صلاح رامي.. شاب يمني يبتكر نظاما عربيا لـ"الصم والبكم"
أن تكون جزءًا من المجتمع المحيط بك، فهذا يعني أن تتحمل مسؤولية كونك فردًا من أفراده، وهذا ما جسده الشاب اليمني، صلاح الرامي.
الرامي الذي ينحدر من أبناء محافظة أبين (جنوب اليمن)، هو مهندس متخصص في الذكاء الاصطناعي، سخر إمكانيات تخصصه وابتكاراته في اختراع جهاز هو الأول من نوعه لخدمة فئة الصم والبكم من ذوي الهمم، استشعارًا بواجباته نحو هذه الفئة.
"العين الإخبارية" التقت الشاب اليمني المهندس صلاح الرامي، الذي تحدث عن طبيعة اختراعه وتفاصيله، وكيف يمكن أن يشكل ”انقلابًا” في عملية التخاطب مع فئة الصم والبكم.
تقنية التعلم العميق
يقول صلاح الرامي إن ما قام به عبارة عن مشروع متكامل يستطيع ترجمة لغة الإشارة إلى كلام، بالإضافة إلى تحويل هذا الكلام إلى نص باللغة العربية بشكل كامل، كما يقوم بالعملية ذاتها بشكل معاكس، ويعتبر الأول من نوعه، ويعمل بتقنية "التعلم العميق" أو (الذكاء الاصطناعي).
وأشار إلى أن هدف المشروع يكمن في "تقليص الفجوة بين الناس الطبيعيين وذوي الهمم من فئة الصم والبكم"، كما يتعرف على حركة الشخص الذي يقوم بعملية لغة الإشارة بشكل كامل.
وواصل: "وذلك يتم من خلال التعرف على سلسلة من (الفريمات) بدءًا من أول حركة للشخص المتحدث بلغة الإشارة إلى أن ينتهي، ثم يعطي ترجمةً للحركة بنصٍ عربي، كون الجهاز يتعامل مع اللغة العربية بشكل كامل، أي أنه يتعرف على الكلام العربي المنطوق أو المكتوب ويحوله للغة الإشارة والعكس".
الشاب اليمني أكد أن اختراعه قائم على التعامل مع لغة الإشارة العربية اليمنية، وهنا قد يخفى على البعض أن لغة الإشارة تختلف في جزئيات وكلمات معينة باختلاف البلد أو المجتمع، على حد تعبيره.
تفاصيل الابتكار
يتحدث الرامي عن تفاصيل اختراعه، ويلفت إلى أنه تم بناء الـ"داتا سيت" أو حزمة البيانات الخاصة عبر نموذج صنعه بشكل ذاتي، ولم يحصل عليه بشكل جاهز، ولاقى مساعدةً من بعض الشخصيات، خاصةً أن الأمر كانت "متعبًا للغاية"، على حد وصفه.
وأوضح بعضًا من الجوانب الهندسية المتعلقة بالابتكار الذي أتى -بحسب تعبيره- لسد العيوب الموجودة في كل المشاريع التي تحمل نفس الاسم، التي لا ترتقي فعليًا إلى مستوى الكمال، ويعتريها نقص وعيوب، بحسب قوله.
ويتابع الرامي: "أنا مُطلع على كل التجارب السابقة المماثلة للمشروع، وابتكاري حاصل على أعلى درجة ممكنة، وهو مشروع بحثي وعملي ويعد منافسًا وبقوة لمشاريع الماجستير بشهادة لجنة المناقشة الأكاديمية".
وأضاف أن ابتكاره مستمر بالتطور والتحسين، من خلال زيادة عدد الكلمات والحركات وذلك يتطلب جهدًا جسديًا لأداء الحركات، وأجهزة إلكترونية تتحمل معالجة الكم الهائل من البيانات بهدفٍ يؤدي إلى إيجاد نموذج نهائي بدقة عالية.
دعوة للاهتمام
الرامي تحدث عن صعوبات مالية وشح في الإمكانيات في إنجاز اختراعاته، وهذا الابتكار تحديدًا، داعيًا الحكومة اليمنية أو فاعلي الخير إلى الاهتمام بالجانب التعليمي ودعم المشاريع والاختراعات وتبني الموهوبين.
وقارن الشاب اليمني بين دعم المبتكرين والمخترعين والاهتمام بالجانب الرياضي، وأشار إلى أن هناك فجوة بين الجانبين تصب في مصلحة لاعبي كرة القدم الذين يتلقون دعمًا بالملايين، بينما يفتقر المخترعون للدعم والرعاية.
وقال: "أنا طالب لا أملك جهاز لاب توب يجعلني أستكمل مسيرتي التعليمية والإبداعية، وغيري كثر في اليمن يحتاجون إلى الدعم، لا أطالب بالعدل، فالعدل ينصف العلم على الرياضة، ولكني أطلب بالمساواة.
وفي ختام تصريحه لـ”العين الإخبارية” شكر الرامي كل شخص تحدث عن مشروعه ودعمه ونشر عنه، أو أعجب به، كون هذه الأشياء من الأمور الداعمة لمشروعه ولشخصه.