الآن.. يلفظ الإرهاب الإخواني ـ الداعشي أنفاسه الأخيرة في سيناء العزيزة.
كل البوادر تقول إن الحياة الطبيعية تعود تدريجياً إلى هذا الجزء الصغير من شبه جزيرة سيناء، الذي استطاع الإرهاب الإخواني والداعشي أن يستغل فترة الفوضى والعام الأسود الذي استولى الإخوان فيه على حكم مصر، ليقيم في هذا الجزء قواعد لإرهاب ظن من كانوا وراءه أنه سيكون الباب المفتوح لاستنزاف مصر؛ أو إسقاطها للأبد في قبضة المتاجرين بالدين الخائنين للوطن!
كان سقوط الإخوان في مصر لحظة حاسمة لوقف كل مخططات الأعداء، وكان إنقاذ مصر إنقاذاً للأمة العربية من مصير تتحكم فيه جماعات الإخوان والدواعش، والدول الصغيرة التي باع حكامها أنفسهم في سوق النخاسة السياسية، والقوى المعادية التي تريد رهن مصير العرب بحروب الفتنة المذهبية والصراعات الطائفية التي لا تنتهي.
كانت مصر هي «الجائزة الكبرى» التي حرصوا عليها، والتي استعادها شعبها «بتأييد من كل شعوب الأمة العربية» من جحيم إرهاب الإخوان، لتصبح رأس الرمح في مقاومته. وكانت سيناء هي القاعدة المقترحة لإرهاب يحمي حكم الإخوان، ويحيل هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر إلى مخزن للعنف ومركز يهدد أمن المنطقة كلها، كما كان الحال حين «اخترعوا» الدواعش واقطعوهم ثلث أراضي سوريا والعراق في أيام (!!) لكي يكسبوا وقتاً لتنفيذ مخططاتهم على جثث الضحايا العرب وعذابات ملايين المشردين.
كان سقوط الإخوان في مصر لحظة حاسمة لوقف كل مخططات الأعداء، وكان إنقاذ مصر إنقاذاً للأمة العربية من مصير تتحكم فيه جماعات الإخوان والدواعش، والدول الصغيرة التي باع حكامها أنفسهم في سوق النخاسة السياسية.
ولم تكن المعركة سهلة على الإطلاق، صحيح أن 30 يونيو كان حاسماً في استعادة المبادرة لتكون في يد شعب مصر وجيشها فقط. انتهى عار أن يقف من كان يحمل اسم «رئيس مصر» ليقول لقادة الجيش بعد عملية إرهابية شديدة الانحطاط: حافظوا على أرواح الخاطفين «من الإرهابيين» حلفاء الإخوان وشركائهم في الحكم والتآمر!! انتقل جيش مصر للمواجهة الشاملة رغم توجهات خاطئة للإدارة الأميركية وغيرها من دول العالم لمنع السلاح عن جيش يقاتل الإرهاب وبالنيابة عن العرب وشعوب العالم كله.
كان حيوياً ـ من البداية ـ عزل جماعات الإرهاب الإخواني ـ الداعشي في منطقة صغيرة في الشمال، ليظل باقي سيناء يعيش حياته الطبيعية، ولتظل المقاصد السياحية الرائعة في جنوب سيناء «شرم الشيخ ودهب وسانت كاترين وغيرها» تنعم بالأمان.
لم تكن المعركة سهلة، لكنها كانت ـ من بدايتها ـ محسومة لصالح مصر التي خاضت هذه المعركة باعتبارها قضية مصير، خصوصاً مع المحاولات المستمرة للإرهاب الإخواني الداعشي للتمدد داخل الوادي، وجهوده التي لم تنقطع لنشر الفتنة الطائفية أو لإثبات الوجود عن طريق عمليات فردية هنا أو هناك.
