بطل الدوري الإسباني.. كيف طور سيميوني أسلوبه الدفاعي مع أتلتيكو مدريد؟
عاد الأرجنتيني دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد مرة أخرى ليقود ثورة جديدة ويخطف لقب الدوري الإسباني من أنياب ريال مدريد وبرشلونة.
وخلال 17 موسما مضت، لم يكن هناك سوى دييجو سيميوني وفريقه أتلتيكو مدريد الذي تمكن من الفوز بالدوري الإسباني بجانب المهيمنين ريال مدريد وبرشلونة، اللذين دانت لهما السيطرة على اللقب طوال تلك الفترة.
وبعد تحقيق اللقب في موسم 2013-2014 عن جدارة واستحقاق، أعاد المدرب الأرجنتيني اكتشاف أسلوبه من جديد، وراهن على الدفاع بـ5 لاعبين، حتى نجح في تحقيق لقبه الثاني في الليجا خلال 7 سنوات.
"إذا كنت ترغب في أن تكون البطل، فلا يجب أن يؤلمك شيء"، هكذا تحدث سيميوني خلال أحد تدريبات الفريق، مؤكدا أن كل تركيزه كان منصبا على الهدف الذي نجح في تحقيقه من جديد، لكن هذه المرة بعد تصدره لجدول ترتيب الدوري الإسباني على مدار الجولات الـ25 الأخيرة بشكل مستمر.
وكان هذا اللقب هو الثامن عموما للفريق في عهد المدرب الأرجنتيني، الأكثر تحقيقا للبطولات في تاريخ النادي.
ورغم أن أتلتيكو اشتهر باعتماده على التكتل الدفاعي وغلق المساحات بشكل كبير، وترك الاستحواذ للمنافسين، فإن الفريق شهد تغيرا ملحوظا منذ بداية هذا الموسم 2020-2021، وتحديدا منذ مباراته أمام غرناطة التي انتهت بفوزه 6-1 في الجولة الأولى من المسابقة.
تغيير الأسلوب
ظهر هذا التغيير في أسلوب أتلتيكو منذ عودة عجلة الدوري الإسباني إلى الدوران بعد توقفه بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وخلال تلك الفترة، عمل الجهاز الفني على متابعة حالة لاعبيه البدنية والفنية عن بعد بشكل فردي وجماعي من خلال الفيديو والمفاهيم التكتيكية وآليات وأفكار اللعب، وذلك للعودة واستئناف الليجا والبطولة التي لم يحقق لقبها حتى هذه اللحظة، دوري أبطال أوروبا، بأفضل صورة ممكنة.
وخلال "عام التحول"، ذلك الذي حدث الموسم الماضي، واصل الفريق النمو والتطور وهو ما انعكس هذا الموسم في إعادة تحقيق لقب الليجا من جديد بعد غياب 7 سنوات.
وقام سيميوني بإعداد فريقه المكون من لاعبين أصحاب نمط مختلف لقطع خطوة جديدة نحو التألق ظهرت بوضوح مع بداية موسم 2020-2021.
واستعاد الفريق بعض إشارات الهوية التي تطورت وتضاعفت مع بداية مسابقة الليجا، حيث استعاد فكرة الضغط المتقدم واللعب في ملعب الخصم بشكل مستمر وثابت، وأيضا موازنة اللعب في الفريق سواء على المستوى الهجومي أو الدفاعي.
كما حظي الفريق بنقاط قوة كبيرة بتواجد المهاجم القناص لويس سواريز، وإسهاماته التي لا يمكن إنكارها، وأيضا إصرار ماركوس يورينتي، ومعهما جواو فيليكس الذي بدأ الموسم بشكل جيد لكن ضربته لاحقا الإصابات.
الأكثر استحواذا
وأظهر هذا الموسم حرص أتلتيكو مدريد على الاستحواذ على الكرة بشكل أكبر من كل المواسم السابقة للفريق في عهد سيميوني، بمتوسط شامل هو 51%.
فقد كان الروخيبلانكوس أقوى في الجانب الهجومي، وأكثر حسما.. رغم أنه شهد في بداية الموسم حالة من التذبذب في الجانب الدفاعي، وأيضا في النتائج.
ومن أبرز ملامح التغيير التي أدخلها المدرب الأرجنتيني على الفريق هذا الموسم تغيير خطته الكلاسيكية وهي 4-4-2 إلى 5-3-2، والتي تحولت في المنعطف الأخير من المسابقة إلى 5-4-1، إضافة إلى أنه لعب بخطة 4-4-2 في بعض المباريات.