رعاية المسنين.. مهمة «إنسانية» للذكاء الاصطناعي في سنغافورة

من أجهزة الرصد الصوتي التي تكتشف السقوط إلى أنظمة رعاية المرضى المدعومة بالروبوتات التي تساعد في ممارسة الرياضة بدور الرعاية، تتطلع سنغافورة إلى الريادة في رعاية سكانها المسنين بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
وبحسب ما أفادت شبكة "سي إن بي سي"، بحلول عام 2030، سيكون ربع السنغافوريين في سن 65 عامًا أو أكبر، في عام 2010، كان الرقم واحدًا من كل 10 مواطنين، ومن المقدر أن يكون هناك حاجة إلى توظيف حوالي 6000 ممرضة وموظف رعاية سنويًا لتلبية أهداف القوى العاملة الصحية في سنغافورة.
ووفقًا لـ "شون دي فوو"، زميل الأبحاث في كلية Saw Swee Hock للصحة العامة في سنغافورة، فإن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستكون مطلوبة بشدة للمساعدة في سد فجوة الرعاية في سنغافورة وأماكن أخرى.
وكتب "فوو"، في مجلة Frontiers العلمية الشهر الماضي أن المجتمعات في جميع أنحاء العالم "غير مستعدة بشكل مأساوي" لسكان متقدمين في السن، ووصف مع مؤلفيه المشاركين في كتابة هذا التقرير، الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى بأنها "قوى محورية ذات إمكانية دفع تحول نموذجي في الرعاية الصحية".
وقال فوو، لشبكة سي إن بي سي، إن الذكاء الاصطناعي من المقرر أن يلعب دورًا ضخمًا في رعاية المسنين في سنغافورة، سواء من حيث مساعدة الأطباء في إدارة الحالات غير الحادة أو في الإشراف على المهام الإدارية مثل مراقبة توافر أسرة المستشفيات.
وقال: "مع اكتساب كبار السن في سنغافورة المزيد من الخبرة في مجال تكنولوجيا المعلومات، نراهم يتجهون إلى الاستشارات عن بعد والأدوات الرقمية التي تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي".
كما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأمراض في وقت مبكر، وهو مجال ذو أهمية شخصية للدكتور هان إي تشيو، زميل أبحاث في كلية لي كوان يو للسياسة العامة في سنغافورة.
والذي يقول إن مرض العين السكري الذي أصاب والدته الراحلة كان من الممكن تشخيصه وعلاجه في وقت مبكر لو كانت طرق اختبار الذكاء الاصطناعي متاحة عندما كانت على قيد الحياة، كما هي الحال الآن.
وقال تشيو لشبكة سي إن بي سي، "كان ذلك ليكون مفيدًا للغاية عندما كانت الأسرة تمر بهذه الرحلة".
وبحسب تشيو، فإن التركيز الرئيسي في سنغافورة على استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية، هو "الشيخوخة في المكان"، وهو مصطلح يقصد به قدرة كبار السن على البقاء في منازلهم أو مجتمعاتهم لفترة أطول مع تقدمهم في العمر، بدلاً من الانتقال إلى دور رعاية المسنين أو المرافق الطبية.
وقال لشبكة سي إن بي سي، "يمكننا نشر الذكاء الاصطناعي، لكن الأمر لا يتعلق باستبدال الرعاية البشرية بالكامل، إنه يتعلق حقًا بمساعدة مقدمي الرعاية ومساعدة كبار السن على البقاء مستقلين وقضاء شيخوختهم في مكانهم".
وأوضح تشيو أن مجلس الإسكان والتنمية في سنغافورة يقدم حتى تقنية منزلية مدمجة للكشف عن سقوط شخص ما على الأرض، مع إرسال تنبيه إلى أقرب أقارب المقيم أو توصيله بمركز اتصال للمساعدة.
وقال تشيو إن هذه الأنواع من تكنولوجيا المراقبة يجب استخدامها بعناية، في أي ولاية قضائية يتم نشرها فيها.
وذكر لشبكة سي إن بي سي، "يجب أن يعمل الذكاء الاصطناعي على تمكين كبار السن وليس تجريدهم من السيطرة، لا يزالون بحاجة إلى اختيار الاشتراك، ووضع الحدود، والأهم من ذلك، إيقاف تشغيل الذكاء الاصطناعي عندما يريدون".
ولا تعتبر سنغافورة هي الدولة الوحيدة فقط التي تتطلع لاستخدام الذكاء الاصطناعي لرعاية المسنين، ففي الولايات المتحدة، تعد شركة Sensi.AI "مساعد رعاية" سريع النمو يراقب كبار السن باستخدام أجهزة صوتية يتم توصيلها عادةً بثلاث مناطق من منازلهم.
وتقول رومي جوبيس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، إن التكنولوجيا يمكن أن توفر لمقدمي الرعاية أكثر من 100 فكرة مختلفة، وتنبههم إلى العلامات المبكرة لالتهابات المسالك البولية أو الجهاز التنفسي، أو السقوط أو التدهور المعرفي.
وتابعت جوبيس، قائلة لشبكة سي إن بي سي، "نحن نجمع بين مؤشرات متعددة تأتي من الصوت، على سبيل المثال، في عدوى الجهاز التنفسي، سيأخذ هذا في الاعتبار إيقاع السعال، والتردد، ونوع السعال".
aXA6IDMuMTMxLjE1Mi42NyA= جزيرة ام اند امز