍ على أن التواصل لا ينبغي أن يكون امتيازًا، بل حقًا لا يتجزأ من حقوق الإنسان، يحتفل العالم في 23 أيلول/سبتمبر 2025 باليوم الدولي للغات الإشارة تحت شعار: «لا حقوق إنسان بلا حقوق لغات الإشارة». وهو الشعار الذي يعيد التأكيد على أهمية تمكين ملايين الصم حول العالم من ممارسة حياتهم بكامل حقوقهم عبر لغاتهم الخاصة.
سبب الاحتفال باليوم العالمي للغات الإشارة
تعود بداية اعتماد هذا اليوم إلى قرار أصدرته الأمم المتحدة عام 2017، ليُخصص 23 أيلول/سبتمبر من كل عام لتسليط الضوء على لغات الإشارة، تزامنًا مع ذكرى تأسيس الاتحاد العالمي للصم (WFD) عام 1951، الذي يمثل مصالح ما يزيد على 70 مليون شخص أصم حول العالم.
وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 300 لغة إشارة معترف بها، تختلف في قواعدها وبُناها الثقافية، مما يعكس التنوع الكبير في طرق التواصل بين المجتمعات الصماء حول العالم. ويُعد الاعتراف بهذه اللغات شرطًا أساسيًا لتحقيق المساواة وضمان حصول الصم على التعليم، والرعاية الصحية، والعمل، والعدالة على قدم المساواة مع غيرهم.
شعار 2025: لا حقوق إنسان بلا حقوق لغات الإشارة
شعار هذا العام يضع النقاش في إطار الحقوق لا الاحتياجات، ويشدد على أن لغات الإشارة ليست مجرد وسيلة تكميلية، بل تمثل حقًا أصيلًا يضمن مشاركة الصم في مختلف مناحي الحياة.
في غياب الاعتراف والدعم الكافيين، يواجه الصم حواجز تعيق حصولهم على فرص متكافئة في التعليم، والخدمات الصحية، والعمل، والمشاركة المدنية.
أهداف اليوم الدولي للغات الإشارة 2025
يركّز اليوم الدولي للغات الإشارة لعام 2025 على عدد من الأهداف، من أبرزها:
- رفع الوعي: حث المجتمعات على احترام التنوع اللغوي والاعتراف بلغات الإشارة كجزء من ثقافتها.
- تعزيز الوصول: الدعوة إلى توفير مترجمين متخصصين وموارد داعمة في المؤسسات التعليمية، والمرافق الصحية، والهيئات القضائية، وبيئات العمل.
- حماية الحقوق: الدفع نحو إدماج لغات الإشارة في التشريعات الوطنية والسياسات العامة.
- الاحتفاء بالتنوع: التأكيد على أن لغات الإشارة تُعد عنصرًا جوهريًا في هوية الأفراد وانتمائهم الثقافي.
حقائق أساسية عن لغات الإشارة
يعتمد ما يزيد على 70 مليون شخص أصم حول العالم على لغات الإشارة وسيلةً أساسية للتواصل. توجد أكثر من 300 لغة إشارة، لكل واحدة منها قواعدها وبُناها الثقافية الخاصة. لا تزال حوالي 70 دولة فقط تعترف رسميًا بلغاتها الوطنية من لغات الإشارة ضمن أطرها القانونية. ينشط الاتحاد العالمي للصم منذ عام 1951 دفاعًا عن حقوق مستخدمي لغات الإشارة على المستوى العالمي.
في عام 2017، تم اعتماد يوم 23 أيلول/سبتمبر رسميًا كيوم دولي للاحتفاء بلغات الإشارة. من أكثر لغات الإشارة شيوعًا: اللغة الأمريكية (ASL) واللغة البريطانية (BSL)، رغم اختلافهما التام في البنية. تُظهر الدراسات أن تعلم لغات الإشارة يُسهم في تطور القدرات المعرفية والاندماج الاجتماعي للأطفال الصم.
تحقيق العدالة في فرص التعليم والعمل والرعاية يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالاعتراف الكامل بهذه اللغات. تسهّل التقنيات الحديثة، كأدوات الترجمة الفورية والذكاء الاصطناعي، عملية التواصل، لكنها لا تُغني عن القيمة الثقافية واللغوية التي تحملها لغات الإشارة. لا توجد لغة إشارة عالمية موحدة، بل تتعدد اللغات بحسب الدولة أو المنطقة، ما يعكس التنوع الثقافي داخل مجتمعات الصم.
دلالات مناسبة 2025
يشكل اليوم الدولي للغات الإشارة هذا العام مناسبة للتأكيد على أن حرمان الإنسان من وسيلة تواصله الأساسية هو مساس بحقوقه الجوهرية. ومن هنا، يبرز الشعار بوصفه دعوة صريحة للحكومات، والمؤسسات التعليمية، والصحية، والعدلية إلى زيادة الاعتراف الرسمي بلغات الإشارة، والعمل على توسيع نطاق استخدامها، وتوفير الموارد اللازمة لمجتمع الصم.
وإذ تتواصل الجهود نحو بناء مجتمعات أكثر شمولًا وإنصافًا، يبقى تعزيز لغات الإشارة خطوة مركزية في ضمان الكرامة الإنسانية للجميع، بلا استثناء.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg جزيرة ام اند امز