ذكرى تحرير سيناء في مصر.. انتصارات سياسية وأمنية وتنموية
"من التطهير واجتثاث الإرهاب، إلى التعمير والبناء والتنمية".. شعار رفعته الحكومة المصرية للتعامل مع سيناء (شمال شرق)، التي تشهد الذكرى الـ42 لتحريرها.
تعمير وبناء وحركة تنموية غير مسبوقة في قطاعات صناعية وزراعية وتعليمية وسياحية، يتزامن مع احتفال مصر في الـ25 من شهر أبريل/نيسان من كل عام بذكرى تحرير سيناء، بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي من أرض الفيروز.
- ذكرى تحرير سيناء.. رحلة مصرية من الإرهاب للتطوير
- من الحرب إلى التحرير.. قصة استعادة مصر سيادتها على سيناء
وتتزامن ذكرى تحرير سيناء هذا العام، مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي وجهت منذ بدايتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنظار العالم إلى سيناء، خاصة مع تصريحات علنية من مسؤولين إسرائيليين لتهجير سكان القطاع إلى سيناء، والتي قوبلت بالرفض على الصعيد المصري والإقليمي والدولي.
ومع تصاعد وتيرة الحرب، ظلت أرض الفيروز محط أنظار المجتمع الدولي، في ظل مرور أغلب المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية من دول العالم المختلفة إلى غزة من الجانب المصري عبر معبر رفح الحدودي، إضافة إلى زيارات الوفود العربية والأجنبية وقادة وزعماء العالم للمنطقة الحدودية مع القطاع.
عبور جديد
وفي ذكرى التحرير، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، اللواء أحمد العوضي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن حرب أكتوبر بداية الطريق للتحرير وانسحاب إسرائيل بشكل كامل من سيناء والانطلاق نحو التنمية والبناء بعد اجتثاث الإرهاب.
وأكد العوضي أن "القيادة السياسية، حرصت على تنفيذ مشاريع تنموية عملاقة على مدار الـ10 سنوات الماضية في سيناء، ما يعتبر بمثابة عبور جديد، نحو التنمية الشاملة، والتي لها دور مهم في الحفاظ على الأمن القومي المصري".
وأضاف: "خلال الـ 10 سنوات الأخيرة كانت هناك يد تبني وتعمر وأخرى تحمل السلاح وتكافح الإرهاب حتى تم القضاء على الإرهاب نهائيا".
حماية أمنية وتنموية
وبالتوازي مع الحماية الأمنية، تتحرك الدولة المصرية في مسار الحماية التنموية عبر تنفيذ مشاريع عملاقة، وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن مشروع تنمية سيناء جرى على مرحلتين، المرحلة الأولى، والتي تضم أيضا مدن القناة، وقد قاربت على الانتهاء، قدرت تكلفتها بنحو 600 مليار جنيه للأعمال التنموية، تزامنا مع جهود الدولة للقضاء على الإرهاب، فيما تتضمن المرحلة الثانية والتي خصص لها مبلغ 363 مليار جنيه، تنفيذ مشاريع تنموية.
وتستهدف هذه المشاريع؛ تحسين مستوى المعيشة لسكان شمال سيناء، وتأسيس مجتمعات زراعية وعمرانية وصناعية وسياحية جديدة، وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار لهذه المنطقة الواعدة، إضافة إلى تطوير ميناء العريش.
وأكد "العوضي" في هذا الصدد، أن "المخطط لهذا الجزء الغالي من أرض الوطن، أن تصل القوة البشرية بحلول 2030 إلى 8 ملايين مصري".
363 مليارا لمشاريع جديدة
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، قد أطلق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، المرحلة الثانية لتنمية شمال سيناء، وأعلن أن الدولة المصرية ستضخ 363 مليار جنيه لتنفيذ مشاريع جديدة خلال 5 سنوات قادمة.
وعن الأهمية الاستراتيجية لشبه جزيرة سيناء قال مدبولي، إن معظم محاولات النيْل من مصر تأتي من سيناء، المصريون جميعا مستعدون لتقديم ملايين الأرواح من أجل كل ذرة رمل بأرض سيناء، مشيرا إلى أن القرار الاستراتيجي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن سيناء تَمثّل في : (التنمية جنبًا إلى جنب مع دحر الإرهاب)
وفي ملمح آخر، شدد العوضي في رده على التهديد الإسرائيلي باجتياح رفح، أن "الأمن القومي المصري خط أحمر، ومصر لن تسمح بتهديد أمنها، ولدينا ثقة كبيرة في جيش مصر العظيم".
