لورين جوبز.. «ملكة السيليكون» تنحت وجه هاريس على طريق أطلانتس الضائعة
لا تعتزم لورين باول جوبز، الملقبة بملكة وادي السيليكون، توريث أي من أبنائها الثلاثة ثروتها، وتتفاخر قائلة "سينتهي الأمر معي".
وتبدو لورين جوبز البالغة من العمر 50 عاما -بتعهدها هذا- كمن يقود باخرته نحو أطلانتس الضائعة، لكنها ستضع علامة أخيرة قبل رحلتها السرمدية.
فزوجة رجل الأعمال وعبقري التكنولوجيا الراحل ستيف جوبز كان لها، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، دور في صعود نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي بدلا من جو بايدن.
وتعتزم أغنى امرأة في وادي السيليكون بثروة تقدر بـ11 مليار دولار توزيع ثروتها "بفاعلية، وبطرق تنهض بالأفراد والمجتمعات بطريقة مستدامة"، وتقول "إذا عشت طويلاً بما فيه الكفاية سينتهي الأمر معي".
لكن خلف القناع الرقيق لنبرة الزهد في حديث لورين جوبز تكمن الرغبة في ترك أثر، وربما تكون كامالا هاريس هي شيفرة ملكة وادي السيليكون التي تقود لمملكتها الزائلة.
ووفقا لتقرير الصحيفة، فإن باول جوبز "قدمت المشورة والدعم المالي لهاريس، وساعدتها على ترسيخ مكانتها العامة في المجتمع الأمريكي".
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن باول جوبز قدمت دعما يقدر بثلاثة ملايين دولار لحملة هاريس التي تنافس المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب.
ويرى التقرير أن السيدة الأمريكية الثرية "في مكانة تمكّنها من ممارسة نفوذ غير عادي، أو على الأقل أن يكون لها القدرة على الوصول إلى إدارة المحتملة".
ويصف مسؤولون باول جوبز بأنها "تتمتع بموهبة الصداقة.. فهي مخلصة بكل جوانح قلبها، وهاريس تقع ضمن حلقة أصدقائها".
وتقول الصحيفة إن "السيدتين شاركتا سابقا في مسيرة من أجل حياة المرأة في واشنطن العاصمة، كجزء من "مجموعة" من القيادات النسائية، كما تتذكر أندريا ديو ستيل التي أسست المجموعة.
وتطورت العلاقة بين هاريس وباول جوبز، إذ كانت الأخيرة واحدة من نحو 60 شخصا حضروا حفل زفاف هاريس ودوغ إيمهوف في أغسطس/آب عام 2014، كما أنها دعت ملكة وادي السيليكون نائبة الرئيس إلى حفل زفاف ابنها ريد هذا العام في ولاية هاواي، الذي حضره أيضا إيمهوف.
وتعد هاريس خيارا تاريخيا فالمرأة المتحدرة من مهاجرين من جامايكا والهند، تضاعف سيرتها الذاتية حظوظ بقاء لورين جوبز في السجل صانعي الملوك في أمريكا.
لورين باول جوبز
وتحمل سيرة لورين باول جوبز، ولدت في ويست ميلفورد بولاية نيوجيرسي في عام 1963، مأساة في خلفية رحلتها، إذ لقي والدها الطيار مصرعه في كارثة جوية حين كانت في الثالثة من عمرها، وبعد قليل تزوجت أمها من جديد.
بعد أن نالت باول جوبز شهادة في مجال علم السياسة والاقتصاد في جامعة بنسلفانيا عملت لفترة في مصارف وول ستريت، ثم اتجهت إلى الغرب لتنال درجة الماجستير في إدارة أعمال في المدرسة العليا لإدارة الأعمال بجامعة ستانفورد.
وهناك على مقاعد ستانفورد ستلتقي العبقري ستيف جوبز، الذي جلس إلى جانبها حينما كان ضيفا على الجامعة لإلقاء خطاب.
وعلى ما يبدو تركت لورين أثرا لا يمحى، وبعد عامين من تعارفها في هذه الأمسية تزوجا في مارس/آذار عام 1991.
وبعد رحلة مع مرض السرطان توفي جوبز عام 2011 مخلفا ثروة تقدر بـ5.5 مليون سهم في شركة أبل و7,3% من أسهم شركة والت ديزني، ما جعلها صاحبة مليارات بلحظة واحدة.
وربما قادت الصدفة لورين في طريق جوبز، وأيضا قادت الصدفة هاريس في طريقها، لكنها إن نجحت في أن تصل المرشحة الديمقراطية إلى البيت الأبيض ستبقى صورتها دائمة في خلفية مشهد غير مسبوق في تاريخ إمبراطورية تقارع النسيان.
ولم تكن هاريس مرشحة الديمقراطيين في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن عثرات بايدن المتلاحقة مهدت طريقها إلى بطاقة الترشح التي سبقتها إليها هيلاري كلينتون، التي وقفت عند حافة صناديق الاقتراع دون الفوز بالمكتب البيضاوي.
وحتى أسابيع قليلة قبل الانتخابات يعود خصم كلينتون نفسه ترامب لينازع هاريس، فهل يفعلها مجددا ويطيح الملياردير بأحلام كلمة وادي السيليكون، أم أنه يرضخ أخيرا ويفسح الطريق أمام أول امرأة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية؟