شبكات التواصل الاجتماعي تقدم "كوكايين سلوكي" للمستخدمين

فيسبوك وسناب شات وتويتر تخضع الناس إلى اختبارات طول الوقت لاكتشاف أفضل طريقة لجعلهم مدمنين لشبكات التواصل.

تصمم الشركات التكنولوجية مثل فيسبوك Facebook وسناب شات SnapChat وتويتر Twitter منصاتها؛ لتعزز السلوك الإدماني لدى المستخدمين عن عمد.

ونقل موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي عن مصادر بسيليكون فالي؛ المنطقة الجنوبية من خليج سان فرانسيسكو، وتعتبر مقرا للعديد من الشركات التكنولوجية الضخمة، ما يؤكد ذلك.

وقال أزا راسكين، مبتكر ميزة التمرير اللانهائي التي تسمح لك بالتمرير لأسفل بلا نهاية عبر مواقع الويب: "الأمر يشبه وكأنهم يأخذون كوكايين سلوكي وينثرونه في جميع الأماكن التي دخلها المستخدم. وذلك الأمر يبقيه دائم العودة إليها".

وأضاف المدير التنفيذي السابق في موزيلا Mozilla وجوبون Jawbone أن شركات التكنولوجيا تخضع الناس إلى اختبارات طول الوقت لاكتشاف أفضل طريقة لجعلهم مدمنين، على سبيل المثال الاهتمام بلون وشكل زر Like أو أعجبني عبر موقع التواصل فيسبوك. وتابع قائلا: "خلف كل شاشة، يوجد حرفيا آلاف المهندسين الذين يعملون على ذلك لجعلك تدمن ما تقوم به من خلالها".

من جانبها، قالت ليا بيرلمان، إحدى المشاركات في ابتكار زر أعجبني Like عبر فيسبوك، إنها نفسها أصبحت مدمنة. موضحة: "عندما أحتاج إلى التأكد من صحة شيء ما، أتصفح حسابي عبر فيسبوك". وأضافت أنه لم يكن في نيتها أبدا أن تجعل من ميزة Like إدمان للمستخدمين.

وفي مقابلة لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، مع أحد المهندسين السابقين في فيسبوك، ويدعى ساندي باراكيلاس التي تركت الشركة في عام 2012، وكان على خلاف شديد مع نهج الشركة مع الخصوصية في أعقاب فضيحة كامبريدج أناليتيكا، قال إن الشبكة الاجتماعية الأكثر شهرة كانت على دراية تامة بإنها تروج للسلوكيات الإدمانية.

وأوضح أنه نمط تجاري مصمم خصيصا لجعلك تنخرط تماما وتستهلك أكبر قدر ممكن من وقتك وحياتك، ثم يبيع هذا الانتباه المفرط إلى المعلنين وشركات الدعاية.  

وليست هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مدير تنفيذي سابق في فيسبوك عن إدمانه، حيث تحدث شون باركر، الرئيس السابق للشركة الأمريكية العام الماضي عن أن موقع التواصل الاجتماعي يستغل التأثر الشديد للنفس البشرية. وادعى أن مؤسسيها ومبتكريها وبينهم مارك زوكربيرج وهو نفسه، كان على علم بذلك، لكنهم نفذوه على أية حال.

وعن ذلك، قال أيم أرشيبونج، نائب رئيس فيسبوك لشراكات المنتج، إن الشركة تحقق فيما إذا كانت واجهتها تلحق أضرارا بالمتسخدمين بالفعل. وأضاف: "نعمل مع أطراف ثالثة للبحث في سلوكيات تشكيل العادات سواء كان ذلك عبر منصتنا أو الإنترنت عموما، لمحاولة فهم ما إذا كانت هذه العناصر التي نؤمن بها تسبب أي أضرار للمستخدمين".

من جانبه، نفى المتحدث الرسمي باسم فيسبوك هذه الادعاءات في مقابلة مع بيزنس إنسايدر، قائلا: "هذه المزاعم التي برزت في مقابلات أجرتها بي بي سي في برنامج "Panorama" الوثائقي غير دقيقة. صمم فيسبوك وإنستقرام لجعل الأشخاص أكثر قربا من أصدقائهم وعائلاتهم والأمور التي يهتمون بها. وهذا الغرض هو أساس كل قرار متعلق بالتصميم نتخذه، ولا نرغب بأي شكل من الأشكال في أن يكون عاملا معززا للإدمان".

وأقرت شركة فيسبوك العام الماضي أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون له تأثير ضار على الصحة العقلية للمستخدمين.

وأخيرا قالت شركة سناب إنها لا تستخدم الخدع البصرية لزيادة انخراط المستخدمين في سناب شات. فيما رفض تويتر التعليق على الأمر.