كانت المعركة محسومة من البداية، جيش مصر ليس كغيره، إنه جيش الشعب كله الذي يدرك قدسية الأرض، والذي يعرف جنوده كل دروب سيناء التي ارتوت ـ على مدار التاريخ ـ بدماء الشهداء. ومع ذلك فإن المعركة لم تكن سهلة، فالعدو الجبان يحتمي بالمدنيين، وكميات السلاح التي في حوزته ونوعيتها تقول إن المؤامرة كانت أكبر من وجود بضع مئات أو آلاف من حثالة الإرهابيين.
الآن.. يلفظ الإرهاب الإخواني ـ الداعشي أنفاسه الأخيرة في سيناء العزيزة.. استمراره ـ ولو بصورة متقطعة وعمليات صغيرة ـ طوال هذه الفترة منذ استعادة مصر من حكم الإرهاب الإخواني، يؤكد أن ما كان يدبر لم يكن لعبة صغيرة لجماعات الإرهاب، بل كان مخططاً أكبر من حجمهم بكثير، وبإمكانيات قوى إقليمية ودولية ظلت تدعم هذا الإرهاب بكل الوسائل. بتهريب السلاح من البر والبحر، وبالدعم المالي والإعلامي الذي توفره قوى مثل تلك التي تتخذ من الدوحة وأنقرة منصات لمواصلة تآمرها وممارسة العمالة في أحقر صورها. ودون أن نستبعد مخططات «غزة» بديلاً لـ«فلسطين» ومن يقفون وراءها، ومن لا يدركون أن المساس بأي شبر من أرض سيناء المصرية هو المستحيل بعينه!!
هناك إجراءات أمن مشددة، وهناك مواجهة صاعقة للبقايا الإرهابية التي أصبحت تختفي وراء النساء وتضحي بالأطفال في عملياتها التي لا تعكس إلا يأس انتظار النهاية.. لكن هناك ـ على الجانب الآخر ـ تنتصر إرادة الحياة، وتتطهر سيناء من دنس الإرهاب وتدفن في رمالها كل أوهام زرعها الإخوان وتوابعهم، ودعمها العملاء في الدوحة وأنقرة وغيرهما.
في الأيام الماضية كان هناك حرص على أن تنعقد اجتماعات قيادات الجيوش العاملة في سيناء على أرضها، وأن يكون واضحاً للجميع أن غرفة العمليات التي تقود الحرب ضد بقايا عصابات الإرهاب في سيناء تعمل من داخل أرض الفيروز، وأن أعلى القيادات العسكرية ـ بمن فيهم وزير الدفاع ورئيس الأركان ـ تتعامل مع الأوضاع في سيناء كما في أي قطاع آخر داخل مصر.
وفي الوقت الذي تبدأ فيه الدراسة، وينطلق ألوف التلاميذ إلى مدارسهم في مدينة العريش وما جاورها من مدن وقرى كان سيف الإرهاب مسلطاً عليها. تمضي جهود التنمية والبناء بمعدلات غير مسبوقة، وربما تكون احتفالات السادس من أكتوبر المقبل مناسبة للكشف عن هذا السباق مع الزمن لتطوير المنطقة بعد أن تم الربط بين سيناء ومنطقة قناة السويس، لتكون ساحة لمشروع عملاق يزرع الخير في أرض سيناء، ويجعل منها «مع مشروع تطوير قناة السويس» قاطرة للاقتصاد المصري كله.
ملاحظتان مهمتان تسترعيان الاهتمام هناك:
الملاحظة الأولى: هي هذا السعار الذي ينتاب جماعة الإخوان وحاكم قطر، والذي يتجلى في هذه الحملات الإعلامية البائسة التي تحاول إثارة الفتنة بين جيش مصر وشعبها.
والملاحظة الثانية: هي أننا جميعاً نحتاج لنظرة شاملة تدرك قيمة الجهد الوطني والقومي الذي تجلى في إنقاذ مصر من براثن المؤامرة الإخوانية في 30 يونيو، والتي كان أساسها ثورة شعب مصر، وانحياز الشعوب العربية لاستعادة مصر التي يعرفونها ويدركون أنها صمام الأمان لعالمها العربي، وأن تحررها من قبضة الإرهاب الإخواني ضرورة حياة لها، وللأمة العربية كلها.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة