ذكرى تحرير سيناء.. رحلة مصرية من الإرهاب للتطوير
41 عاما على تحرير سيناء.. ذكرى سنوية يحتفي خلالها المصريون في 25 أبريل/نيسان من كل عام باستعادة أرض الفيروز عام 1982.
وعادت سيناء بعد عدة جولات مصرية إسرائيلية، حاول فيها الطرف الأخير فرض أساليبه لتأخير عودة الأراضي المحتلة، إلا أن القيادة العسكرية والسياسية في القاهرة كانت على تنسيق كامل لاستعادة الأرض في 25 أبريل/نيسان 1982.
ورغم مرور سيناء بعدة أزمات فإن مصر استطاعت تحويلها من بعد التحرير واستهدافها من الإرهاب إلى مصاف المدن التنموية والسياحية.
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال إن "سيناء الغالية هي عنوان لتاريخ طويل من كفاح الشعب المصري العظيم"، مؤكدا أنها كانت مطمعا للغزاة ومحط أنظار الطامحين والطامعين.
وخلال كلمته في الذكرى الـ41 لتحرير سيناء، أكد الرئيس المصري أن سيناء هي المستهدف الأول بأشرس وأخطر موجة إرهاب مرت على مصر في تاريخها كله.
يوم مشهود
الرئيس عبدالفتاح السيسي قال كذلك إن سيناء عزيزة وغالية على قلب ووجدان كل مصري وعربي، موضحا أن يوم الخامس والعشرين من أبريل/نيسان من كل عام سيبقى يوما مشهودا في عمر الأمة.
وأضاف: "كما يمثل نتاجا نفتخر به لحرب أكتوبر المجيدة ومسيرة السلام والدبلوماسية الطويلة، مجسدا إرادة شعب أبى أن يعيش في ظل الانكسار"، متابعا: "تحرير سيناء كان تحريرا للكرامة المصرية وانتصارا لصلابة وقوة الإرادة والتحمل وحسن التخطيط والإعداد والتنفيذ".
اللواء أركان حرب المصري محمود خليفة، والمستشار العسكري لأمين عام جامعة الدول العربية، قال: "إننا نحتفل اليوم بذكرى حبيبة لقلب كل مصري وعربي، وهي عودة كاملة لأرض سيناء إلى حضن الوطن من احتلال لم يعرف إلا لغة القوة لسلب ونهب الحقوق المشروعة".
ولفت اللواء خليفة في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن امتلاك مصر لقيادات سياسية وطنية عظيمة خططت وحاربت عسكريا وسياسيا لاستكمال تحرير الأرض، وشعب عظيم قدّم كل ما يستطيع في تلك المرحلة الأبناء إلى ميدان المعركة، وتحمل أعباء المعيشة في ظل إعداد الدولة للحرب وتحول اقتصاد السلم إلى اقتصاد حرب.
ودعا اللواء السابق بالجيش المصري، إلى أنه في كل ذكرى يجب توجيه الشكر إلى أهل سيناء الشرفاء الذين كانوا مساندين وداعمين للقوات المسلحة في أثناء معركة التحرير، وتقديم التحية للدول العربية الشقيقة والدول الصديقة التي ساندت مصر في كل مراحل حرب تحرير سيناء عسكريا وسياسيا.
ترقية استثنائية
وعن ذكرى تربطه بهذه المناسبة العظيمة، تذكر المستشار العسكري لأمين عام جامعة الدول العربية أنه تمت ترقيته استثنائيا إلى رتبة نقيب في نفس اليوم، ٢٥ أبريل/نيسان ١٩٨٢، ومعه دفعته وباقي دفعات ضباط القوات المسلحة.
ومن جانبه رأى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، اللواء عادل العمدة، أن سيناء ومدن القناه أصبحت قاطرة التنمية للدولة المصرية لمصاف الدول المتقدمة.
وأضاف العمدة لـ"العين الإخبارية"، أن مصر دائما كانت تتعرض للاستهداف والاختراق من الشمال الشرقي مرورا بسيناء، بداية من 1967 وحرب أكتوبر 1973، وبعد ذلك تطهيرها من الإرهاب في التسعينيات ثم الإرهاب الذي تلى يناير/كانون الثاني 2011 واستشرى في شبه الجزيرة.
واعتبر المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أن سيناء ليست مجرد أرض غنية بالموارد المهمة، وإنما بوابة ذات بعد قومي واستراتيجي، يبدأ الإرهاب وينتهي عندها.
محط أطماع
اللواء عادل العمدة أكد أن سيناء كانت ضمن مخطط يستهدف استقطاعها من مصر، وتسميتها ولاية سيناء، لكن بفضل يوم تحرير سيناء والحرب على الإرهاب في معارك عديدة، نجحت مصر في الانتصار على أعدائها جميعًا.
وأكمل أن مصر قضت على محددات التنمية لإعادة سيناء إلى قاطرة التنمية في الدولة، التي كان منها الإرهاب والهجرة غير المشروعة وتهريب الأسلحة والمفرقعات والمخدرات والجريمة المنظمة والعابرة للحدود والاتجار بالبشر والأعضاء.
وأوضح أن مصر قضت على ذلك من خلال استراتيجية من ثلاثة محاور رئيسية؛ الأمني والفكري والتنموي.
المستشار بأكاديمية ناصر العسكري أشار إلى أن أهمية الاحتفال ترجع لما أنجزته مصر في هذا اليوم، الذي كان على قدر الكفاءة العسكرية والدبلوماسية، ويجب أن تنتقل ذكراه لجيل الشباب من الشعب المصري والقوات المسلحة، الذي لم يشاهد هذا الانتصار، وتوعيته بما تحقق، بداية من حرب أكتوبر (1973)، ومرورًا بتحرير سيناء (1982)، وحتى استرجاع طابا (1989).
وأكد تكبد القوات المسلحة ضغوطات كبيرة قبل حرب 1973، من الشعب الذي طالبها بخوض الحرب؛ إذ إنها أوهمت الجميع بعدم جاهزيتها للقتال، ثم فاجأت العدو، وحققت نصرًا ساحقًا، وفي نفس الوقت عانت الدولة من ضغوطات كبيرة، لأنها سلكت المسار الدبلوماسي، لكنها استطاعت تحمل العقبات والمراهنة على رؤية حقيقية، حتى تمكنت من إعادة سيناء بعد معركة التحكيم الدولي.
واختتم اللواء المصري بقوله إن عودة الحياة الطبيعية لأهالي سيناء وإقامة إفطار جماعي على شاطئ العريش في ليلة القدر بوجود رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين دلالة على الأمن الذي عاد للمنطقة وإنهاء التحديات للدولة.