الشيخ محمد بن زايد تكفل بعلاج الشاب فضل أحمد الميسري الملقب بـ"سلفر الجنوب".
لم يكن الشاب فضل أحمد الميسري يدرك أن إعاقته التي تعرض لها وهو في التاسعة من عمره ستجعله واحدا من أبرز الفاعلين في المجتمع، بل ويحمل السلاح ليجوب ساحات المعارك بقدم واحدة مسابقا من يتفوقون عليه بالأطراف المكتملة.
أصيب فضل المنحدر من بلدة "مودية" بمحافظة أبين جنوبي اليمن بحريق في قدمه اليمني، وبعد أن ساءت حالته، اضطر الأطباء إلى بتر قدمه من الركبة، ليكون العكاز قدمه الثانية منذ ذلك الحين.
عُرف فضل بـ"سيلفر الجنوب"، الشخصية الكرتونية الشهيرة التي كانت تخوض المعارك في أشهر مسلسلات الأطفال "جزيرة الكنز"، وعلى الرغم من الإعاقة إلا أنه تحداها، وتعلم كهرباء السيارات في معهد فني، وحاز على المركز الأول على مستوى الجمهورية، وتزوج.
عندما شنت مليشيات الحوثي الحرب على الجنوب في مارس 2015، وهاجمت عدن، انضم فضل إلى صفوف المقاومة الجنوبية، ولم تمنعه الإعاقه من القتال والصمود في الجبهات.
ويقول فضل في حديثه لبوابة العين الإخبارية إنه "هبّ للدفاع عن الدين والأرض ضد المليشيات الحوثية، ورأى أن عليه واجب في الدفاع عن عدن والوقوف ضد الانقلابيين".
ولأنه ينحدر من منطقة ريفية، كان لديه خبرة في استخدام السلاح الخفيف كباقي شباب الريف، ولم يجد أي صعوبات في المواجهة واستخدامه أثناء المعارك.
وذكر فضل أنه مع مرور المعارك، ونظرا لما تقتضيه الضرورة، بدأ بتعلم استخدام الأسلحة المتوسطة أثناء الحرب، مثل سلاح الدوشكا.
شارك فضل في المعارك التي دارت بمحافظة عدن منذ بدايتها، حيث قاتل في جبهات"دار سعد" و"جعولة" و"المطار"، ويتذكر أنه صادف مواقف صعبة خلال المعارك، وفقد زملاء له في تلك الجبهات.
يقول فضل إن "من أكثر المواقف الصعبة التي حدثت لي، أنه مع اشتداد المعارك في أحد الأيام، ومع تقدم المليشيا بعد أن كثفت النيران على أبطال المقاومة، وتراجع المقاومين إلى الخلف، كنت أريد الانسحاب، فانكسر العكاز الخاص بي".
وأضاف "كان من الصعوبة البقاء في المكان الذي يتعرض لوابل من الرصاص، فاضطررت إلى استخدام عصى قطعتها من أحد الأشجار لتساعدني على المشي".
ولم تكن عدن هي ساحة المعركة الوحيدة لـ"سيلفر"، فبعد تحريرها من المليشيا الانقلابية بمساندة التحالف العربي منتصف العام 2015، انضم فضل للمقاومة الجنوبية لقتال الحوثيين بمحافظة صعدة.
ويضيف فضل "المعركة هي معركة لتحرير اليمن بشكل عام من هذه المليشيا الانقلابية، ولذلك ذهبت مع المقاومة الجنوبية إلى صعدة، ومكثت في البقع لمدة 3 أشهر، وعدت إلى عدن حاليا لزيارة العائلة فقط".
ويشكر فضل قوات التحالف، وعلى رأسهم دولة الإمارات، الذين قال إن "أبطالها كان لهم الفضل في التحرير، و رووا بدمائهم الزكية تراب عدن".
وقال "كانت المليشيات على وشك دخول عدن والسيطرة عليها نظرا لفارق القوة والتدريب والتسليح مقارنة بالمتطوعين من أبطال المقاومة، قبل أن يأتي المدد من الأشقاء الإماراتيين".
لم تذهب بطولات سيلفر سدى، وخلال الأيام المقبلة سيكون له طرفا صناعيا بعد تكفل الشيخ محمد بن زايد بعلاجه، حسب تصريح لوزير الدولة والقيادي في المقاومة هاني بن بريك.
وشكر فضل مكرمة الشيخ محمد بن زايد، وقال إنها "ليست بغريبة على رجل الإنسانية وعلى دولة الإمارات الشقيقة".