انتهاكات الحوثي ضد نساء اليمن.. حملة مسعورة "بلا رجولة"
تحت يافطة "الهوية الإيمانية" تشن مليشيا الحوثي الإرهابية حملة مسعورة على نساء اليمن، بزعم محاربة العادات المنافية للمذهب الحوثي.
مزاعم استغلتها المليشيا الانقلابية لتشديد الخناق على نساء اليمن، ووصلت لحرمانهن من حق الحياة، والعمل، ومضاعفة تعذيبهن بالمعتقلات، في حملة تكشف غياب معاني الرجولة.
مليشيا الحوثي المصنفة "إرهابيا" أغلقت كثيرا من الأبواب في وجوه اليمنيات منذ الانقلاب واجتياح صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، ولم تكتف بنهب مرتباتهن وقذفهن وأطفالهن إلى الفقر المدقع، لتمارس بحقهن مختلف أنواع الانتهاكات والقمع وأشكال الإذلال الممنهج.
وبخلاف قيود الحقوق والحريات في مناطق سيطرتها شمال اليمن، مثل فرض حمل وثائق الزواج، وأخرى بصلة القرابة لدى دخول المتنزهات العامة والمقاهي والمطاعم، فقد شرعت بمنع عمل المرأة في عديد قطاعات خاصة.
ووجدت العاملات من النساء في عدة مطاعم في صنعاء أنفسهن في مرمى هجوم جديد العناصر الحوثية المتطرفة، حيث تم إرغامهن بقوة السلاح على ترك العمل وتحذيرهن من الاعتقال اليومين الماضيين.
وقال سكان محليون وناشطون لـ"العين الإخبارية"، إن سلسلة مداهمات لمليشيات الحوثي طالت عددا من المطاعم الكبيرة في صنعاء وعلى وجه الخصوص تلك التي تخصص أقساما خاصة بالنساء والعائلات وتوظف الإناث.
واعتقلت مليشيات الحوثي ملاك هذه المطاعم بحجة تخصيص أقسام غير مرئية للعائلات، وتوظيف إناث في نافذة الاستقبال، وذلك في أعقاب حظر غير معلن على عمل المرأة، إلا في مجالات محددة، وفقا لذات المصادر.
ولم يتسن لـ"العين الإخبارية" التواصل مع جهات معنية بتوثيق هذا النوع من الانتهاكات، لكن راصدون ميدانيون أفادوا بالفعل تعرض ملاك مطاعم للاعتقال التعسفي وأجبروا على تعهدات تتضمن استبدال طواقم الإناث بعاملين ذكور في جريمة تصنف تميزا على أساس الجنس، وانتهاكا لتشريعات المساواة والحقوق والحريات.
بحسب المصادر فقد أبلغت مليشيا الحوثي ملاك مراكز تجارية وصيدليات أيضا بضرورة تسريح العاملات النساء منعا للاختلاط والسلوك المخالف للهوية الحوثية.
والأسبوع الماضي، أغلقت مليشيا الحوثي مطعم "رينبو" بتهمة الترويج للمثليين، كما داهمت وصادرت "دمى" عرض الملابس النسائية بصنعاء بادعاء أنها "أصنام مثيرة" وفرضت قيودا على أزياء طالبات الجامعات وحولت مدارس للبنات إلى مدارس خاصة للذكور.
وهاجمت عناصر المليشيا المتطرفة لوحات إعلانية متعلقة بقطاعات الزفاف والجمال كقاعات الزفاف وصالونات تصفيف الشعر النسائية وطمست وجوه الصور في اليافطات بالصبغة السوداء.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن هناك نسبة كبيرة من الأعمال الصغيرة التي تقودها نساء تم إيقاف أعمالهن لمخالفتهن هوية دينية جديدة للمليشيا درجت مؤخرا لفرضها.
وتصاعدت انتهاكات مليشيا الحوثي بحق النساء، حيث منعت في السنوات الأخيرة عمل الإناث في الحدائق العامة، ومارست الانتهاكات والابتزاز للعاملات بالمؤسسات الإنسانية والتنموية وحرضت بعنف ضدهن في المساجد باعتبارهن "أدوات مخابرات ناعمة".
واقع مؤلم
ولقي الحظر الجزئي للمرأة من العمل ردود فعل غاضبة في المجتمع اليمني، واعتبره نشطاء أنها أفلام أكثر رعبا مما فعله تنظيم داعش في العراق وسوريا وجرائم إرهاب غير مرئية للعالم.
وقال النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن عدم السماح بعمالة المرأة في المنشآت الخاصة هو "إرهاب أسود"، ويدفع الفتيات والنساء الفقيرات للعمل ضمن "الزينبيات" القوة النسائية للحوثي بدلا عن سوق العمل في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية إثر الحرب الطاحنة منذ 6 سنوات.
وقال الناشط والكاتب اليمني فخري العرشي في "تويتر" إنه على مدى يومين "قهرت مليشيا الحوثي الإرهابية مئات العاملات الكريمات في مطاعم صنعاء المختلفة" في هجمة تعسف لا تزال مستمرة.
وطالب العرشي المنظمات الدولية وهيئة الأمم المتحدة بالدفاع عن حقوق هذه العاملات، مضيفا أنه بين ممن أرغمن على ترك العمل "سيدة تعمل لأكثر من 8 سنوات وتحصل على راتب مجزٍ، وتعول أسرة"، وهناك الكثير مثلها خرجن لطلب الرزق، ولكل واحدة فيهن قصة مؤلمة في ممارسة هذا العمل.
شهادة صادمة
وعلى مدى 6 سنوات، سلب الحوثيون الكثير من حقوق النساء وليس حظر عملهن فحسب، حيث لا تزال أكثر من 200 امرأة مخفية قسريا تحت التعذيب والاستغلال الجنسي والجسدي، وفقا لشهادة موظفة يمنية كانت تعمل رئيسة لقسم أحد السجون بصنعاء.
وقامت مليشيا الحوثي بطرد "فوزية أحمد المحويتي" من منصبها كرئيسة قسم بسجن سابق، وعينت إحدى "الزينبيات" بدلا عنها، كما أجبرتها على تدريب عدد من الفتيات المجندات وحاولت استغلالها في مهمة التجسس على السجينات.
وقالت المحويتي في شهادة وثقتها منظمة "سام" للحقوق والحريات غير الحكومية، إنها عقب رفض مطالب المليشيات تم تهديدها بأطفالها في المدرسة، و"اتهموني ببيع المخدرات وتهم أخرى، وتم معاقبتي بالسجن لـ3 أسابيع".
وتروي المعتقلة السابقة التي أفلتت من سجون الحوثيين أساليب متنوعة من التعذيب والاضطهاد تفرضها المليشيات بحق المعتقلات سواء في السجن المركزي أو ما يسمي سجن "الدار" بالعاصمة.
وتتنوع أساليب التعذيب، أشدها قسوة هي تقييد الأيدي إلى السطح وإجبار المعتقلات الوقوف بقدم واحدة على صفيح معدني حتى تدمي وكانوا يعتمدون، أي الحوثيين، سياسة الجوع لأطفال المختطفات للضغط على الأمهات دون أي رحمة بصغارهن"، طبقا لشهادة المحويتي.
aXA6IDE4LjIyNC41Ni4xMjcg جزيرة ام اند امز