سنغافورة تدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية
عبرت سنغافوة عن دعمها للمقترح المغربي لإنهاء النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، والمتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية.
وأشاد وزير الشؤون الخارجية لسنغافورة فيفيان بالاكريشنان، الإثنين، بالجهود "الجادة وذات المصداقية" التي يبذلها المغرب في إطار مخطط الحكم الذاتي من أجل تسوية النزاع حول الصحراء المغربية وضمان السلم والأمن بالمنطقة.
جاء هذا، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، بالرباط.
وأكد في هذا الصدد "ننخرط في مبادئ الأمم المتحدة والقرارات الأممية" ذات الصلة بملف الصحراء المغربية، خاصة القرار 2602".
كما أشاد المسؤول الدبلوماسي في نفس الوقت بجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء ستافان دي ميستورا.
ودعا وزير الشؤون الخارجية لسنغافورة، في هذا السياق، جميع الأطراف المعنية إلى العمل من أجل الحفاظ على السلم، بكل شفافية بهدف وضع حد لهذا النزاع الذي طال أمده.
خارطة طريق
في السياق آخر، قال بوريطة إن تخليد المغرب وسنغافورة للذكرى الـ25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية يروم إغناء مضمون هذه العلاقات في المستقبل، ووضع خارطة الطريق لتطوير العلاقات مستقبلا في كل المجالات.
وأوضح بوريطة، أن الزيارة التي يقوم بها بالاكريشنان للمملكة "مهمة وتاريخية" باعتبارها أول زيارة رسمية لوزير خارجية سنغافوري إلى المملكة المغربية منذ إطلاق العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وتروم إعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية التي تتوفر على أسس متينة من الصداقة والحوار المستمر، وعلاقات تاريخية قوية.
وأكد بوريطة أن وزير الشؤون الخارجية السنغافوري قدم، خلال هذا اللقاء، رسالة من رئيسة بلاده إلى الملك محمد السادس لزيارة هذا البلد الصديق.
وأبرز بالمناسبة، أن الجانبين اتفقا على مجموعة من السبل للدفع بالعلاقات الثنائية في السنوات المقبلة، منها، الاتفاقيات الموقعة حول التعاون في مجال المناخ، واتفاقية حول التعاون بين البلدين في إطار ثلاثي في اتجاه القارة الأفريقية.
كما أن هناك مجموعة من الاتفاقيات الجاهزة للتوقيع في مجال حماية الاستثمار واتفاقيات في مجال الطيران المدني، وأيضا التعاون في مجال السياحة، معتبرا أن هذه الاتفاقيات ستؤدي إلى إغناء الإطار القانوني بين البلدين.
وأضاف أن اللقاء كان أيضا فرصة لبحث مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية، موضحا أن المغرب وسنغافورة دولتان لديهما تقريبا التوجه نفسه القائم على احترام القانون الدولي وعلى احترام العمل متعدد الأطراف والمشترك لمواجهة التحديات الهامة.
وأضاف "لدى المغرب وسنغافورة القناعة ذاتها بأن إشكالات من قبيل مكافحة الإرهاب ومكافحة التغيرات المناخية والهجرة وغيرها لا يمكن حلها من طرف دولة واحدة فقط، بل تحتاج إلى تعاون دولي وإلى عمل مشترك وإلى تنسيق بين الدول، لهذا لدينا قناعة إننا نشتغل معا كذلك على المستويين الدولي ومتعدد الأطراف حتى ندفع في اتجاه مقاربة مختلفة لهذه القضايا، كل واحد منا من منطلق سياقه الإقليمي والوطني، لكن نتقاسم التوجه نفسه والرؤية ذاتها في مواجهة هذه القضايا".
وتطرق بوريطة، كذلك، إلى أن المغرب يرى في سنغافورة، وفي إطار ما أراده جلالة الملك من تنويع للشراكات، المدخل إلى منطقة آسيا، موضحا أن لدى المملكة علاقات متطورة مع هذا البلد.
وفي الوقت نفسه، يؤكد بوريطة طرح المغرب نفسه مدخلا لسنغافورة نحو القارة الأفريقية والعالم العربي، معتبرا أنه "وفي إطار هذا التكامل والتنسيق يمكننا تعزيز التعاون" بين البلدين.
وأعرب عن الأمل في أن يتم إجراء زيارات قطاعية لوزراء مغاربة إلى سنغافورة ونظرائهم من سنغافورة الى المغرب، لتعزيز التعاون الثنائي في جميع القطاعات التي تتوفر على إمكانيات مهمة للتعاون.
تفاهم ورسالة نوايا
من جهة أخرى، وقع وزيرا خارجية البلدين، مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون بموجب المادة 6 من اتفاق باريس، وكذا رسالة نوايا بين وزارتي شؤون خارجية البلدين.
وأعرب الجانبان، من خلال مذكرة التفاهم هذه، عن نيتهما التعاون في مجال ائتمان الكربون، في إطار الفقرة الثانية من المادة 6 من اتفاق باريس، وكذا تعزيز التنمية المستدامة والسلامة البيئية.
وسيشمل التعاون بين المغرب وسنغافورة، بموجب هذه المذكرة، بالأساس، تبادل المعلومات والخبرات، وأفضل الممارسات والتجارب في مجال ائتمان الكربون، مثل الأطر التنظيمية الوطنية وسياسات التدبير وتطوير أنشطة وموارد التخفيف من غازات الاحتباس الحراري.
وفيما يتعلق برسالة النوايا، أعرب الوزيران عن رغبتهما في تعزيز التعاون بين بلديهما في مجال توطيد القدرات والمساعدة التقنية.
كما أعربا عن عزمهما مواصلة المحادثات من أجل إبرام مذكرة تفاهم بغية توفير الخدمات التقنية في المجالات المتفق عليها بشكل مشترك لفائدة البلدان الأفريقية.
إشادة
على صعيد آخر، أشاد وزير الشؤون الخارجية لجمهورية سنغافورة، بريادة الملك محمد السادس في مجال التسامح واحترام الأقليات الدينية.
وأبرز بالاكريشنان، أن المغرب يمثل نموذجا للتسامح والعيش المشترك والانفتاح واحترام الأقليات الدينية، معتبرا أن الأمر يتعلق بمواصفات "خاصة وثمينة".
وأكد الوزير أن المملكة المغربية تبعث بذلك رسالة قوية إلى بقية العالم في مجال التسامح والاحترام، معربا عن إعجابه "بريادة المغرب"، تحت قيادة الملك محمد السادس.
وفي هذا الصدد، استحضر بالاكريشنان دعوة رئيسة سنغافورة، حليمة يعقوب، العاهل المغربي للقيام بزيارة رسمية إلى هذا البلد، وذلك قصد إبراز تاريخ المغرب ومبادئه في مجال التسامح.