وفي ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل، دعا رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، المجتمع الدولي للعمل على وقف إطلاق النار فورا"، مشيرا إلى ضرورة عودة الحقوق كاملة للشعب الفلسطيني، وأن حل الدولتين هو الحل الأمثل للقضية الفلسطينية.
القضاء على الإرهاب
اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أكد في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الدولة خاضت عدة حروب لاستعادة سيناء، والبدء في خطط التنمية .
وأردف، قائلا إنه "خلال السنوات الأخيرة، استطاعت الدولة المصرية القضاء على الإرهاب، وهذا لم يحدث في أي دولة بهذا الشكل وفي هذه الفترة"، متابعا "خسرنا الكثير من الشهداء، لكننا تمكنا من القضاء على الإرهاب بنسبة 100%، والعمل على تأمين سيناء بالتنمية".
وتحدث "فرج" عن جهود الدولة المصرية لتعمير سيناء، "جرى إنشاء 4 أنفاق، لتسهيل حركة النقل والتجارة من وإلى سيناء وشبكة طرق متميزة، إضافة لميناء العريش البحري الذي سيكون أكبر ميناء للحاويات في البحر المتوسط، وبناء محطة كبيرة لمعالجة المياه، إضافة إلى زراعة 400 ألف فدان شرق الإسماعيلية، وبناء مدن جديدة.
كل ذلك سيسهم، والحديث للخبير الاستراتيجي، في نقل ملايين الأسر للعيش في سيناء.
ووفقا لما ذكره تقرير حكومي صدر مؤخرا، لوزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، هالة السعيد، عن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2025/2024، فقد تضمنت الخطة إقامة 5 تجمعات تنموية في شمال سيناء (مرحلة أولى)، وتوفير مصدر ري لزمام حوالي 15 ألف فدان في المجتمعات الجديدة في سيناء، وإنشاء شبكة الري العامة لزمام حوالي 11 ألف فدان في منطقة بئر العبد ، و13 تجمعاً زراعيا بشمال سيناء.
وفي جنوب سيناء، تضمّنت الخطة تطوير ورفع كفاءة نفق طابا، ورفع كفاءة طريق نويبع/النقب وادي وتير، وإقامة 15 تجمعًا زراعيًا.
رحلة تحرير سيناء:
- بدأت معركة تحرير سيناء منذ عام 1967 اعتمادا على وسائل النضال، حيث خاض الجيش المصري معارك شرسة خلال حرب الاستنزاف 1969، ومن ثم استكمال المعركة خلال حرب أكتوبر عام 1973.
- مفاوضات شاقة للفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية عام 1974 و1975، وتوقيع اتفاق فض الاشتباك الأول والثاني بين القاهرة وتل أبيب، تضمن التأكيد على أن النزاع في الشرق الأوسط لن يحسم بالقوة العسكرية، ولكن بالوسائل السلمية
- زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس وإلقاء خطابه الشهير أمام الكنيست الإسرائيلي، والذي تضمن رؤيته للسلام، بعد أن تحدث عن هذه المبادرة في افتتاح دورة مجلس الشعب عام 1977.
- عام 1978 إجراء مباحثات كامب ديفيد بين الجانب المصري والإسرائيلي التي نتج عنها إطار السلام في الشرق الأوسط .
- في 26 مارس/آذار 1979 وقع الجانبان المصري والإسرائيلي معاهدة السلام، وكانت المحاور الرئيسية للمعاهدة هي إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بين مصر وإسرائيل، وانسحاب إسرائيل من سيناء التي احتلتها عام 1967، وتضمنت الاتفاقية أيضا ضمان عبور السفن الإسرائيلية قناة السويس واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية.
- وتضمنت الاتفاقية أيضا البدء بمفاوضات لإنشاء منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242.
- بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بدأ الانسحاب الإسرائيلي، وفق جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء.
- يوم 25 أبريل/نيسان عام 1982، تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية، وإعلان هذا اليوم عيداً قومياً مصريًا، بعد انسحاب إسرائيل من سيناء عدا مدينة طابا.
- وبعد معركة قانونية ودبلوماسية تم استرداد مدينة طابا بالتحكيم الدولي في 19 مارس/آذار 1989، واكتمال تحرير سيناء مع رفع الرئيس الراحل حسني مبارك العلم المصري عليها.