أزياء اليمنيات.. انتفاضة "الهوية" تكسر "تطرف" الحوثي (صور)
بالستار الصنعاني والزي الصبري والتهامي وحتى الدرع العدني، تتصدى اليمنيات لقيود الحوثي على لباسهن بحملة "الهوية اليمنية" الناعمة.
وأغرقت الناشطات اليمنيات مواقع التواصل الاجتماعي بصورهن وهن يرتدين الأزياء التقليدية المتوارثة المزركشة بالألوان الزاهية المبهجة.
وتحت وسم "الهوية اليمنية"، نشرت الناشطات آلاف الصور التي حولت مواقع التواصل إلى حدائق ملونة للنساء وذلك بعد أن وصل إرهاب مليشيات الحوثي إلى العبايات النسائية وفرضه عباءة واحدة هي الفضفاضة مع "الجلباب" وهو غطاء تضعه النساء على رؤوسهن.
ولم تقتصر الحملة على نساء اليمن لكنها امتدت للرجال الذين نشروا صورهم تفاعلا مع الحملة التي تظهر الزي اليمني التقليدي، القميص الكامل أو المعوز أو المقطب مع الجنبية (الخنجر اليمني) فيما فضل الكثيرون نشر صور ابنائهم الصغار بالزي التقليدي.
كما لم تقتصر الحملة على النشطاء في داخل اليمن بل شهدت مشاركة يمنيين في خارج البلاد، احتفظوا بهويتهم الأصلية حيث نشروا صورهم وهم يرتدون الأزياء التقليدية والمشغولات التراثية من الفضة والذهب والعقيق اليماني.
وتحتل الأزياء التقليدية والشعبية مكانة كبيرة في أوساط المجتمع اليمني ليظهر مؤخرا الزي اليمني بتعدد أنواعه واختلاف مناطقه بإطلالة تأسر الأنظار مع ألوانه الزاهية وأناقته وجماله الذي يعد سر جمال المرأة اليمنية.
وتعكس الانتفاضة اليمنية مدى الرفض الشعبي غير المسبوق لسواد مليشيات الحوثي التي تسعى لفرض نمط واحد للحياة وصناعة مجتمعها الخاص المنغلق وتزيف حاضر وماضي اليمنيين.
وقالت الناشطة اليمنية فاطمة الأغبري إن ملابس اليمنيات مُنذ القدم تزينها الألوان سواء داخل المنزل أو خارجه، لكن منذ قدوم الحوثيين زيفوا قيمة المرأة، حيث اعتبروها "جوهرة" في الشعارات وطردوها مع أطفال للشارع.
وأشارت الأغبري، على حسابها في موقع "تويتر"، إلى أن الحوثيين "كتبوا على الجدران أن المرأة جوهرة لكنها تتعرض للاستفزاز في نقاطكم العسكرية بحجة المحرم؟ أين أنتم من هذه الجوهرة التي خرجت من منزلها لتعمل في البيوت بعد أن كانت معززة مكرمة؟".
وأضافت "يا ترى من هذه الجوهرة وهي تطرد للشارع مع أطفالها؛ لأنها لم تدفع إيجار المنزل؟ وتنام على الأرصفة وبلا راتب ولا وظيفة وتنام جائعة لا تجد كسرة خبز لها ولأطفالها".
من جهتها، قالت ناشطة يمنية تدعى "سبأ حمزة" في وصف الهوية اليمنية التي تواجه "الهوية الإيمانية" للحوثيين أن "نساء قريتها يرتدين الزنة العربي وغالبا ألوانها غامقة" في إشارة لفرض الحوثيين اللون الأسود.
وعددت حمزة، على حسابها في تويتر، عديد أنواع الأزياء، مشيرة إلى أن المشكلة ليست في الأسود بل في المليشيات التي تحرم المرأة من حق الاختيار، وأرفقت صورا لها باللون بالأسود والزنة العربي والدرع العدني.
ناشطة أخرى، قالت إن الهوية اليمنية مش محصورة على لباس فقط، وأنها تعني التراث والتاريخ والحاضر والمستقبل في كل مجالات الحياة، لكن بعض العقول مع الأسف حصرت الهوية في "برقع وحجاب"، في إشارة لقيود مليشيات الحوثي الإرهابية.
وفي وقت سابق، خرج زعيم مليشيات الحوثي للتحذير من تحويل النساء إلى أدوات لإفساد المجتمع اليمني وحذر من انخراطهن في حرب وصفها بـ"الناعمة"، وذلك بالتزامن مع مضاعفة مليشياته قيودها وانتهاكاتها ضد النساء اليمنيات، بما في ذلك حرية اللباس والتنقل.
جاء ذلك عقب اجتماع لكبار القادة الحوثيين مع مالكي محلات بيع وخياطة العبايات في المركز الثقافي بصنعاء حيث تم الزامهم ببيع فقط "العباءة الفضفاضة" مع "الخمار" (ثوب تغطي به المرأة رأسها).
ومنذ اجتياح صنعاء أواخر 2014، شن الحوثيون هجمات مختلفة على محلات بيع الملابس النسائية فضلا عن آلاف الانتهاكات التي تنوعت بين اختطاف النساء وتعذيبهن واغتصابهن في المعتقلات وتجنيدهم للتجسس.