مدينة قشن اليمنية.. لؤلؤة المهرة على بحر العرب (صور)
غرب حضرموت وجنوب بحر العرب وشمال صحراء الربع الخالي، تقع أحد أهم الحواضر التاريخية اليمنية، التي ترجع لعصور ما قبل الميلاد.
هي مدينة قشن المهرية، لؤلؤة المحافظة الشرقية على بحر العرب، والتي حافظت على معالمها العتيقة رغم ما تعرضت له البلاد من أعاصير وحروب على مدى الزمان.
"العين الإخبارية" تسلط في هذا التقرير الضوء على مدينة قشن التي تعد أحد أهم المعالم باليمن رغم وقوعها أقصى شرقي البلاد، هناك في محافظة المهرة المطلة على بحر العرب.
قشن هي أهم المدن المهرية وهي واحدة من 6 مدن تاريخية رئيسية في محافظة المهرة هي: "الغيضة" و"جاذب" و"حوف"و"سيحوت" و"دمقوت".
وتضم المدينة التاريخية التي كانت العاصمة الأولى للمهرة وسقطرى قلاعا حصينة، وحصونا منيعة، ومساجد قديمة، منها حصن السلاطين "آل عفرار" الذي مضت عليه أكثر من 5 قرون، ومن الحصون الأثرية، حصون "الجدحي" و"بن عمروتن"، و"بيت نوش" ، و"بن مسمار أو ظيلم" ، وحصن "بيت عشام".
ومن مساجد قشن العتيقة التي مرت عليها مئات السنين، مسجد "الجامع الكبير"، مسجد "بن غني"، مسجد "دحداح"، "السقاف"، "أشرون"، ومسجد "بن نمر".
وهناك مستوطنات أثرية تدل على قدم أرض قشن منها "ليبن"، و"شيعوت" و"صلولت" بحسب معجم البلدان، فضلا عن ميناء "قحور سنجره" الذي كانت تقصده السفن من أمكنة مختلفة لا سيما البلدان المطلة على المحيط الهندي وهو كذلك من أقدم أسواق المدينة.
وإلى جانب ساحلها، تضم قشن سلسلة جبلية تعد من مواطن اللبان، وهي لا زالت تحكي صلابتها وأنفة قلاعها الشامخة، ويعد أحدها جبل "الشيبة والعجوز" المعلم السياحي المهم الذي يجذب آلاف الزائرين.
طقوس قشن
تشير المراجع التاريخية إلى أن قشن سكنها "آل عفرار" و"بيت جيدح" و"الحراوز" و"آل الزويدي" و"بيت مسمار" و"بيت سهيل" وبطون من قبيلة "آل القميري" و"بيت رعفيت" و"بالحاف".
يعيش السكان في قشن على زراعة الحبوب واصطياد السمك وتربية المواشي خاصة الإبل التي لها شهرة ومعروفة في العالم لقوة تحملها وصبرها على المتاعب، كما أن المهري متعلق بإبله، فهو يقدم لها القصب والتمر والسمك المجفف والسكر والدقيق المخلوط بالماء العذب.
من طقوس قشن، التجمعات القبلية التي تضم كبار الرجال ويظلون يرددون أهازيج باللغة المهرية تسمى "هبوت" وهي مبادلات شعرية ترحب بمن حضر المكان ويشكلون حلقات مربعة يتوسطهم شبان وأطفال يؤدون رقصة البرع وهم يحملون بأيدهم العصي والسيوف.
والمهري ماهر في صيد السمك وفي استخراج الزيت من بعض النباتات والحيوانات، كما أنهم يجففون السمك تحت أشعة الشمس ويسمى اللخم ويأكلونه مع الرز واشتهرت قشن كجزء من المهرة بتصدير المر واللبان.